بقلم : قاسم محمد الخفاجي
لا يختلف الجميع بان الحكومة تخشى الجماهير في تجمعها وتجمهرها ( التظاهرات ) ... فهي تخشى الجموع كقوة كامنة خفية قد تهز السلطة في أي لحظة وتسحب البساط من تحت أقدامها ، فالمظاهرات التي تخرج في بغداد والمحافظات ، المنددة برئيس الحكومة أو بقرارات وسياسة الحكومة، لا تعطى ترخيص للتظاهر وتمنع وتقمع من قبل الأجهزة الأمنية وتتعامل الحكومة معها بشدة وتتهمها بأبشع الاتهامات وهذا ما اعتاد عليه المتظاهرون في ظل حكومة المالكي.
ولكن كل هذا لا يحدث للتظاهرات المسيسة التي تقوم بتنظيمها الحكومة أو حزب السلطة ضد الخصوم والمنافسين ! ، وأنا أتابع مهازل سياسة المالكي من على شاشات الفضائيات واقرأ سبتايتلات لعلي أشاهد أو اسمع أو اقرأ ما يهدى من غضبي ويقلل من استيائي مثلي كمثل أي عراقي سئم من كثرة الأزمات التي تمر بها العملية السياسية ، والتي تنعكس على حياته اليومية ومستقبله الغامض في ظل حكومة المالكي الفاشلة ، فلفت انتباهي خبر تناولته آفاق والعراقية وهي القنوات التابعة للمالكي ، وهذا نص الخبر :(أهالي القبلة في محافظة البصرة يتظاهرون منددين بالحكومة المحلية ) ، الغريب ان هذه القناتين تعتم على التظاهرات التي تخرج في بغداد والمحافظات وتحاول التقليل من اهميتها والاستخفاف بها لانها تنتقد الحكومة !.
الحقيقة إن المالكي و أتباعه يستغلون الشارع البصري كما يستغلون السلطة ، فيقومون بتحشيد الموالين لهم من حزب الدعوة في البصرة، فهم لا يقدمون الحقيقة كل الحقيقة للجماهير البصرية التي تشاهد التظاهرات من خلال فضائية العراقية وفضائية آفاق، والجماهير بإمكانيتها الاعتيادية لا تستطيع بلوغ تلك الحقيقة ، ومن هنا تقاد الجماهير ضد مصالحها ،فكتلة دولة القانون وزعيمها المالكي ، يحاولون الاستحواذ على البصرة من خلال تسقيط محافظ البصرة (ماجد النصراوي ) الذي يعمل ببرنامج تنموي ينقل البصرة من الحطام والخراب إلى البناء والأعمار ، فالفشل الذي تركه المحافظ السابق التابع للمالكي ، لا يحتاج إثبات ، والدليل استياء أهل البصرة من إدارة (خلف عبد الصمد ) ، وهبوط شعبية (حزب الدعوة ) وارتفاع شعبية (المجلس الأعلى ) في انتخابات مجالس المحافظات ، مما جعل المالكي يخشى إفلاسه من أصوات البصريين ، لذلك اتهام المحافظ النصراوي ، بعدم العمل هو عار عن الصحة فهو يعمل بجد واجتهاد ، لرفع مستوى المحافظة على جميع الأصعدة ، و كل من يتابع فضائية الفيحاء وغيرها من القنوات يرى انجازاته منذ تسنمه المنصب ولكن ماذا تقول لمن هو فاشل ويتهم الاخر بالفشل واذا صح التعبير استشهد بالمثل الدارج ( رمتني بدائها ونسلت).
إن فالمالكي سبق وان عطل بالأمس القريب قرار الـبترو 5 دولار ، من اجل أن لا يعمل المحافظ التابع للمجلس الأعلى مشاريع تفيد أهل البصرة وتحسب بذلك انجازات للمنافس القوي المجلس الأعلى الإسلامي العراقي .
إن انشغال المالكي بموضوع سحب الثقة من محافظ البصرة وإيكالها إلى خلف عبد الصمد الذي ثبت فشله خلال الدورة السابقة ، وتركه ملفات حساسة و مهمة منها أزمة الانبار بدون حل ،وأزمة المركز والإقليم ، والأزمة مابين الحكومة ومجلس النواب ومحاولة انقلابه على الدستور والعملية السياسية ، كل ذلك يدل على تنامي الحزبية الضيقة و(الأنا ) والشخصنة لدى المالكي !.
https://telegram.me/buratha