المقالات

حارث الضاري ومنظومته ..وصراع العقارب فيما بينها ..هل احتضر الإرهاب بسمومه؟!!

2300 03:41:00 2007-04-11

( بقلم : طالب الوحيلي )

المتغيرات الجديدة التي طرأت على مستوى العنف بعد انطلاق خطة فرض القانون وتحقيقها لبعض النتائج الايجابية ،لتفتح جبهات مهمة أمام قوى الإرهاب التكفيري تبنتها العشائر العراقية في المناطق الساخنة وبعض القوى الوطنية التي وجدت في تنامي قوة الإرهاب الوافد خطرا وامرأ شاذا لا ينبغي السكوت عليه ، تدعو الى استقراء الإرهاب وتأمل معالجاته الميدانية والسياسية..

إذ تتنازع الواقع العراقي عدة اتجاهات في تفسير العنف المستشري منذ سقوط الطاغية ونظامه ،والذي تصاعدت حدته باطراد مع تقدم العملية السياسية باتجاه تطور الخطاب الديمقراطي ،وإمكانية تمتع الأغلبية المطلقة بما حرمت منه طيلة العهود الماضية ،وشعور القوى التي طالما سخرت لخدمة أنظمة الحكم التي توالت على العراق، بأنها قد فقدت كل مميزاتها في التسلط والابتزاز ،ناهيك عن رؤية طائفية ضيقة سيطرت على البعض من أبناء طائفة ما او مجتمع قبلي صرف في انها سوف تقع ضحية تهميش وإقصاء أثرته الخطابات العنصرية والتكفيرية لبعض مراكز الإفتاء العربي ومراجعها السياسية لتستثمر الأرض الخصبة التي أعدها النظام البعثي المقبور،وعقيدته العنصرية الفاشية، وهو يبلور ويوطد النزعة السلفية ويلعب على خيوط الخلافات المذهبية، عبر ثقافة قذرة رصد لها وسائل إعلامه ومؤسساته الثقافية والاستخبارتية حيث أسس لهيئات وتنظيمات عسكرية بانتظار معركته الفاصلة التي أيقن من هزيمته فيها ،حيث أشارت بعض التقارير الأجنبية الى ان تنظيمات ضالعة بالإرهاب هي من صنع ذلك النظام كجيش أنصار السنة إضافة الى ان أهم رموز القاعدة كانوا على صلة برأس النظام البائد كالزرقاوي المقبور مثلا وغيره ..

واذ يعزو البعض العنف الى الصراع الطائفي مثلا حيث عبأت لذلك الأنظمة العربية بشكل فعال ومباشر ،واحتضنت وسخرت إعلامها وطاقاتها لهذا الأمر حيث حشدت شعوبها ضد الشعب العراقي وفسح المجال لارسال موجات من الانتحاريين والقتلة الذين وجدوا الحدود مفتوحة لهم والمسالك مسخرة دون ان يعترض طريقهم احد ما داموا باتجاه العراق الذي عجزت قوات الاحتلال عن تأمين حدوده لسبب او لاخر!! ،ليتحول النافقون من تلك العصابات بعد انتحارهم او مصرعهم الى أبطال يحتفى بما يسمونه عرس لهم قد يشارك فيه بعض الشخصيات الرسمية كما حدث لسفاح الحلة الأردني الذي شارك في تأبينه بعض النواب الأردنيون ،او حين قبر الزرقاوي حيث ابّنه الفلسطينيون وغيرهم ،لتصل تلك المشاعر الظالمة اتجاه شعبنا ذروتها اثر تنفيذ حكم الإعدام بالطاغية صدام ، فقد كان الموقف الشعبي والرسمي العربي ـ مع وجود الاستثناء البسيط طبعا ـ خيبة أمل كبير للشعب العراقي الذي طالما كان اكبر ضحية لذلك الجلاد .فيما يفسر المثقف العربي انتصار العملية السياسية ورقي مستوى المشاركة الشعبية في الانتخابات الى أرقى مستوياتها العالمية بما لا يحلم به أي مواطن عربي لا حاضرا ولا مستقبلا ،فسره هذا المثقف المأخوذ بنمط الحكم الاستبدادي البوليسي السائد ،على انه تسلط (شيعي) يحلو لبعض الإمعات إلصاق التهم والأوصاف البائسة به كالصفوية او الرافضة او عملاء إيران ،وهم على يقين من ان هذه الأوصاف هي استهلاك رخيص لسلعة بائرة ،لكون الواقع السياسي للبنية البرلمانية والحكومية قد أكد عكس هذا الادعاء ،ولو قرءوا الساحة العراقية ومكوناتها بإنصاف ووعي لوجدوا ان جميع أبناء الشعب العراقي هم ممثلون وان أغلبيتهم الساحقة قد شاركت بالعملية السياسية الا الشواذ منهم الذين أعلنوا تمردهم على كل شيء ،فهم الخارجون على الإجماع العراقي والخارجون على أعراف المجتمع والمتمردون على القانون العراقي وعلمه ودستوره وعقائده ،فالتشكيلة البرلمانية هي مزيج متجانس من القوميات والأعراق لو أحصيت بدقة لا نجد فيها فوارق تذكر ،وقد تنوعت قيادات المؤسسات الحكومية والتشريعية والقضائية على هذا الأساس، مما أوقع الجميع في إشكالية المحاصصة التي يمكن وصفها بما يصف العراقيون أكلة ما بالمأكول ..مذموم ..اذ تجد البعض ينتقد هذه المحاصصة كونها تشكل عبئا على الكيان الاداري للدولة والمجتمع ويعزو كل الإخفاقات اليها تراه متمسكا بحصته والاقتتال على عدم التفريط بها .

مستوى التعاطي مع المشكلة المذهبية او الطائفية كان قد ابتدأ مع أول بيان للمقبور الزرقاوي الذي كان ينم عن إساءات بليغة للشعب العراقي بكل مكوناته ،فيما كان يدعو الى استثارة مشاعر الطائفة السنية بإحداث فتن دموية ،واصفا أبناء هذه الطائفة بأنهم قساة وذوي بطش شديد اذا ما استثيروا ،حيث وقعت اشد الكوارث إيلاما بالشعب العراقي ومنها اغتيال السيد محمد باقر الحكيم في أكثر من مائة شهيد عند الروضة الحيدرية في النجف الاشرف ،او اغتيال الشهيد عز الدين سليم ،او كوارث العاشر من المحرم في كربلاء المقدسة والكاظمية ،والجرائم المتواصلة في قتل وخطف وذبح الأبرياء من أتباع أهل البيت ،وتهجيرهم من دورهم في المناطق التي ولدوا فيها ورعرعوا على المحبة والألفة لتنقلب الحال الى فصل عنصري طائفي ،لا شرف لأحد في تبنيه او الدفاع عنه الا من كان مسخا وطارئا على الشعب العراقي او هو بعثي متيم بحب صدام وعهده الغابر ،وقد وقفت وصايا وفتاوى مراجع الدين والقوى المتصدية للعملية السياسية حائلا دون الانجراف الى الفتنة الدموية حتى حانت كارثة هدم الروضة العسكرية التي كان ينبغي ان تجمع الشعب وقواه من اجل التصدي الى الهجمة البربرية التكفيرية التي دعت اليها مراكز الإفتاء العربية ،لاسيما وان هذا الصرح الإسلامي والتاريخي هو رمز للوحدة الشعبية والتي كان يفترض ان تكون بمثابة صدمة ايجابية لتنبيه أبناء تلك الطائفة من ان خطر التكفير سوف ينقلب عليهم ليكون الجميع تحت رحمة قوم لا دين لهم ولا عقائد سوى تكفير الجميع وتحريم ما احل الله وإباحة ما حرمه ،حيث استبيحت مدن بكاملها من قبل الأقوام الوافدة او الغزاة الجدد الذين هم اشد خطرا من قوات الاحتلال التي مكثت في العراق على وفق قانون دولي وقرارات صادرة من مجلس الأمن وهي تلوح بالانسحاب من العراق حالما يتحقق الاستقرار ويستب الأمن ،اما الغزو التكفيري فهو لم يراعي أي حرمة لا لدين او عرف فيما أعلن (دولته الإسلامية) في مناطق يؤكد عبرها على فكرة تقسيم العراق وتفتيت وحدته الإقليمية والشعبية ،فالعقيدة الظلامية التي كفّرت الشيعة هي ذاتها التي تكفّر كل من لم يؤيدها من أبناء شعبنا من الطائفة الأخرى ،وأقسى مثال على ذلك التهديد بقتل أبناء الاعظمية اذا ما احيوا ذكرى المولد النبوي الشريف وهو تقليد تاريخي اعتاده أهالي هذه المنطقة في محيط مرقد الإمام أبي حنيفة النعمان ،والتهمة هي اعتبار هذه المناسبة المقدسة بدعة ،وسوف يصل الأمر الى الإساءة الى الكثير من الشواخص الدينية الخالدة من قبل التكفيريين تحت نفس السبب الذي تعرضوا به الى الروضة العسكرية والمراقد الشريفة ،وذلك ليس ببعيد مادامت دماء العراقيين رخيصة لديهم دون التفريق بينها على أساس طائفي كما يجري الآن في الرمادي حيث عشرات الشهداء الأبرياء من نساء وأطفال وشيوخ وبوسائل قذرة تعكس قبح العقيدة التي تحرك الضالعين فيها ،او في ديالى او الموصل ،وقد وصل الحال الى الانكفاء على حلفائهم او الحاضنين لهم ،من ذلك الجريمة التي استهدفت قناة بغداد الفضائية بما تمثله اليوم خطاب سياسي غير منصف لشعبنا المظلوم وللعملية السياسية التي يشكل من وراء هذه القناة مركز ثقل في الحكومة والبرلمان ، فيما كشفت مصادر عشائرية في منطقة خان ضاري غربي بغداد، ان إرهابيين ينتمون الى ما يسمى ''دولة العراق الاسلامية'' هاجموا قبل ايام منزل حارث الضاري في منطقة خان ضاري المعقل الرئيسي لعشائر زوبع التي ينتمي اليها• وأشارت هذه المصادر الى ان نحو 15 مسلحا بين من قاموا بمهاجمة المنزل قتلوا منذ أمس الأول بينهم 7 من جنسيات عربية بعد ان تصدى لهم مسلحون من ابناء قبيلة زوبع• ويأتي الهجوم الاخير على منزل الضاري بعد ان اتسعت المواجهات بين ''القاعدة'' ممثلة بـ''دولة العراق الإسلامية'' التي أعلنها من طرف واحد ابو عمر البغدادي أواخر العام الماضي وبين كتائب ''ثورة العشرين'' التي تتكون فصائلها القتالية من أبناء قبيلة زوبع• وكانت عشائر زوبع قد اتهمت مؤخرا ''القاعدة'' بمقتل ابن شقيق الشيخ الضاري ونجل شيخ عشائر زوبع في هجوم على منزله قبل نحو 10 أيام وهو امر وسع كثيرا شقة الخلاف على الرغم من الموقف الوسط الذي اتخذته الهيئة مما جرى• (الاتحاد الإماراتية) .

إذن ،فالمسالة ليست كما تريدها الأنظمة العربية وعملائهم من بقايا وأيتام النظام البائد ،بادعائهم بطائفية العنف ،وإنما الأمر لا يخرج عن أهداف سياسية على وفق أجندات إقليمية للحيلولة دون قيام نظام ديمقراطي يعيد للشعب العراقي حقوقه ويفرض نمطا جديدا لعلاقة الحاكم بالمحكوم على أسس دستورية وقانونية صرفة ،حتى ولو لزم الامر لديهم التوسل بإعادة النظام البعثي المنبوذ لديهم طيلة سنوات حكمه بالرغم من تسخيره لخدمتهم ،او الإذعان لقيام دولة طالبان جديدة تحكمها القاعدة التي تمادت كثيرا في فرض قوانينها الدموية على المناطق التي تسيطر فيها ،مما دعا الجماعات المسلحة الأخرى الى فتح جبهات ضدها بدعم من العشائر العراقية التي لايمكن ان تستكين على ضيم ابدا او ترضى باستمرار الظلم على شعبنا الذي مد يد الأخوة لها أملا في التوحد ضد الأطماع الأجنبية مهما كانت مستوياتها وهوياتها ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك