المقالات

مواطن زوجي، وآخر فردي!..

1238 21:04:56 2014-08-17

قبل مدة من الزمن استحدثت مديرية المرور قرار مثير للجدل ألا وهو الفردي والزوجي، لقدم شوارع العاصمة و إكتضاضها بالمركبات، ولعدم القدرة على إعادة تصميم بغداد لتواكب التطور الحاصل في دول العالم، ولتأخذ مكانتها كعاصمة لبلد عريق كالعراق، بسبب الوضع الأمني والفساد الإداري والمالي المستشري بدوائر الدولة، ولكون المواطن هو الحلقة الأسهل لألقاء اللوم عليه، حيث سبب الزحام هو كثرة خروج المواطنين للشوارع، وأزمة الكهرباء الإستهلاك المتزايد للمواطن ،والإرهاب تواطئ بعض المواطنين ووقوف البقية في موضع الإنفجار!
المصيبة أن هذا القرار أصبح بدعة لبقية الدوائر والمؤسسات الحكومية،فبعد المركبات طبق على المواطنين أنفسهم! لإختناق الدوائر والمؤسسات الحكومية بالمراجعين، لأخطاء إدارية عديدة عملت على زيادة حلقات الروتين، وبدل إيجاد حلول مناسبة لهذه المشاكل مثل إعتماد مشروع الحوكمة الالكترونية الذي ضاع هو الآخر في غياهب الروتين العراقي، قامت هذه المؤسسات بإعتماد هذا المبدأ كدائرة الجنسية التي قسمت المواطنين إلى فردي وزوجي، او فضلت بقية الدوائر تقسيم مراجعات المواطنين حسب مناطق سكنه، مثل شهادة الجنسية والجوازات، طبعا دون علم مسبق منهم بالكثافة السكانية لكل منطقة وهذا أدى إلى إكتضاض دوائرهم بأيام معينة، وخلوها من المراجعين تقريبا في أيام أخرى.
أما بالنسبة للمواطن فأجراء أي معاملة أصبح هما ما بعده هم، فهو يحتاج إلى الذهاب أولا للدائرة للتأكد من جدوله، حتى وأن كان قادما من محافظة أخرى، ومن ثم يعود ليراجع في اليوم المحدد له، وأن كان في معاملته نقص يستوجب مراجعته دائرة اخرى فسيفاجئ بأن جدول الدائرة الاخرى مختلف! 
في واقع الامر أن هذا الروتين القاتل، الذي ينفرد به العراق عن باقي الدول هو في الحقيقة تشجيع للفساد وهدر للمال العام، فلكون إجراءات إنجاز اي معاملة مزعجة وتستغرق وقتا طويلا، ستجعل المواطن يفكر في الحل الأسهل لإنجاز المعاملة،وذلك بالتأثير على الموظف المسؤول عن المعاملة، كما أن أغلب المواطنين هم في واقع الأمر موظفين في دوائر أخرى، فأخذهم إجازات طويلة لغرض إنجاز معاملاتهم سيكلف ميزانية الدولة مبالغ هائلة، وسيعرقل إنسيابية العمل في هذه الدوائر. 
يجب على الحكومة التفكير جديا في إيجاد الحلول المناسبة بدل خلق العراقيل، ولا مانع من الإستفادة من تجارب الدول الأخرى خاصة في الجانب الإداري، أما اذا سرنا على هذا المنوال فأنصح بتبديل أسمائنا بأرقام، وتحديد أيام معينة لخروج المواطنين حسب أرقامهم (فردي وزوجي)، ومن يخالف فسيعاقب أشد عقوبة وهو أن يحذف رقمه ويبدل بصفر، فلا يحق له الخروج لا بأيام الفردي ولا الزوجي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك