قاسم محمد الخفاجي
قد يقول قائل من المتحذلقين الدعاة أننا ككتاب وصحفيين نتجنى على المالكي ، وأننا نتعمد إلصاق تلك الأخطاء الكبيرة في إدارة الدولة به ، وقد يقول أخر أننا نبغضه ، ونتحامل عليه من وقت لأخر ، فنبالغ بسرد مثالبه ، سأقول لهؤلاء جميعاً ، أننا نتحدث عن وقائع اعترف بها المالكي نفسه ، وعلى سبيل المثال لا الحصر :
قام رئيس الوزراء مؤخراً بزيارة تفقدية ( انتخابية ) بعض مؤسسات ودوائر الدولة الخدمية كالمرور والتقاعد وغيرها ، طبعاً ، بسبب اقتراب موعد الانتخابات معروف هذا الشيئ ، والا اين كان فترة ثمان سنوات ! ، بعدها اطل علينا في كلمته الاسبوعية يوم الاربعاء وكان كلامه يتضمن تناقض واضح في المحاور التي طرحها من انعدام الخدمات والخلل في المستشفيات والقطاع الصحي ودوائر الجنسية وكذلك حديثه عن افراد السيطرات واتهامهم بأنهم هم من يعرقلون الناس في الشارع متعمدين في ذلك حتى يستاء الناس وينقمون على الحكومة ويسبو ويشتموا الحكومة!.
فالحكومة خلال ثمان سنوات لم تأبه بالفقير ، ولم تشعر بوجوده ، ولا شيء يدعونا إلى الأمل بأنها ستأبه اليه ، إن هذه الحكومة لا تعرف إلا بعضاً من المقاييس وهذه المقاييس هي (انا ) الشخصية والحزبية ، أما السواد الأعظم من الشعب العراقي لا وجود له في نظرها ، فالفساد ينخر دوائر ومؤسسات الدولة ولا وجود للحكومة واجهزتها ، فالجميع شاهد على الفضائيات ان لم تكن لديه (سيارة منفيست )كيف ان ضباط ومنتسبي المرور والضرائب يجبرون اصحاب المركبات بدفع (خاوة او رشوة ) لاكمال معاملاتهم ، وبعد خراب البصرة قرروا اعفاء اصحاب المركبات المنفيس من الضرائب بعد ان بقي 10 % منهم لم يكملوا معاملاتهم ، اليس نحن في ظل حكومة تقودها دولة القانون؟! .
طيب ما علاقة احمد المالكي بالقاء القبض على احد المطلوبين هل هو مثلا ظابط في الجيش او الشرطة او المخابرات او او ... الخ ، ام هي حكومة روابط وليست ضوابط ! .
ما معنى سيطرة الارهابيين على السدود تفجير الجسور في محيط العاصمة بغداد والمحافظات الشمالية ؟ معناه دليل ضعف وفشل الحكومة بكل المقومات ، وهو مؤشر عجز حقيقي في الخطط الامنية وادارة الامن في البلاد وأن تأخر الحكومة في الهجوم على الارهابيين هو دليل ضعف كبير ولايقبل اي اعذار ، هل ينتظر المالكي ان يموت العراقيين جميعهم حتى يعترف بفشله؟ .
يستحيل انكار المخاوف التي لا يمكن تجنب التشاؤم الغريزي فيها ، فيوم بعد يوم يزداد الوضع الامني تدهوراً وخطورة ، والبلد يوم بعد يوم تزداد ازماته ، فباتت حكومة المالكي اسوء من شجرة الصفصاف على الشعب العراقي ، ( وهم ترجا بالصفصاف يطلع ثمر بيه ) كفاكم فوضى ودماراً بالعراق.
https://telegram.me/buratha