قاسم محمد الخفاجي
في التنافس بين من يملك برنامج انتخابي ومن لا يملكه يفوز الأول دون الثاني ،وفي التنافس بين من يملك برنامج جيد ومن يملك برنامج أجود يفوز هو الثاني دون الأول ، لذلك على الناخب أن يبحث عن الأجود ، و لا يبحث عن الامتياز ، فالامتياز نادر ، أما الجودة فمتوفرة ، والعاقل يطلب المتوفر حتى يحصل على النادر ، و لا يبحث عن الامتياز بخسارة المتوفر.
نرى في وسائل الإعلام المختلفة إن الحزب الحاكم يسقط الأحزاب الأخرى تسقيطاً سياسياً ، غير آبه انه يحمل اسم حزب الدعوة الإسلامي ! ضارباً أهدافه ومبادئها التي كان يدعوا لها قبل 2003 عرض الحائط ، ناهيك عن انه استحدث مفهوماً ومبدأ جديداً عوضاً عن مبادئه التي كان يتبنها ، وهي التداول السلمي للسلطة ، وإنصاف المظلومين والشراكة ...الخ ، وما إن وطأة قدمه السلطة حتى صرخ زعيم الحزب ورئيس السلطة المالكي بالمقولة المعروفة ( بعد ما ننطيها ) ، وأخذ يقصي ويهمش حتى من كان اشد معارضي البعث ، ومن قدم ألاف الشهداء في سبيل الوطن وفي سبيل الخلاص من الدكتاتور ، واقصد هنا المجلس الأعلى الإسلامي العراقي .
ليس صحيحاً أبدا إن من يريد أن يفوز بالانتخابات ... عليه أن يتحرر من المثل العليا ، يقال أن الأخلاق والسياسة ضرتان لا يجتمعان والحقيقة هذه المقولة جذورها ميكافلية ، وهي لا تنم إلا على فشل متبنيها ، لان الدجالون والكذابين والسراق مفضوحين لا محالة .
في دورتين انتخابيتين كان المالكي وقائمته يروجون بان لديهم برنامج لتحقيق الأمن والأعمار ومضى ثمان سنوات ولم يتحقق شيء سوى براعته في صنع الأزمات وتفقيسها ، ( لا يرحم ولا يخلي رحمة الله تنزل ) إذن ائتلاف دولة القانون لا يملكون برنامج انتخابي واقعي بل مجرد شعارات .
في حين رأينا إن المجلس الأعلى يملك برنامج انتخابي يحقق ما يرنوا إليه المواطن ، والدليل إن مبادرات المجلس الأعلى التي قدمها للحكومة جميعها مهمة ، واستخدمتها الحكومة وان لم تسميها باسم السيد عمار الحكيم ، ولكن المهم تطبيقها ، فالكثير من الأزمات والمشكلات التي عصفت بالبلاد كان الرأي السديد للسيد عمار الحكيم ، ونتذكر بعض من هذه المبادرات فمنها منحة الطلبة وذوي الاحتياجات الخاصة وقانون التقاعد والبصرة العاصمة الاقتصادية والصلح بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية ومبادرة انبارنا الصامدة ... الخ .
كل هذه المبادرات التي عبرت عن هموم المواطن والتي بعضها رأى النور والبعض الأخر مازال يعرقل من قبل السلطة التنفيذية ، كي لا تحسب حسنة تضاف لحسنات المجلس الأعلى ! والمعروف بان المجلس الأعلى ليس في السلطة ولا يملك وزير واحد في الحكومة منذ خمس سنوات ، بسبب إقصاء وتهميش المالكي له ، فما بالنا لو استلم المجلس الأعلى الحكومة ، أنا متأكد كأي مراقب محايد بان المجلس الأعلى سوف يغير العراق نحو الأفضل لوجود قيادة وطنية حكيمة تمتلك البرنامج الانتخابي الواقعي والإرادة والرغبة الجامحة بالتغيير والتطوير .
https://telegram.me/buratha