بسم الله الرحمن الرحيم
من واقعنا اليومي نرصد بعض الوقائع التي نرجو من تسليط الضوء عليها ان تجد لها أيادي قادرة أن تخلع عنها لباس السلبية وتكسوها ايجابية أمرا بالمعروف ونهيا ً عن منكر كثرت الاصابع المشيرة له و دفعا ً لعجلة المجتمع الى الامام .
حدث اليوم هو امتحانات الصفوف المنتهية (البكلوريا) التي تعيش اجوائها الاسر التي تضم طلاب من هذه المراحل وتعاني معهم في هذه الفترة املا ً في نتائج تثلج قلوب الوالدين وثمار يجنيها من سعى ولتاتي الاسئلة بأطر ثابتة لاكثر من خمسة وعشرين عاماً غير أبهئة بكم التطور الحاصل في مجال صياغة الاسئلة وبطريقة عصرية تتناغم وعقول اليافعين .
أسئلة اللغة العربية للصف السادس الابتدائي حُدد لها 150 دقيقة اي ساعتان ونصف الساعة رغم ان حل الاسئلة ومراجعتها لا يتطلب الساعة على اقصى تقدير وفي هذا اشارة الى الخلل الاول وهو عدم ملائمة الوقت لحجم الاسئلة الوقت طويل جدا لاسئلة غاية في الاختصار وهذا أول الغيث فلتقسيم الدرجات قصور واضح فالدرجة من مئة خصص منها :
اولا ً : الانشاء 30 درجة
ثانيا القواعد 50 درجة
ثالثا المحفوظات 20 درجة
ويلحظ ان درجة الانشاء جدا عالية هذا وان ال 20 درجة للمحفوظات تؤخذ بمجرد كتابة اربعة اسطر من محفوظة !! والقواعد وما ادراك ما القواعد بها ما لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة من ثلاثة فروع وهي (كون جملة واعرب ما تحته خط واستخرج) بحيث ان كل فرع على أقل تقدير اربعة درجات .
من خلال تفحصي للاسئلة شعرت انها تشبه اسئلتي قبل ربع قرن مضى !! حتى مواضيع الانشاء ! وكأن القضايا هي ذاتها والحياة لم يضاف لها شيء جديد , واقف عند درس اللغة العربية تحديداً لاسباب عديدة
اولا : ان كثرة المذاهب واختلافها وتضاد الاراء انما نشأ من عدم التبحر في مفهوم المفردات ومعانيها واوجهها التي دفعت البعض الى استنتاجات خاطئة دفعت بالامة الى ما هي عليه الان واليك مثال قال تعالى " وعصى ادم ربه فغوى " فالبعض يستند الى الاية في سلب العصمة من الانبياء فكيف يُعصم نبي وهو غوي معاذ الله والحقيقة ان لهذه المفردة معان عديدة منها حط المكانة فعدم اخذ النبي ادم عليه السلام بالنهي الارشادي لله تعالى جعل الله عز وجل يحط مكانه من الجنة الى الارض وعدم فهم المفردة يدفعهم الى اتهام مقام النبوة بما تسمو عنه ويجعلونه فخا ً لاصطياد اليافعين وسلب عقيدتهم .
ثانيا : للغة العربية كما اسلفنا دور كبير في فهم المفردات القرانية والتي بدورها لها اثر بالغ في استنباط الاحكام الشرعية التي نحتاجها في حياتنا الحالية .
ثالثا ً : ان دراسة اللغة العربية في بلدنا يقتصر على الاعراب والانشاء ولا يقدم صورة عن الفهم والتلخيص وفنون البلاغة وهي ايضا من المتطلبات المهمة في فهم القران الكريم .
رابعا ً ان التوسع في دراسة اللغة العربية يجعل ابنائنا بعلاقة مباشرة بدينهم بعيدا ً عن البحث عن أطر غربية للانتماء لها .
خامسا مازال ان الوزارة تخسر ورقة للاسئلة فما الضير ان تملأ بالفروع الكثيرة التي تمرن الطالب ولا تقولبه وتحد امكانياته و أن تفتح ذهنه وتقدم له اطر جديدة وتبتعد عن النمطية .
في النهاية انقل لكم سؤال طالبة عن موضوع الانشاء الذي هو عبارة عن بيت شعر في موضوع معين يكتب ليعين الطالب ويهيئه للكتابة فلقد سألت الطالبة هذان موضوعان فأيهما اكتب وكانت تؤشر على صدر البيت تارة وعلى عجزه تارة اخرى !!!!! فهل هذه تهيئة لطلبة يُحاروبون في دينهم ولا سلاح الا بفهم لغتهم والتصدي بقرأنهم المعجز ضد اعدائهم .
في الاونة الاخيرة اطلعت على بعض دروس البلاغة وحزنت حقيقة على عدم مرورها في دراستنا ل 12 سنة دراسة !!!. كيف نفهم قرائننا ؟ كيف ؟ وكيف نحب لغتنا العربية ونحن لا ندرس الا هيكلها ولا نلمس جمال روحها ونتثائب ي ما بقي من المئة وخمسون دقيقة .
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha