المقالات

ضربة ميت!!!

1303 01:32:34 2014-06-13

حيدر فوزي الشكرجي

المراقب لحركة الإرهاب في الشرق الاوسط يلاحظ أنها بين مد وجزر، وذلك بالإعتماد على عوامل كثيرة منها دولية ومنها إقليمية، تجعله يغير تحركاته ضمن أهداف استراتيجية لم يكن للعراق وحكومته دور يذكر فيها،مع ذلك مع كل انسحاب أو تراجع لقوى الإرهاب من العراق، يصرح بأنه نصر للقوات العراقية، ومع بدأ ضرباتهم من جديد، يصرح بأنها ضربة ميت، ومع إستمرار الضربات، يعاد القول أن الإرهاب قوي ولا يمكن قتله بسهولة.
ذلك بالرغم من أن القوات العراقية تطورت كثيرا وإزدادت عددا وعدة، إلا أن هذا لم يؤثر على تصاعد الإرهاب في المنطقة، وذلك لسبب رئيسي هو أن الإرهاب كورم خبيث يجب تحري الحكمة والصبر في معالجته، وأفضل طريقة للقضاء عليه هي قطع طرق إمداداته، ليتعفن ويموت بعد فترة.
نعم المعالجة في العراق لقضية الإرهاب لم تكن صحيحة، وهي من تسببت بهذا التصعيد الأخير، وذلك لأسباب عديدة أهمها سياسية، فالوضع السياسي المتوتر وغياب الثقة، جعل بعض ضعاف النفوس من السياسيين يتخذون الإرهاب كورقة ضغط يستخدموها عند الحاجة، وكذلك ولنفس السبب السابق تم تعيين عدد من قيادات الجيش، على أساس ولائهم لشخوص معينة وليس للوطن.
كان من هؤلاء القادة قسم تاريخه أسود وحاضره أسود، من تورطه بقمع الشعب أبان نظام هدام، إلى تورطه بصفقات فساد في الوقت الحاضر، تم التغاضي عن تجاوزاتهم في سبيل شراء ولائهم وتناسى القوم ان الذئب لا وفاء له.

بدأ الموضوع بدخول الجيش إلى صحراء الأنبار الواسعة، بحجة القضاء على الإرهاب بدون خطة استراتيجية واضحة، وبهدف كسب الدعم الجماهيري للانتخابات القادمة ، ومع إستمرار المعركة التي كان من المفروض أن تحسم بأيام معدودة، كشفت نقاط ضعف الجيش العراقي الجديد، ومنها فساد بعض القيادات، وعدم وجود وحدة في القرار، ووجود بيئة حاضنة للإرهاب في بعض مناطق العراق

هذه الأسباب شجعت الإرهاب إلى التفكير بضربة نوعية جديدة للحكومة العراقية، بتحقيقها ترتفع الروح المعنوية لكل الجهات المتطرفة والمساندة للإرهاب في العالم، وتزيد ثقة مموليهم بإمكانياتهم، وتم إختيار هدف الإلهاء سامراء ، لان قائد عملياتها مشهور بسهولة إختراقه، وكان الهدف الأولي هو تفجير المرقد الشريف، وهذا كان سيؤدي الى خلق بلبلة وتصعيد طائفي، تمكن قوى الإرهاب من السيطرة على أماكن عدة، إلا ان تصدي أهالي سامراء للإرهابيين ومنعهم من التقرب للمرقد الشريف، جعلهم ينتقلون الى الخطة البديلة.

الموصل لما لها من اهمية اقتصادية ومعنوية كونها ثاني اكبر محافظة في العراق، وايضا قيادتها كانت ضعيفة، ولديها خلافات كثيرة مع مجلس المحافظة، هذه خلق البيئة المثالية للإرهابيين، لإختراق المدينة والسيطرة عليها بدون مقاومة تذكر.
طبعا الآن لا يمكن أن تقنعونا بأنها كانت ضربة ميت ايضا، الا ان كان لهذا الميت اشباح وشياطين تقاتل معه،مع صعوبة الموقف وإشتداد الليل إلا ان هنالك بصيص أمل، ففي البداية بدأت أكثر الكتل السياسية تخفف من لهجتها وتبحث عن حل للازمة، والأهم أنه تقرر إعادة هيكلة الجيش، وإبعاد العناصر السيئة، وإستبدالها بعناصر وطنية، وكلنا الآن بإنتظار المعركة الحاسمة، بين الإرهاب والعراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك