بسم الله الرحمن الرحيم
خلف الأبواب الموصدة يجلس الصبي أو الفتاة بل وحتى الاطفال مع البرامج التواصل المخزونة في الاجهزة المعدنية الخفيفة ليقضوا ساعات من العزلة من أجل التواصل !!
يعبرون عن أنفسهم ان كانوا من ذوي الثقة بالذات ويرسمون ملامح لشخوص وهمية ينسبوها اليهم أن كانوا من عديمي الثقة بأنفسهم ولتـُفتح أبواب المخاطر فباب الاعلام التافه المستهدف لعمق الشخصية والعمل على اللامحسوس لتسويف أي قيمة هو الباب الاخطر تليها بوابات كـثر من خطر تواصل الجنسين وبالأخص المراهقين وخطر أتباع الهوى والبحث عن ما لم يحن اوان معرفته من أسرار الحياة وخطر معارف السوء وما تجره هذه الصداقات من ويلات وخطر الانسلاخ من قيم العائلة وخطر العزلة من اجل التواصل وخطرالأدمان على تلك البرامج وخطر سهولة البوح بالخصوصيات والفضول في معرفة خصوصيات الغير وخطر المناهج الغير اسلامية والتي تمثل الجزء الاكبر وخطر الضحك على الذات من ان استفادتنا منها اكثر من عدم الاستفادة وقناعات وقناعات سرعان ما تتحول الى اما عقيدة فاسدة أو ادمان وانحراف .
وهنا لسنا بصدد نشر سوداوية ضد التكنلوجيا الحديثة لكن نشير الى الخطر بعد صمت قاتل حيال ذلك !! فلقليل من يخشون على ابنائهم من تلك الاخطار ويجدون سبلا ً للوصول الى الاعتدال فلا حرمان ولا أفراط في اللامبالاة وهنا تحضرني حادثة نقلتها لي مراهقة من ان حالة العزلة في منزلهم وصلت حد ان امها في الغرفة المجاورة تبعث لها عبر الواتساب لتخبرها بالمجىء على العشاء !!! والمصيبة ان الاباء ذاتهم وقعوا في ادمان فكيف ينهوا عنه ! الكل يتفاخر بمئات الرسائل الواردة وما الفائدة أن لم امتلك وقتا ً لها وتلقفها ابنائي بدون معرفة المحتوى .
حقيقة اغلب الاباء قد تنصلوا من هذه المسؤولية العظيمة ويتعايشون بغفلة اختاروها لانفسهم عوضا ً عن المتابعة فأعباء الحياة والمعيشة تمنعهم من متابعة ابنائهم لكنها لا تمنعهم من شراء هاتف ذكي لمراهق !! انه لخطأ كبير ان أسلم ابني للشيطان كفريسة وأسال الله ان لا يلتهمها !! أن التهمها يصبح داء يصيب باقي المراهقين بل ان عوائل كثيرة تُجبر على شراء الاجهزة الحديثة حتى يحفظوا ماء وجه ابنائهم هكذا بكل سذاجة ولا يهمهم ماء وجه قيم اسرة واجبها تجاة دينها .
هوس الاجهزة الذكية صار ملفتا ً ففي جلسة قرانية استعاضت القارئات (بالايفون) عوضا عن كتاب الله المجيد لكونه مخزون فيه والمحاضرة تقلب ( الايباد ) طلبا ً لموضوع وحيث ان الامر ليس جرما ً بحد ذاته لكنه يُذهب هيبة المجالس بالاضافة الى المباهاة التي تدفع بالفقير بعدم المجىء !! والادهى صار من الموضى اهداء الطفلة المكلفة ذات التسع سنوات جهاز نقال من النوعيات الذكية واجد هذا العمل نحرا ً لحجابها وانتهاكا ً سافرا له .
الغريب في القضية اننا نأخذ اي اختراع بشعف أعمى سواء كان يفيدنا أما لا المهم ان نحصل عليه وأن نباهي به الامم فأي امة نحن , نحن أمة اتضح انها الاكثر شراءا للاجهزة الذكية في العالم ( الامة العربية ) وبحسب الاحصائات .
لقد بات الحفاظ على الحجاب امرا ً صعب التحقيق في هذا الزمن فالمراسلات الصورية وعدم رعاية حرمتها باتت مسألة لا يجب السكوت عليها و ولابد من تحذير المحارم ناهيك عن الخروقات في الاعراس فلا احد يُتعب نفسه في نقل التفاصيل مع وجود الكاميرا التي تصور خلسة وفي بعض الاحيان تكون بيد الاطفال حتى صار امر البقاء بالحجاب في وسط نسوي اكثر امانا ً ما زالت الصور تجوب القارات !!.
لماذا لا يمتلك المراهق نقالا ً بلا اي خصائص سوى الاتصال ؟ ما العيب في ذلك ؟
لماذا لا يوجد جهاز كمبيوتر واحد في المنزل يوصل بالانترنيت ويكون احد الاباء مسؤولين عن استعماله مع ابنائهم ؟
لماذا يتواصل ابني مع اصدقاء يراهم كل يوم عبر هذه التقنيات ؟
لماذا نسمح للابواب ان توصد على فلذات اكبادنا ؟
ماهي فلسفة الفيسبوك ؟ ولماذا ترتضيها لابنائك ؟
ما فلسفة الاشتراك في أغلب انواع البرامج رغم كون هدفها واحد وهو التواصل !
كثيرة هي التساؤلات للاباء وتبقى مسؤولية اعداد جيل منوطة بنا ومسؤولية يحاسبنا الله عليها ويبقى الوقت شاهدا ً علينا ان هدرناه في توافه الامور ويبقى الانترنيت خطرا وسلاح ذو حدين لانرمي بين فكيه لحما ً طريا ً بل عظاما ً صلبة كي تكسر انيابه .
ولا ننسى ان خير جليس في الزمان كتاب وخير الكتب كتاب الله عز وجل والذي كان احب اشياء ثلاثة لفاطمة الزهراء عليها السلام في هذه الدنيا , فهل من معد للفاطميات !!
المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha