المقالات

"مؤتمر علماء السنة" صنيعة عربية لمواجهة "مجلس انقاذ الانبار"

1941 01:03:00 2007-04-08

( بقلم : اسعد راشد )

لم نستغرب ان ينعقد مؤتمر "عراقي" لـ"علماء سنة" العراق في الاردن ويعلن عن نفسه من خارج الوطن وبحضور شخصيات وعناصر اجنبية اردنية وسعودية سلفية ووهابية تكفيرية ورغم ان بيان المؤتمر الذي اعلن عن نفسه تحت العلم الاردني قد رفض فكرة التكفير وفتاويه التي تصدرها مجاميع علمائية تابعة للسعودية وبلدان عربية مجاورة ضد العراقيين وضد كل من لا يقبل بالاحادية المذهبية وبـ"مذهب الضرورة" الا ان اجواء التكفير والتكفيريين كانت مخيمة على المؤتمرين ولم يخلوا المؤتمر وبيانه من خطاب التكفير الطائفي ولعل حضور المجرم عياش الكبيسي والطائفي الاخر "عبد الغفور السامرائي" الذي شارك بخطاباته التحريضية في اراقة دماء الالاف من الابرياء في العراق قد اعطى انطباعا ليس فقط سلبيا عن هذا المؤتمر الذي ولد ميتا بل كشف من البداية النهج الطائفي لهذا المؤتمر الذي لا يختلف في توجهه واهدافه عن "هيئة علماء الخطف" التابعة للضاري والتي يمثل المجرم عياش الكبيسي احد رموزها وقياداتها الارهابية في خارج العراق وباالتحديد في الدوحة .

التقارير تتحدث عن الانقسامات الحادة التي تعصف بهيئة علماء المسلمين بقيادة الضاري واخرى بعموم الوسط السني نتيجة التحالفات غير المقدسة بين الاولى وبين تنظيمات القاعدة الارهابية وتوابعها تلك الانقسامات كشفت عن نفسها في مواقف المتناقضة للفيضي والضاري حول ما يجري في غرب العراق وخاصة في الانبار وبالتحديد في عامرية الفلوجة ودعوات عدم محاربة القاعدة ـ كما دعى لذلك الفيضي ـ حيث بعد مقتل ابن ابن عم حارث الضاري الشيخ الضاري على يد الارهابيين العرب من تنظيم القاعدة في عملية انتحارية استهدفت منزله وبعد تعرض الزوبعي لمحاولة اغتيال فاشلة عبر انتحاري من افراد حمايته وبروز مجلس انقاذ الانبار منذ فترة كأحد ابرز الواجهات السنية العشائرية والقيادية المعتدلة التي تقاتل الارهابيين والاعراب المتحالفين معهم والذين اختطفوا القرار السني في العراق لصالح اجندة اقليمية ومخابراتية وبعد فشل محاولات الانظمة العربية وخاصة السعودية والاردن في امساك القرار السني في العراق بيدها تحركت تلك الانظمة لتدارك الامر قبل ان يسحب البساط كليا من تحتها خاصة بعد النجاحات التي حققها ويحققها مجلس انقاذ الانبار في غرب العراق وبدعم من الحكومة الشعبية المنتخبة في بغداد فجاءت فكرة "مؤتمر علماء السنة" او العراق والذي عقد اخيرا في العاصمة الاردنية وبزعامة عناصر متورطة في الدم العراقي وفي ايصال المجتمع السني الى حافة الانهيار بعد ان ساقته الى احضان القاعدة والجماعات الارهابية التكفيرية تلك الفكرة جاءت لجعل القرار السني موضع استقطاب عربي يتقاسمه عدد من المحاور منها محور القاعدة وجماعات العنف والقتل التابعة لها ومنها محور الانظمة العربية وخاصة النظام السعودي والاردني هذا المحور الذي يريد استخدام الورقة السنية لاهداف طائفية تلعب بها في سوق المساومات ومنها محور المجاميع السلفية والوهابية المتطرفة في الخليج والتي تشعل الفتن وتصنع الشرور من خلال تدخلاتها عبر بعض البسطاء ومن خلال بعض السذج والمخدوعين من اجل خلق حروب طائفية وتناحر مذهبي يخدم في نهاية المطاف اجندة مخابرات الدول الاقليمية وبعض القوى الدولية .

لذلك ليس مستغربا ان ينعقد مؤتمر باسم مجلس علماء"سنة العراق" في الاردن عاصمة النهب والسرقات والشحاذين ‘عاصمة اختطاف القرار السني‘ وبمشاركة عربية الهدف منها ليس توحيد الصف السني ولا لمواجهة الارهاب والتكفير فهم رفعوا شعار "مرجعية الافتاء" تأخذ ـ كما تدعي ـ على عاتقها "حصرا" مهمة اصدار "الفتاوي الدينية في العراق ‘ بعيدا عن العاطفة والفتوى المتسرعة والافكار التكفيرية"!او كما يقول قادة هذ المجلس لـ"سد فراغا في العمل الشرعي والفقهي في العراق"! نعم رفعوا هذا الشعار لتهميش دور مجلس انقاذ الانبار المتنامي والذي لم يتطرق المؤتمرون له ولا الى مساهماته الفعالة والنشطة في مواجهة التكفيريين وافكارهم التدميرية ولو انهم كانوا صادقين فيما يدعون لما نزعوا لنصب نفس الوجوه البائسة في موقع قيادة المجلس من امثال عياش الكبيسي المحرض على الارهاب وعلى الطائفية او نظيره الاخر السامرائي الذي دافع عن مرأة ذات "زوجين" وتسرع في الدفاع عن "شرفها" قبل ان تصدر الجهات القضائية والامنية احكامها وتنشر نتائج التحقيق حول مزاعم تعرضها للاغتصاب حيث كشفت كذب ادعاءاتها وفضحت خطاب التحريضي الطائفي للمدعوا عبد الغفور السامرائي الذي تم عزله من موقعه كرئيس للوقف السني بسبب مواقفه الطائفية وتحريضاته للمجاميع الارهابية وخاصة موقفه من قضية "صابرين" والغريب ان قرار العزل صدر الا ان الرجل بقي معاندا ومصرا على منصب لا يستحقه وان هناك العديد من علماء السنة المخلصين والوطنيين و من هم اكثر كفاءة واكثر اخلاصا للعراق واهله من هذا الشخص لتبوء رئاسة الوقف .

البيان الختامي لمجلس "علماء سنة العراق " يكشف بوضوح نهجه وتوجهه خاصة وان خطاب ذلك الزنيم االمدعو "عياش" والذي اتسم بالحدية والتطرف والانحياز لـ"المقاومة الشريفة" جدا والذي القاه في المؤتمر كنائب لرئيس "مجلس علماء الافتاء" لم يدع مجالا للشك ان هذا المجلس هو كسابقاته مثل "مؤتمر اهل العراق" و "هيئة علماء المسلمين" (هيئة الخطف والقتل ) يسير على خطاها والهدف هو مصادرة القرار السني لصالح دول ضالعة في قتل العراقيين ودعم الارهاب كالسعودية والاردن ولمواجهة كما قلنا الدور المتنامي لمجلس انقاذ الانبار ‘ فالبيان الختامي لم يتضمن اي اشارة الى دور الفتاوي التكفيرية الصادرة من السعودية في تكفير اهل العراق ولا الى بيانات التحريض التكفيرية التي يصدرها علماء الشر ووعاظ السلاطين في عدد من العواصم العربية ومنها علماء الوهابيون في مملكة ال سعود وهو ما جعل العديد من المراقبين يشككون في دوافع واهداف تشكيل مثل هذا المجلس المشبوه والذي كما وصفناه ولد ميتا ومصيره لن يكون اقل من مصير سابقاته .

اسعد راشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك