المقالات

عودة التحدي

2078 17:56:00 2006-05-20

فخيار السلام سواء كان نابعا من القناعات الذاتية او مفروضا بفعل عوامل موضوعية، هو الخيار الرئيس، وهو الذي يجب ان يحكم، ( بقلم: عبد الرزاق السلطاني )

كل قطرة دم عراقية اريقت تمثل خسارة فادحة على مدار السنين الثلاثة الماضية بعد ان سجل العراق رقما قياسيا بالموت المجاني واصبح امرا شبه عادي والاشد ايلاما ان ذلك يجري برصاص الارهابيين ممن ينتسبون الى الاسلام كذبا وزورا والى الجهاد زيفا فقد قطعوا تذاكر الدخول الى (الجنة) التي وعد التكفيريون بها الساديين من الصداميين والوهابيين القادمين بجهلهم وعقولهم المتحجرة.

فخيار السلام سواء كان نابعا من القناعات الذاتية او مفروضا بفعل عوامل موضوعية، هو الخيار الرئيس، وهو الذي يجب ان يحكم، من دون ان نستبعد امكانية التغيير انطلاقا من تغيير العوامل والظروف ومن المستبعد عدم وقوع ذلك في المدى المنظور تبعا لقراءة النظام العراقي الجديد، بهذا الخطاب شخصن شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم(قده) مشروع الدولة بكل ما يحمل له من تحليل الواقع والمستقبل برؤيا واضحة المعالم ومليئة بالتحديات ومؤطرة بمسارات ومعالم استشرفها بالمقاومة السياسية السلمية ووضعها في سلم اولوياته، فضلا عن شرعنته الانتماءات ومساواتها بين كل العراقيين وفق ظوبط وتصورات استشرفت المستقبل قد كسر بها المعادلة الظالمة التي حكمت العراق، كما اسس لنظرية المؤسسة المرجعية التي لا ينظر اليها بالشخوص والذوات العظيمة انما هي صمام الامان لكل العراقيين بكل الوانهم واطيافهم، فهذه التصورات والرؤى جاءت ضمن مشروع وطني اراد سماحته اطلاقه من المناطق المحرومة اي – الوسط والجنوب – بعد ان قدموا ملايين القرابين على مذابح الحرية ولتكون معلما في البناء بعد ان اريد لها الاقصاء والتهميش قدرا ملازما لعقود مضت..

ان ما نعول عليه اليوم التاسيس لمناخات الخطاب الوحدوي ورأب الصدع في المجالات كافة واعطاء الصلاحيات وفق التوازنات والتمثيل الشامل لكل المكونات العراقية، وبشكل عام يمكن الجزم بان لا احد يناقش في اولوية السلام كواجه وخيار من حيث المبدأ سوى بعض القوى الهامشية التي تجد نفسها مضطرة لاسباب براغماتية لتغليف خطابها الصراعي بكلامها عن السلام لمجارات الامر الواقع، وعلى الحكومة معالجتها باساليب امنية حديثة ضمن اليات محددة، ونمذجة الادوار كلاً بحسبه، فالاصلاحات الحقيقية تبدا من العقول والمسؤولية المطلقة هي التي تؤسس للبناء الحقيقي لمؤسسات الدولة، فعلى صناع القرار تقديم دراسات موضوعية نابعة من رؤية استراتيجية مستفيضة للوصول الى حكومة دستورية تمثل الوحدة الوطنية العراقية للامساك باللحظات التاريخية التي تضع العراق الفيدرالي الدستوري على جادة الصواب لينضوي تحت مظلة المنظومة الدولية لتحفظ له وحدته وتحفظ حقوق ابنائه وتعيد له هيبته.

عبد الرزاق السلطاني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك