المقالات

من هم لصوص الحقيقة ؟!

1518 17:30:24 2014-04-21

لم تعد الحملات الانتخابية، تقتصر على أيام أو أشهر تسبق الانتخابات، محلية أو عامة، بل باتت مهمة دائمة من مهام العمل السياسي، لأية قوة أو حزب سياسي.

ومعنى هذا أن تلك القوى والأحزاب، تضع دوماً نصب عينها، أن تصل الى السلطة، أو الى سدة صنع القرار، وهذا أمر طبيعي جداً، بل يمثل السبب الحقيقي والأساس، لتشكل معظم الجماعات السياسية، ولا عيب أو سوأة في ذلك.

ويندر، في حالتنا العراقية، أن نجد حزباً تتراجع لديه أولوية المشاركة السياسية، بأشكالها المعروفة، عن أولويات أخرى. ففيما عدا حالات استثنائية، تنهج فيها قوى معروفة، منهج بناء الإنسان، وتحصينه عقائدياً؛ كي يكون عنصراً تتحقق فيه ولديه، قيم العبودية للخالق جل في علاه، فإن معظم القوى السياسية، تثقف أعضاءها على كيفية الوصول الى السلطة؛ وتضع ذلك في قوالب فكرية أحيانا، ومناهج تعبويه تعمل عليها من دون توقف، وتستغل في هذا كل سانحة، يمكن إستهبالها في هذا الغرض.

ومرة أخرى، نقول إن ذلك أمر طبيعي جداً، طالما أن المحصلة النهائية خدمة الشعب، لكننا نتساءل في قرارة أنفسنا، ونحن نسعى الى بناء دولة الكفاية والعدل، هل أن ما أنجزناه من بنية سياسية سيخدم هذا الهدف؟ بمعنى أدق، هل أن التعددية السياسية المنفلتة، التي وصمت واقعنا السياسي والاجتماعي بخيباتها وبنكساتها، والتي أنتجتها الديمقراطية الضبابية الراهنة، هي التي سيجد المواطن فيها، أمنه وآماله الاجتماعية والاقتصادية، وهل سيكون ذلك ممكناً، بعد أن عجز فرسان "الديمقراطية، الذين لا يتوفرون على حد أدنى من أخلاق الفرسان، عن تلبية مطالبها؟".

ديمقراطية التعددية المنفلتة، وهو الشكل الذي بناه لنا مصمم عمليتنا السياسية، وأذكركم هذه المرة، كما في كل مرة، أنه أجنبي! لا تتعدى ذاك لك وهذا لي، مع عدم الاتفاق على تحديد ما هو الـ (هذا) وما هو الـ (ذاك)! فبتنا ملكاً مشاعاً بين لصوص، يرتدون مسوح الرهبان حينما تحين المواعيد الانتخابية. لصوص يفهمون السياسية على أنها بستان، أو مزرعة مباح لهم وحدهم أن يقطفوا ثمارها، ونحن لنا النوى وحسب! مع أن هذه الثمار ما أينعت إلا بجهد غيرهم، غيرهم الذي تعهدها رعاية، وأزال الأدغال التي كانت تخنقها، وسقاها بدمع العين وما جرى، وبدم يضج حرية وانعتاقا، وسهر الليالي، ممسكاً ببندقيته الى الصباح، يحرس البستان من اللصوص!
كلام قبل السلام: غير فرسان عمليتنا السياسية ليس لصاً، بل كان يحرس الحقيقة، واللصوص يعرفون أنهم لصوص وسراق للحقيقة.
سلام....

قاسم العجرش

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك