بسم الله الرحمن الرحيم
جسم هزيل بوجه شاحب وشخصية انفعالية تلك هي فاطمة طالبتي ذات السبعة عشر ربيعا ً افتقدتها لأيام وعرفت بعدها انها في المستشفى تتلقى العلاج ولم اتوقع ان يكون مرضها خطرا ً وبشكل ادق مميت انه تكسر الكريات البيضاء الشديد .
عن ماذا اتكلم ؟ عن عراقي يعاني من مرض ؟ ما الجديد ؟!! اليس هذا ما يدور في سرائركم ؟ التمس صبركم حتى النهاية .
هذه الشابة تمتلك روحية عالية تجذب كل من يعلمها هي لطيفة وخفيفة الظل ولكنها قطعة من احساس مرهف لمختبىء خلف ستار عصبية لم اجد لها مثيل وكثيرا ما اشرت لها ان هذه الانفعالية ستؤدي بها الى خسران العافية ولم اكن اعلم خلفية واضحة لموجات البكاء التي تجتاحها بصمت وانا اشرح بحيث لا يشعر بها احد فهي تجلس في مؤخرة الصف فأما ان تكون في قمة النشاط والتفائل او حزينة تُخفي حزنها بمهارة كنت احترم صمتها واسير نحوها واقتنص فرصة انشغال الاخريات لاهمس في اذنها ان البكاء على امر من امور الدنيا حماقة ولا انتظر منها جواب.
أيام مرت وهي تؤجل امر زيارتنا لها مع جمع من صديقاتها ومدرساتها فعرفت ان الامر خجلا ً من بساطة معيشتهم فأكتفيت بالتواصل عبر الهاتف غير ان صحتها من سيء الى اسوء وكنت اتمنى رؤيتها حتى دعتنا اليوم عند الظهيرة ! استغربت التوقيت ولكني هرعت اليها وفي الطريق سردت لي صديقتها بعض التفاصيل فهي ابنة لخباز بسيط يعتاش على قرص الخبر بشكل يومي في دار ايجار متهالكة يخبز على سطحها مع زوجته ليعيلون اربعة اطفال كلهم مجتهدون في المدارس وفاطمة كبيرتهم وأن ساعة الظهيرة هي ساعة الراحة الوحيدة لتنورهم .
الفقر والعوز المادي والخوف من المستقبل كلها كانت اسباب في عصبية فاطمة فتلك العصبية كانت رفضا لواقع لا ينتهي فلا هو بأزمة أو مرحلة بل هو عمر وينقضي وترى نفسها على اعتاب جامعة أو ارتباط وكل اهتمامهم في استحصال لقمة يوم بيوم وسرعان ما احترق دمها ولتمرض بهذا الداء الخطر كنتيجة للتفكير.
دخلت دارها واستقبلتنا الام بروح مرحة وما اجمل الفقير الراضي القانع وما ان جلسنا وسألنا الله لها الشفاء حتى شكت الام حالها من انها تخجل من الفقر والعوز قلنا لها ليخجل الغني منك ومن اهلك ولتفخري بالخباز لانه يطعمكم حلال ومرت الساعة بسرعة اعتصر قلبي حزنا عليها وعلى حالها وما المني حقا ما قرائته في عيون الام بأنها تخشى مصاريف العلاج أو الموت لا سامح الله اكثر من المرض نفسه واه من الدنيا اه.
لقد مر هذا اليوم صعبا ً علي جدا وأنا ارى شابة على مشارف الموت وأسرة لا اعلم هل افخر بها ام ابكي عليها دما ً ووطن لا تنتهي جراحات ابنائه والم لا ينتهي في قلوبنا خرجت من منزلها وسرت ساعة لأهيىء دموعي لتبث هموم قلبي ولكني لم استطع وجدت نفسي تارة أجد في الموت راحة لفاطمة وسرعان ما استغفر لاجد نفسي كتلة غضب من كل من قصر في اصلاح البلد . سمعت قهقهة الدنيا علي انا من توجهت لخدمة الشباب طمعا ً لصناعة جيل قوي مؤمن ينتشل الوطن مما هو فيه بعد ان فشل جيلنا في ذلك وكأني بها تقول لي هيهات .
لاأجد ملجأ غير الله لادعوه شفاء فاطمة وأقسمت عليه بجميع مصائب اهل البيت ع بأن يفرج كربها فأمامها ساعات لتعرف هل وصل مرضها حد الخبث ام ان لها املا ً وأحببت ان اشرك المؤمنين في الامر بأن يدعوا لها ولكل مريض بالشفاء في ليلة الخميس هذه , نحن بحاجة لشبابهم ونظارتهم والحال ان زينة الشباب يرحلون بمسببات لا احسب ان دولة تعيشها كما نحن .
يا دنيا لقد وعدنا الله بالنصر ولا قيمة لهيهاتك ونسأل الله ان نأخذ كل ما يصيبنا بقوة الايمان وان لا نضعف لنكون صيدا ً للشيطان وان يسلط علينا من يرحمنا انه سميع الدعاء .
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha