المقالات

مولد الرسول نقطة التقاء

1849 16:02:00 2007-04-08

( بقلم : سماحة الشيخ المجاهد خالد عبد الوهاب الملا )

يا أحبابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وآلِ بيته الأطهار وصحابتهِ الأخيار ... وبعد ... فإن مولدَ الرسولِ الأعظم محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم مناسبةٌ عظيمةٌ وحدثٌ تأريخيٌ كبير . حدث تغير به وجهُ الدنيا بعد أن كانت تسبحُ في ظلماتٍ من الظلمِ والشركِ والجهلِ والضياعِ حتى بعثَ اللهُ رسولَهُ صلى الله عليه وآله وسلم فأخرجَ الناسَ من الظلماتِ إلى النور ، وأنقذَهم من الظلمِ والفجور . نعم أيُها الأخوة ... لقد بعثَه الله تعالى خاتَماً لأنبيائهِ ورسالاتِه ، هادياً للحقِ والرشادِ ، داعياً للخيرِ والهدى ، فكانت شريعتُه خاتمةً للشرائعِ كلِها  تكفلُ اللهُ بحفظِها وبقائِها نقيةً سليمةً إلى يومِ القيامة حيث قال تبارك وتعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )  ، ومن هنا ينبغي علينا أن نجعلَ من ولادةِ الرسول الاعظمِ محمدِ صلى الله عليه وسلم يوماً دائماً لوُحدتنا ، ومنهجاً قويماً رصيناً لبناءِ انفسِنا وبلادِنا ، بعد أن حاولت قوى الإرهابِ والتكفير بكل ما اوتيت من مكر وخداع وشيطنة والتكفيرِ أن تزرع بذورَ الفتنةِ الطائفيةِ بيننا وخاصةً ما يحدثُ في العراقِ من دمار شاملٍ للإنسانِ العراقي وتهديمٍ لبنيتِه التحتية ومؤسساتِه الحكومية وأخُرها أحداثُ تلعفر وكركوك وبغداد . واللهُ تبارك وتعالى قال في كتابه  (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) وقال عز وجل : (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ) واسمعوا الى هذا الحديثِ النبوي الشريف الذي يقول فيه صلى الله عليه وآله وسلم ( من صلى صلاتَنا واستقبلَ قبلتَنا وأكلَ ذبيحتَنا فذلك المسلمُ الذي له ذمةُ الله وذمةُ رسوله فلا تُخفروا اللهَ في ذمته ) وقال صلى الله عليه وآله  وسلم ( لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تادبروا ولا يَبع أحدكم على بيعِ أخيه ، وكونوا عبادَ الله إخوانا ، المسلمُ أخو المسلم لا يظلِمُه ، ولا يخذُلُه ، ولا يحقِرُه ، التقوى ها هنا ـ وأشارَ بيده إلى صدره ثلاث مرات ـ حسبُ أمرئٍ مسلم ٍ من الشرِ أن يحقرَ أخاه المسلمَ كلُ المسلم على المسلم حرام دمُه ومالُه وعِرضُه  .

فهل نحن بهذا المستوى من التوحدِ والتآلفِ والتآخي !!! فيما بيننا !!! ام اننا نسير جهلا وغفلة في ركاب الأرهاب والتكفير وأسألُكم بالله فأجيبوني صريحاً أيُ ثقافةٍ هذه التي جاء بها هؤلاءِ الأوغادُ التكفيريون التي لا تَعرِفُ إلا القتل والذبح والمفخخات وإرهابَ الناس وخطفهم وتعذيبهم وتهجيرهم فينبغي علينا أن نقِف موقفاً موحداً وصريحاً من كلِ ما يحدُثُ من أحداثٍ جسامٍ في بلادِنا وخاصة ما أشرت اليه من عمليات ارهابية وتكفيرية نعم ... نحن المسلمين اليوم في عصر المواجهةِ الحضاريةِ والثقافيةِ والسياسية مع أعداء الإسلام مع قوى التكفيرِ والإرهاب ... نحن بأشدِ الحاجة إلى وحدةِ الفكر ... والبناءِ ... والعمل المشترك ... من اجل بناء قوةِ الأمة والحفاظِ على وجودِها وعزتِها ولعل أولَ من يخُاطب بهذا هم العلماءُ العارفون الذين يميزون بين الحق والباطل والذين يقطعون الطريق على اولئك الذين يصدرون الفتاوى التي تدعوا الى القتل والحقد وما اكثرها في زماننا فدور العلماء دور مهم وخطير وامانة في اعناقهم ان ياتزموا قواعد الشرع لأنقاذ ارواح الناس واموالهم ومن هنا وفي هذا اليومِ المبارك نعلُنها مدوية  اننا نبرأ الى الله من هذه المجاميع التكفيرية التي تستهدف العراقيين  كما وأننا مع المشروعِ السياسي الذي نطمحُ أن ينالَ نجاحاً لكي تُبنى دولتُنا ومؤسساتُنا لنكونَ بعد ذلك بمستوى الدول التي تجاورُنا بعيداً عن القتل بعيداً عن الهدم بعيداً عن النزاعات بعيداً عن التفرقة بعيداً عن النار قريباً إلى البناء قريباً إلى الحب قريباً إلى الأخاء قريبا الى التعاون 

  الشيخ خالد عبدالوهاب الملا      رئيس جماعة علماء العراق            فرع الجنوب                                                                           

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عاشق العراق
2007-04-07
لماذا لايصبح هذا الشيخ المعتدل الوقور الجليل رئيس الوقف السني بدل الثعلب الماكر الطائفي الحاقد السامرائي عضو الحملة الايمانية والمسبح بحمد صدام والنظام . السامرائي الماكر ظهر علنا على التلفزيون ليقول ان رئيس الوزراء لايستطيع عزله وتحداه في ذلك فهل هنالك صفاقة اكثر من ذلك وهو غوبلز الحزب الاسلامي المروج لفضيحة صابرين
محمد المالكي / مدينة الصدر / العراق
2007-04-07
بارك الله بكلمات الحق التي يكتبها الشيخ المجاهد خالد الملا لكني على يقين من ان كثيرا من انصاف المتعلمين لا يروق لهم ما يفعله الشيخ العراقي من دعوة للوحدة تحت خيمة التعاليم النبوية والاسس القرانية واني متاكد ان اغلب فرق التكفير الموجودة في بلدنا لم تقرا صحيح البخاري او صحيح مسلم او موطا ابن مالك او النسائي ولوا انمه اطلعوا لوجدوا ان الشريعة تتحرج في مسالة الدماء عامة ودماء المسلمين خاصة ولا تبيحها الا للدفاع المشروع عن النفس وما عدا ذلك فمحظور قطعا انا اشكر الشيخ الجليل وتمنى له السلامة من الاعدا
أبو أحمد
2007-04-07
اشكر وقفتكم الشجاعة ياشيخ خالدالملا ودمت بود وارتياح على هذه الكلمات الطيبة في سبيل وحدة المسلمين بدل التمزق والهوان والضعف الذي مزقه الغرب بين المسلمين ونتمنى بقية علماء العامة أن يحذواحذوك فأنت الذي ولدتك أمك بطلاً وشجاعاً لايلمك في الحق لائم وليكن هذا الأسبوع اسبوع التوحدِ والتآلفِ والتآخي بين المسلمين سنة وشيعة حيث مولدَ الرسولِ الأعظم محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم مناسبةٌ عظيمةٌ يجب على المسلمين الالتفات اليها ونبذ الفرقة تقبل تحياتي من ارض السعودية المظلوم اهلها بسبب التكفيريين والنواصب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك