المقالات

أحـــــلام ميتـة

488 11:37:00 2013-06-18

المهندس علي العبودي

الإمبراطوريات التي حكمت العالم طولا" وعرضا" , لا تحدها الحدود الدينية والقومية والمذهبية.. في بسط نفوذها الفكري والاستبدادي , وبأنوف مرغله بالرمال للبلدان المستسلمة , ولمرور عقود من الزمن لانفصال واستقلال الدول المختزلة لهذه الإمبراطوريات , أو المتحررة بشموخها , الا ان الأدوار مازالت قائمة بين الجلاد والضحية , والسيد والعبد , والمنتج والمستهلك , فالشيطان لا يراوح في مكانة بل يتغير مع مرور الزمن , فالصراع من اجل البقاء لم يقتصر على الحيوانات المفترسة فحسب , لتعلو كفتة للحيوان الناطق( الانسان ) , كالصراع بين الاحزاب , والصراع بين الكيان الغاصب والاحرار في العالم , والصراع الاشد .. هو ذلك المكنون داخل النفس البشرية .

ان المرتكــــز الذهنـــي لثقافـــــة التسلط والهيمنــــة العثمانيـــــة.. يراد له ان يولـــد من جديد على يد السيد رجب طيب اردوغان , بالتناغم مع اللقيطة العربية القطرية .. ذوات الصبغة الإخوانية , للتآمر على بعض دول المنطقة الإقليمية .. التي لا تعرف لغة الركوع , والخضوع , والخنوع لمحور الشر وأذنابه المنتشرة هنا وهناك .. لتمرير المشروع الصهيوني في المنطقة الإقليمية , فالمنهج المرسوم لقيادة المنطقة الى المجهول .. هو برنامج خطط له في أورقة الغرف المظلمة في البيت الأبيض , ليمضي عبَر الدمى الكارتونية المتسلطة على رقاب الشعوب ..التي لا تغادرها ثقافة (المفعول بها) باستسلامها المطبق , لضمان سلامة الكيان الغاصب .. هذا السرطان الذي غرس في جسد الامة العربية , فتركيا اليوم تقدم الدعم المخابراتي واللوجستي في سوريا ,

 اما امدادات السلاح فهي صهيونية المنشأ , قطرية الفتوى , والا ماذا يفسر غض الطرف التركي والغربي والعربي !! للممارسات الهوجاء.. للقاعدة في العراق ولجبهة النصرة الإرهابية في سوريا التي تتبنى .. القتل والتهجير والتفخيخ والتمثيل بالأجساد المغدور بها .. فحفر القبر للصحابي الجليل حجر بن عدي , والهجوم المسلح على ضريح العقيلة زينب عليها السلام , والسيدة رقية , وتهديم مقام نبي الله ابراهيم علية السلام الذي عوقب لا لسنيته أو لشيعتيه بل لقوله حنيفا" مسلما" , فغليان المشاعر الطائفية وأيقاظ الليوث النائمة (برغبتها) , وهو الهدف المشؤوم لقوى الاستكبار العالمي الذي .. يدعم وبقوة الأنظمة العلمانية , الا ان هذا الدعم توقف من علمانية الاسد .. وبالتالي تتأمر على اسقاطه , كونه الداعم لخط المقاومة التي تواجه الاستكبار العالمي المتمثلة بحزب الله الذي بذكره نطأطأ الرؤوس , فالتباكي على مصالح الشعوب و دعم المتظاهرين ..هي شعارات لا أساس لها .. لتكشف عورتها الأحداث الجارية في تركيا , فالاحتجاجات العفوية التي اندلعت في ميدان تقسيم وسط اسطنبول .. لرفضهم قلع الأشجار وبناء مَعلم تجاري بدلا" عنها , ليتطور الأمر بسرعة الضوء .. لينادي بأسقاط النظام الحاكم وسقوط مئات الجرحى نتيجة للاستخدام القوة المفرطة لقمع المتظاهرين .

أن التآمر على الاسلام بأسم الاسلام , ورفع المصاحف على الرماح , ليس ابتكارا" تكنلوجيا" يشار الية بالبنان للجارة المسلمة .. التي تربطنا بها علاقات تجارية متميزة , لهذا الإحسان .. يدفع الثمن لمطلقي النعرات الطائفية للأصوات الشاذة في العراق وإيواء كبار الطائفيين , والتعاقد مع الشركات الصهيونية لإقامة السدود للمياه الواصلة الى دجلة والفرات , فالولوج بالنهج التركي الطائفي له عواقب وخيمة على العراق ولبنان وسوريا , فما لم تتوحد الرؤى والكلمة للقادة السياسيين في البلدان المستهدفة.. فالعثمنة ستكشر عن أنيابها من جديد , مما نأسف له هو التفكير في استثمار الأحداث الجارية في تركيا للضغط على الحزب الحاكم اقتصاديا" وسياسيا" لتحجيم أطماعه التوسعية , فمصائب قوم عند قوم فوائد كما يقال , ولهذه الأحلام الميتة نقول .. ان عقارب الساعة لم ولن تعود للوراء ..للإمبراطورية العثمانية التي اصبحت على الرفوف المتربة .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك