لماذا الحشد الدولي ضد داعش ؟أمريكا وفرنسا وبريطانيا تحشد المجتمع الدولي لتشكيل تحالف دولي, سؤال كبير يفرض نفسه؟ لم نرى هذه الهمة الدولية يوم سقطت الموصل بيد الدواعش؟ ولم نسمع صوت يستنكر جريمة قاعدة سبايكر؟ وحتى التهجير الذي حصل لم يهز الضمير العالمي؟
فقط عندما اقتربت عصابات داعش من مدينة اربيل تحرك الضمير الغربي الغريب!
بعضهم يقول السبب لأنها ظاهرة إقليمية دولية, حيث بدأت تشكل خطر على حلفاء أمريكا في المنطقة, فالسعودية بدأت تتكشف لها خلايا تعد لعمليات إرهابية داخل مملكة إل سعود, والأردن تتحسس الخطر عندما تم رفع رايات داعش في قلب العاصمة عمان,وتهديدهم الأخير لاربيل كان هو الدافع الأكبر للتحرك الدولي . بالإضافة لخطر المجندين من الشباب الغربي على العواصم الغربية, وانخراطهم ضمن عصابات داعش, فعودتهم أكيدة لبلدانهم, كل هذه الأسباب هي الدافع للتحشيد الدولي.
لكن ملاحظة هامة إن هذه الدول لحد ألان لم ترفع الدعم عن داعش, فالتمويل مستمر والإمداد البشري لازال ساري المفعول, معسكرات التدريب مستمرة بالعمل , القضية اكبر تشابه مع ما حصل بعد اعتداءات 11 سبتمبر , حيث كان الذريعة (ضرب الارهاب ) لتغيير الواقع الإقليمي, بما يخدم مخططات أمريكا وحلفاءها . وألان الحلف يسعى لتشكيل واقع جديد للمنطقة, يتناغم مع غايات شريرة تخدمهم هم فقط.
الحلول المطروحة لحربهم ضد داعش غريبة وغامضة, ولا تمت بصلة لسعي الخلاص من هذا التنظيم, فهم يطرحون حلا واحد وهو الضربات الجوية لعصابات داعش, ورفض تام لأي عمل عسكري بري, ويضعون سقف زمني للعمليات يستمر ثلاث سنوات! مع إن الضربات الجوية من الاستحالة إن تقضي على داعش بل قد تضعفه , والسقف الزمني يدلل على فكر طويل المدى يصنع على نار هادئة.
اعتقد إن من يريد الحل الجذري لداعش عليه أولا تجفيف الموارد الداعمة داعش. فموارد التمويل خليجية بتميز قطري,هي مفتاح الديمومة للتنظيم الإرهابي, بالإضافة لانفتاح تركيا على النفط المهرب من داعش , هذين الموردين لو يتم تجفيفهما تماما لماتت داعش سريرا من دون الحاجة لحلف غربي عسكري بالاسم, بالإضافة لغلق منافذ التمويل البشري الذي يمول داعش بالإفراد المجندين الأجانب لها, والتي يتم تسهيل مرورهم تركيا وخليجيا وأردنيا, فالغلق كفيل بالمساعدة للقضاء على داعش, هنا شطري الحرب الحقيقية على داعش, لكن لا إرادة لتحقيقهما لمن يدعي الحرب!
إذن القضية ليست بما هو معلن ..فما خفي كان أعظم .
https://telegram.me/buratha