قاسم العجرش
أمس الأول، حدث ما كان لم يكن سيحدث نهائيا، لولا أننا أستوعبنا الدرس جيدا، فق أنجز ساستنا صفحة مهمة، من صفحات النسخة الثالثة من عمليتنا السياسية، وبأنجازهم عملية إنتخاب هيئة رئاسة مجلس النواب، يكونون قد وضعوا أبهاماتهم في أفواههم ليبلوها بلعابهم كي يقلبوا الصفحة الأولى ويشرعوا بقراءة الصفحة الثانية، وهي صفحة إختيار رئيس الجمهورية!
وبخلاف من يعتقدون أن التحالف الوطني سيتمزق، نتيجة الخلافات بين أطرافه، وأن هذه الخلافات حملتها أطرافه معها الى قبة البرلمان، إلا أن أمس الأول جرى شيء أحبط تلك الإعتقادات، بل أثبت أن التحالف الوطني كيان بلا كواليس سياسية، ويعمل بلا ألاعيب ودسائس، السياسية، وما المنافسة الرائعة بين نائبين منتميين الى كتلتين مختلفتين منضويتين تحت رايته، على منصب النائب الأول لرئيس مجلس النواب، إلا مصداق عملي على ديناميكية التحالف الوطني، وأن إتساعه على عموم الساحة السياسية، وإمتلاكه هذا العدد الوافر من النواب (180) نائبا، يجعل المنافسة داخله أمرا مشروعا ولا ضير منه، بل لا مفر منه، إنما هو محمود أيضا!
وجرى شيء مواز لم يلتفت اليه المتابعون، بل وكثير من الساسة، هو أن المنافسة على منصب النائب الأول لرئيس مجلس النواب بين النائبين المنتميين الى التحالف الوطني،، تقدم إشارة واضحة جدا الى كل المهتمين بالشأن العراقي، هي أننا قمنا بشجاعة برمي مفهوم السلة الواحدة في القمامة، وشرعنا غير آسفين،بتمزيق صفحة المحاصصة، و نوشك أن نغادر ساحتها القذرة، بل و
هذا يعني أننا نسير بثبات نحو ديمقراطية حقيقية، وأننا شرعنا بتدشين عهد جديد من الشفافية السياسية، إنطلاقا من وعينا بحجم التحديات التي يواجهها وطننا ومواطنيه، وسيكون نتاجها أفضل بالتأكيد،مما مارسناه سابقا، فيما أصطلحنا على تسميته بالعملية السياسية، التي يمكن وصفها بالمسرح الصاخب، حيث سادها انقسام دائم بالمواقف، أو بوصف أكثر دقة، فإنها كانت الى "اللعبة" هي أقرب منها الى "العملية"..
لكن وبدون أن نسرف بالتفاؤل، فإنه لا يسعنا إلا أن نذكر بأن، المسرح السياسي غير واضح المعالم بعد، وأن الحاضر العراقي ما يزال يحبل بالسخط الاجتماعي المعهود، وأن الأمور تتفاقم باستمرار، والخوف من المجهول هو العلامة الفارقة.
كلام قبل السلام: إن الحكمة دائما أن تنظر أمامك، لكن من الصعب أن تنظر إلى أبعد مما يمكن أن تراه
"ونستون تشرشل"...
سلام...
https://telegram.me/buratha