يتعجب البعض من موقف العالم الغربي من محن المنطقة ! فلماذا السكوت الغربي عن جرائم داعش في العراق وسوريا ؟! ولماذا التراخي الأمريكي عن أي فعل حقيقي ؟! حتى غزة يتم إبادتها بالمكانة العسكرية الصهيونية! والحكومات الغربية وشعوبها في صمت مطبق ! فيتم طرح تساؤل كبير , ترى كيف يسكت العالم المتحضر عن جرائم إبادة ممنهجة لسكان الشرق الأوسط ؟!
أولا علينا إن ندرك شيء أساسي, إن المصلحة هي العامل الأكبر في أي فعل غربي, إما الدوافع الإنسانية أو الأخلاقية فتاتي بشكل ثانوي وعرضي ! فلا يقوم الغرب بفعل معين إلا وتحسب من خلاله كم سيدر عليها من الإرباح , إما مسألة القيم والأخلاق فهي تأتي برتبة اقل من المصلحة .
ثانيا إن ما يجري من قبل عصابات داعش ليس بعيد عن الدفع الغربي , فمؤشرات كثيرا تدلل على وجود دعم غربي لما يجري , ومن المؤشرات وجود مجندين وبالمئات من أوربا يأتون للعراق وسوريا لقيادة العمليات , تسهيلات مصرفية ولوجستية ,تدريب وتجهيز في أكثر من بلد , تراخي الموقف العلني من عصابات داعش الى مجرد بيانات تستنكر !
بالإضافة إلى إن تاريخ أوربا يبوح بسر الذبح , بأنه طريقة غربية بامتياز للقضاء على الأخر , فكان سلاحهم الناجح في السيطرة على الأرض طيلة قرون, العنف ولا غيره طريقهم للتحقيق مآربهم ! ولو استنطقنا التاريخ لأخبرنا أمور غريبة لا يمكن تصديقها, جرائم لا يفعلها البشر.
يقول صديقي الكاتب خالد الخفاجي في عام 1912 صدر طابع بريدي فرنسي , يعبر عن رأي الحكومة والشعب الفرنسي في ذلك الوقت , والطابع عبارة عن مجموعة رؤوس لرجال مغربيين تم ذبحهم !بسكاكين فرنسية رسمية, ووضعت الرؤوس على صخور والتقطت الصورة, لتتفاخر بها الأمة الفرنسية في ذلك الوقت ! بقطع الرؤوس لمجرد مخالفة هؤلاء لتوجهات الاستعمار الفرنسي !
وقصص قطع الرؤوس وسلخ فروه الرأس من قبل الأمريكان , في مواجهة الهنود الحمر لا يمكن إنكارها , حيث كانت مساعي الأمريكان في اتجاه إبادة السكان الأصليين لأرض القارة , كي يسيطروا عليها تماما كما تفعل الدواعش اليوم! فإثارة الرعب وتهجير أهل المناطق, ثم الشروع بمسك الأرض, طريقتهم التي أسسوا بها دولتهم الشيطانية !
لذا فعصابات داعش تنتهج الفكر الغربي في عملية إبادة الأخر , كي تصنع واقع جديد , والمؤكد انها تدار من نفس الغرب ! لأنهم هم من يخطط للواقع جديد, ويعملون بالسر ! والسبب للحفاظ على ما يروجون له , من أنهم امة متحضر تدعوا للقيم والأخلاق السامية !! بالإضافة للسعي لتشويه صورة الإسلام إمام الشعوب العالمية !
أننا اليوم يجب أن نفهم من إن الغرب لن يكون مساند لنا , والغرب يعمل على تدمير المنطقة , باستخدام أدواته, وهي محور الشر ( تركيا والسعودية وقطر وإسرائيل ) بالإضافة لاعتماده في ارض المعركة على داعش! هذا الفهم يجعلنا نتعامل بشك مع كل دور يقوم به الغرب , لان مصالحه الخبيثة هي الدافع .
الأمر الأخر المهم, على الحكومة الجديدة وضع خطة إستراتيجية في صد الهجمة الإرهابية على البلد, عبر وضاع آليات وخطوات وسقف زمني للخلاص من هذه المحنة. فالفوضى والتراخي طيلة عشر سنوات الآن نعيش محنته .
الكلام الطيب الذي يصدر من الغرب لا يمكن إن يكون حقيقيا ,مصالحهم الشريرة مقدمة على أي فعل . وكما قال السيد هادي المدرسي (( الحق لا يصدر من حنجرة الباطل )).
https://telegram.me/buratha