المقالات

نوابٌ ممثلون على الشعب لا عنه!..

1578 16:38:57 2014-06-06

قيس المهندس

نوابٌ عن أنفسهم ومصالحهم ونزواتهم، لا عن الشعب ومصالحه! ما أن يجلسون على كرسي السلطة التشريعية؛ حتى يسدلون الستار فيما بينهم وبين جمهورهم الذي أنتخبهم، ويتنكرون لهم! 

عضوية مجلس النواب؛ تمثل في حقيقتها، مقاماً تكليفياً لا تشريفي، فالنائب خادم للشعب لا متسيداً ومتسلطاً عليه. قال تعالى عز وجل: وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً سورة الإسراء - الآية 37.
بالأمس دار حوار بيننا وبين أحد الأشخاص، رجلٌ لا أعرفه، التقيته في مكان عام. دار بيننا حوارٌ بشأن التصويت على مادة تقاعد كبار المسؤولين في الرئاسات الثلاث، تحدث ذلك الرجل قائلا: مما يثير استغرابنا؛ أن فلاناً خالف أمر المرجعية بتحفظه على قانون تقاعد الرئاسات الثلاث، ولم يصوت بـ (كلا) فالتحفظ يعني أنه يرى أحقية النائب براتب تقاعدي! كان ينبغي عليه أن يرفضه رفضاً قاطعاً.

كان حديث ذلك الرجل مفرحاً، بيد أنه سرعان ما أستدرك قائلاً: مع أنني شخصياً أرى أن النائب ينبغي أن (لايكسر) بعد خروجه من مجلس النواب، فالنائب إذا حضر مواكب عزاء أهل البيت عليهم السلام في المناسبات؛ لا يسعه أن يخرج منه حتى يدفع مبلغاً من المال، يتناسب مع شأنيته كنائب في البرلمان، لا أقل من (250,000 ألف دينار) لكل موكب عزاء، فالنائب ليس كباقي الزائرين، يدخلون المواكب ويأكلون الطعام، ثم يواصلون سيرهم نحو العتبات المقدسة، دون أن يصرفوا فلساً واحداً. كذلك عندما يحضر النائب مناسبة عرس أو عزاء؛ فلا يسعه أن يدفع شأنه شأن بقية الناس، فلا أقل من أن يدفع (100,000 ألف دينار) كذلك عندما يغادر النائب مجلس النواب، ينبغي أن يستمر على نفس المستوى وذات الشأنية.
كان ذلك الإستدراك غريباً جداً ومناقضاً لما سبقه من حديثٍ لذلك الرجل، والذي تبين فيما بعد أنه أحد أعضاء مجلس النواب الجدد، الذين فازوا في الانتخابات الأخيرة!

يريد ذلك النائب، أن يجعل لنفسه ولأقرانه من النواب؛ مستوىً معيشياً متميزاً عن الشعب، بتكوين طبقة أشبه بالأرستقراطية، سواء إثناء عملهم داخل قبة البرلمان، أو حتى بعد خروجهم منها بإنتهاء الدورة البرلمانية، وكل ذلك على حساب الميزانية العامة، وأموال الشعب المظلوم والوطن المنهوب! ولكم أن تتخيلوا لو أفرز لنا كل أربع سنوات، قرابة (500) من كبار المسؤولين في الرئاسات الثلاث، يتقاضون راتباً تقاعدياً مهولاً، وكيف ستكون تلك الطبقة بعد عدة دورات!

أولئك النواب لا يستحقوا أن يمثلون الشعب، فكل من صوت على تمرير قانون تقاعد الرئاسات الثلاث، وكذلك من تحفظ عليه؛ فهو خائن لشعبه وللمرجعية، يتقمص دور الوجيه والوالي في حكومات الطغاة، ويخلعه على نفسه في حكومة الديمقراطية!
لا يستحق ذلك النائب، أن يكون عضواً في مجلس النواب، لأنه في الحقيقة سوف لن يكون ممثلاً عن الشعب؛ وإنما ممثلاً عليه!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك