المقالات

وثيقة العهد الدولي .. بين مصالح الامريكان ورغبات دول الجوار العربي

1436 16:48:00 2007-05-13

بقلم: الدكتور جمال العلي d-j-z-d@maktoob.com

أيام قليلة فقط مرت على توقيع اكثر من خمسين دولة على وثيقة العهد الدولي التي تضمنت التزامات متبادلة بين الموقعين والعراق بعد ان أجمع المشاركون في اجتماعي العهد الدولي ودول الجوار العراقي بشرم الشيخ على تبلور موقف داعم للحكومة العراقية الوطنية المنتخبة في مساعيها من اجل اعادة الاستقرار الى العراق،واذا بالصورة الحقيقية لاسباب ذلك الاجتماع الذي أصر الاحتلال على انعقاده أخذت تنجلي وتتضح للشارع العراقي رويدا رويدا .فما حصل في مؤتمر شرم الشيخ ان الجانب العراقي الذي لم يجد صعوبة في ايضاح الحقائق والمستجدات الايجابية في خطابه للاطراف الاجنبية والاوربية وجد نوعاً من الصدود والتعنت الحاقد من قبل أغلب الاطراف العربية التي سعت الى حصر الحكومة العراقية المنتخبة في خانة الطائفية رغم التقارير والبيانات التي تؤكد تراجع اعمال العنف الطائفي في العراق خاصة في العاصمة بغداد وذلك اثر تنفيذ الخطة الامنية الجديدة لحكومة المالكي والتي أخافت الكثير من المراوغين والمنافقين والمرائين داخليا وعربيا .فعلى الصعيد الاقتصادي شهد الجميع انه وبعد ان أبدت العديد من الدول الاجنبية سخاءا في اسقاط الديون على العراق وتقديم المليارات من الدولارات لمساعدته في اعادة الحياة الى الشارع العراقي ، كان الموقف في الجانب العربي سلبياً كبيرا حيث تراجعت مصر عن اسقاط ثمانمائة مليون دولار من الديون في حين ترددت كل من السعودية و الكويت واخواتهما في دول مجلس التعاون في حذف جزء من الديون و مررت هي ودول عربية اخرى شروطها من تحت الطاولة بان تتحول مبالغ ديونها الى اعتمادات مصرفية لشركاتها حصراً والتي ستتعامل مع العراق مستقبلاً !!.اما على الصعيد السياسي فنرى ان المؤتمر قد أثبت أن القرار ما زال اسيراً لاجندات معلنة وخفية وبالتالي يجب على الشعب العراقي ان ينتظر زمنا طويلا كي تخطو الدول العربية خاصة بلدان الجوار خطوات عملية على أرض الواقع لتعزيز العملية السياسية في العراق بقيادة حكومة المالكي خاصة وان الخلافات لا زالت قائمة بين هذه الدول الضالعة في الملف الامني العراقي الى جانب امريكا وبريطانيا وبين سائر الدول التي تسعى الى انهاء الصراع التكفيري والارهابي القائم ضد ابناء العراق حيث ان الادلة تؤكد ان الوسط العربي ما زال غير متفق بشأن القيام بذلك (أتفق العرب على أن لايتفقوا) فلبعض هذه الدول جماعات تعمل على تخريب الامن في العراق وبالتالي الحديث عن تشكيل لجان مدعومة من أنظمة هذه الدول لانهاء العنف في العراق يعتبر جهداً يتم في الوقت الضائع و لعبة سياسية يراد من ورائها التضليل على حقائق الامور.فبعد ان كان الاقناع لدعم العراق حكومة وشعبا خاصة في الجانب الامني واعادة الاستقرار لبلاد الرافدين كان واضحاً لدى الاطراف الاجنبية "الغربية والشرقية" رأيناه كان مفقودا أو ضعيفا جدا في الجانب العربي وهو ماكان واضحا من خلال الخطابات التي القيت في شرم الشيخ حيث وضع البعض نقاطا أشتراطية لتصبح الامور اكثر غموضاً كما هو الحال مع مصر في حين جاء بصورة سلبية جدا اتجاه الخطاب العراقي كما هو الحال مع السعودية وذلك ومع الاسف لوجود العقلية السياسية والتي ابتليت بها هذه الانظمة جراء المعلومات الخاطئة التي تحصل عليها من اطراف بغيظة تبغظ الوضع الجديد في العراق من بقايا النظام السابق ومن التكفيريين الذين لهم صلة للان بالمخابرات في السعودية والكويت والاردن ومصر الذين اربكهم قلت نفوذهم او تصغر وجودهم بعد ان كان لهم زمن صدام نفوذاً كبيراً.ورغم ان الاغلبية اتفقت على انهاء الازمة في العراق لانها لو اتسعت نيرانها ستصل الى بلدانهم وهم بدؤا يكتوون بنيران ما يجري من عنف تكفيري أعمى في العراق اكثر من العراقيين، ولكن للاسف التعامل التفاعلي مع ما كتب على الورق في المؤتمر سوف لن يكون تفاعلاً طموحاً من قبل الشعب العراقي الذي يطمح لتطبيقه نصاً، فحتى اطفاء الديون السعودية تعرض لشروط وهمية رغم ان ذلك المال والذي بلغ (15) مليار دولار لم يستخدم لانعاش او رفاهية الشعب العراقي آنذاك بل دفعت لدعم صدام في حربه ضد ايران وهو الحال مع الدين الكويتي والمصري والاردني وغيره من الدين العربي الاخر.وهنا يجب توجيه النصح للدول العربية بعدم الانجرار وراء مخططات الاحتلال ومصالحه فالتحرك الاميركي الجديد على الساحة الاقليمية وزيارة نائب الرئيس الاميركي "ديك تشيني" وبعد ايام قليلة من انعقاد مؤتمر شرم الشيخ والذي يهدف الى ايجاد ضغوط اكثر على حكومة نوري المالكي بهدف اعادة قيادات سياسية وعسكرية بعثية مجرمة الى المناصب والوظائف القيادية في مختلف مرافق الدولة بل وفي المرافق العليا منها والذي يواجه رفضا عراقيا حكوميا وشعبيا شديدا ، سوف لن يخدمها بل سيزيد الطين بلة في تصعيد العنف الارهابي كما انه عليها ان تصل الى هذه القناعة وهي ان استقرار العراق هو استقرار لدولها والنار ستصلها اذا لم تعالجها داخل العراق لذلك يجب عليها دعم العملية السياسية الديمقراطية والوطنية العراقية من اجل امن واستقرار العراق والمنطقة والكف عن تمويل العمليات الارهابية في العراق والتمويل قد صار علنياً من قبلها للارهابيين والقتلة .الكل يقف على هذه الحقيقة وهي ان نتائج مؤتمر شرم الشيخ أثبتت ان الدول الاجنبية الغربية منها والشرقية بأستثناء الاحتلال تنظر لمصالحها من خلال مصالح الشعب العراقي لكن العرب ومع الاسف ينظرون للمسألة من خلال مصالحهم هم ولا يهمهم مصلحة الشعب العراقي وانهم يهرولون وراء رغبات الاحتلال ضنا منهم انها تصب في صالحهم ايضا متجاهلين من ان الامريكان يمرون في العراق بحالة فشل وتخبط وازمة صعبة جدا في ادارتهم للملف الامني والاعمار حيث ان العراق لم يؤمن ولم يعمر وهم مبتلون بوضعهم الداخلي ولديهم انتخابات عام 2008 وامور اخرى.واخيرا هناك أسئلة تفرض نفسها على الواقع الحالي وهي .. هل اقتنعت الانظمة العربية بما حققته وتحققه الحكومة العراقية المنتخبة من انجازات سياسية وخطط حثيثة لاستكمال السيادة والاستقلال والامن والاستقرار وترتيب البيت الداخلي العراقي ؟وهل هي جادة في دعم هذه الحكومة للقضاء على الارهاب في العراق ؟ وأين ستكون القرارات التي وقعتها هذه الدول في اطار وثيقة العهد الدولي من حقيقة تنفيذها على أرض الواقع ؟ وهل ستضحى حبرا على ورق كما هي مصلحة الاحتلال ورغبات دول الجوار العربي ؟ خاصة في ظل وجود جامعة عربية مازال موظفوها يبكون على صدام ونظامه الدموي المجرم وهم حاقدون على الوضع الجديد في العراق وكذلك وجود رئيس لها "عمرو موسى" عاش وارتزق طوال عمره الماضي على كوبونات النفط العراقي وأضحى اليوم احد مشاكلنا في التوافق بين العراق وبين الدول العربية.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك