المقالات

من يحقق هذا الحلم الوطني المشروع؟

1176 14:05:12 2014-03-12

حميد الموسوي

يتحدث العراقيون العائدون من منافيهم القسرية او الاختيارية والذين قضوا فترات متوسطة او طويلة في بلدان المهجر بشكل خاص، يتحدثون عن النظام الذي يسير الامور هناك ويطبعها بوتيرة متداخلة بحيث تنتظم مثل حلقات سلسلة محكمة او حبات مسبحة انيقة لاتستطيع فصل بعضها عن بعض، ولاتستطيع الوصول الى مفصل الاّ من خلال مفاصل اخرى، بل لايستقيم عمل المفاصل الحيوية عند اضطراب احد المفاصل، مسارات لاتعرف العشوائية، تسير بخطى ثابتة ومحكمة على خارطة مرسومة بدقة تتحرك عجلاتها على سكة معقدة لكنها واضحة. الخطأ فيها غير مسموح كونها تدار بايد ماهرة موجهة من خلال افكار وقادة استثمرت خبرة تجارب ناجحة، جعلت منها قواعد واسسا رصينة لتشيد عليها ما تحتاجه الاجيال المواكبة لقطار الحضارة المتسارع والذي لاينتظر المتقاعسين في محطات اجترار الماضي واستذكار مفاخر الاجداد.
تخطيط مستقبلي مذهل لابسط وادق الهموم اليومية يتصاعد شيئا فشيئا حتى يصل اخطر المشاريع اثرا في حسابات الامن القومي والمصالح الوطنية العليا، يبدأ بتخطيط المدن وحسابات انفجارها السكاني لمائة سنة قادمة، وحاجة هذا المد السكاني التخميني الى عدد مكافئ من الجمعيات والوحدات السكنية والمستشفيات والحضانات والروضات والمدارس والجامعات وحاجيات التعليم لهذه الاعداد من الطبشور والقلم الى الحاسوب. والنوادي، والحدائق، والملاعب الرياضية، والسينمات، والمقاهي، والمسابح والمتنزهات ودور العبادة، والاسواق، والمعامل والمصانع ودور الرعاية الاجتماعية، وحكومات محلية، وقبل ذلك كله خدمات الماء والكهرباء والصرف الصحي وتخطيط الشوارع والجسور والانفاق ومرائب السيارات تمشيا مع ازدياد اعداد السيارات، ومحطات السكك والمطارات . ثم تتدرج هذه الحسابات فتترابط بالحسابات العامة للبلد ككل وسياساته الاقتصادية زراعة وصناعة واستثمارا، استيرادا وتصديرا وتعاونا وعلاقات خارجية تعود بالمنفعة العامة وديمومة استمرار عجلة ذلك المسار وتنفيذ مفردات خططه الحاضرة والمستقبلية، ولذا لاتجد اضطرابا ولاتلكأ ولا فوضى في اي حقل من الحقول او مفصل من مفاصل الحياة هناك بل لاتوجد مفاضلة في وتيرة تقدم حقل مهما كبر على حساب حقل مهما صغر وكأن كل ما تتطلبه الحاجة اليومية من ضرورات العيش المرفة الكريم تسير على حزام ناقل واحد وتتغذى من مصدر واحد وبنسب متساوية.
الخطأ فيها غير مسموح كونها تدار بايد ماهرة موجهة من خلال افكار وقادة استثمرت خبرة تجارب ناجحة، جعلت منها قواعد واسس رصينة لتشيد عليها ما تحتاجه الاجيال المواكبة لقطار الحضارة المتسارع والذي لاينتظر المتقاعسين في محطات اجترار الماضي واستذكار مفاخر الاجداد. 
قد يقال ان هذا حال الغرب الذي سبقنا تكنولوجيا بعقود وسنين، وهذا حال الشعوب التي سبقتنا بمستوى الوعي الثقافي والحضاري بفضل ما لديها من خيرات وما مرت به من تجارب وما تعاقب عليها من قادة وسياسيين مخلصين بعد تحررها من النظم الوراثية والدكتاتورية التسلطية. والى حد ما يكون هذا التبرير صحيحا، ولكن مع صحته فانه يقيم حجة دامغة علينا، ودليلا واضحا على تقاعسنا واتكاليتنا، اذ من المفروض ان نستثمر ونطبق ما انجزته تلك الشعوب وما حققته من تطور وتقدم على جميع المستويات وفي كل المفاصل مستفيدين في تجاربهم التي لم تتحقق الا عبر جهود مضنية وتضحيات جسيمة في الوقت الذي وصلتنا على طبق من ماس كحلول جاهزة ليس بينها وبين التنفيذ الا المال والقرار والايدي العاملة المخلصة، وما اوفر المال العراقي الذي بدد ويبدد في حروب فاشلة ومشاريع وهمية وفساد وافساد متواصل. وما اكثر الايدي العاملة العراقية التي تتلهف الى فرصة عمل وعلى مختلف المستويات وخاصة الملاكات الوسطية الحرفية والمهنية التي كانت ومازالت موضع اشادة وتقدير من قبل المشرفين على تنفيذ المشاريع الحيوية سواء في البلدان العربية او الاجنبية حيث اظهرت الكفاءات الوسطية العراقية جدارة ومهارة واتقان منقطعة النظير خلال هجرتها الاضطرارية بحثاً عن فرص عمل.
اذن المال موفور بفضل الثروات النفطية والمعدنية التي تشهد ارتفاعا متواصلا في الاسعار والطلب المتزايد عليها، والايدي العاملة وخبراتها المتراكمة موجودة وحسب الطلب، فلم يبق الاّ القرار المخلص والشجاع النابع من التصميم والاصرار، والمبني على التخطيط الصائب السليم لاعادة بناء العراق بما يتناسب وثقله الحضاري ومركزه المرموق في المنظومة الدولية وجعله في مصاف الدول الاكثر رقياً

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك