قاسم العجرش
في لعبة السياسية، كما يحلو للساسة أن يسمون عملهم، وفي جميع الأحوال؛ يعمل المشتغلين بهذا الحقل المهم من حقول النشاط الإنساني، على اللعب "على" و"بـ" جميع الأوراق، وفي لعبتهم هذه تخسر أوراق وتربح أوراق، ولكن ثمة ورقه وحيدة هي الخاسرة، إذ أن الورقة العراقية هي الورقة التي ستكون الثمن السياسي، الذي سيدفع لسداد استحقاقات غير عراقية!
حتى يتضح المقصد من الكلام؛ أكرر القول: إنهم يلعبون على كل الأوراق وبكل الأوراق.. يلعبون بنا وعلينا، ويلعبون بعضهم ببعض على بعضهم ببعض! يلعبون بيومنا على مستقبلنا، مثلما لعبوا بماضينا على حاضرنا!
مارس الساسة لعبتهم أو لعبهم بكل الأسلحة، بعضها فوق الطاولة، وبعضها تحت الطاولة، ما فوق الطاولة تناكفات ومعارضات، وشتائم وتسقيط لا أخلاقي، لبعضهم بعض نهارا، ينهونه في الليل بتقبيل بعضهم بعض، في ولائم يقيمها بعضهم لبعض!
قضية داعش ليست منعزلة عن ألاعيبهم، وصحيح أن معظم السياسيين ينددون بممارساتها، ويعلنون عدائهم لها، لكن بالحقيقة أن منهم من يتصرف وكأنه ولي لها، أو هي وليته، لا فرق، فبعضهم أولياء بعض!
أقرأ في نشرة أخبار قناة تلفزيونية، لحزب سياسي إسلامي سني، مشارك بالعملية السياسية، وله نواب في البرلمان، وله وزراء في الحكومة، ويعامل زعماءه كقادة عراقيين، لكن هذه القناة تغازل داعش، بمهاجمة المدافعين عن العراق، من أبناء الحشد الشعبي، وتطلق عليهم تسميات مهينة، من قبيل تسميتهم بالمليشيات المجرمة، والتنديد بهجماتهم على حواضن الإرهاب، ورفع العقيرة بالشكوى منهم، وكأنها تشكو عدوانا صهيونيا!
هذا الضجيج الطائفي، والتحريض ضد الوطن، وضد المدافعين عنه، جريمة بكل المقاييس والمعايير، ولا تبرير له، إلا بأن هذه القناة وحزبها، جزء من منظومة الإرهاب، ما يوضح بجلاء، بأن مشاركة هذا الحزب الإسلامي بالعملية السياسية، ليست إلا دور مناط بهم، كمشاركين في "اللعبة" السياسية، لمصلحة داعش، والتنظيم ألإسلامي العالمي الذي يحركها، والذي تموله قطر!
ما يؤكد هذه الحقيقة، هو ما أعلنه القرضاوي قبل أيام، وأنتشر على شبكة اليوتيوب، من أن الخليفة الداعشي، "كان" من الإخوان المسلمين، وأنه يميل الى حب الزعامة، ولذلك هو يقود داعش اليوم! مع العرض أن هذا الحزب الذي نحن بصدده، هو النسخة العراقية من تنظيم الإخوان المسلمين العالمي، شأنه شأن حزب أردوغان التركي، وحزب مرسي المصري، وكل الأحزاب الشقيقة للحزب العراقي!
كلام قبل السلام: المخادع ذئب يبكي تحت أقدام الراعي!" ألبير كامو".
سلام.....
https://telegram.me/buratha