المقالات

القمة العربية من الداخل

1410 20:33:00 2007-04-02

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

تناولنا في العدد الماضي القمة العربية من الخارج لجهة تنظيمها وتسلسلها ومكانها وسلطنا حزمة ضوء على الوفد العراقي الذي تزعمه فخامة رئيس الجمهورية العراقية السيد الطالباني فيها وقلنا بالتأكيد ان الكثير من القادة العرب عندما حضروا الى الرياض للمشاركة في القمة او في أي قمة اخرى كان معظم اولئك يختزن في ذاكرته الكثير الكثير من الذكريات الخاصة بالسلوكيات والممارسات التي كانت تعتمدها وفود النظام المشاركة بالقمم العربية على الاقل بدءاً من قمة فاس وانتهاءً بقمة بيروت 2002.

في هذه الزاوية اردنا ايضاً القاء حزمة ضوء سريعة على نتائج القمة فيما يخص الملف العراقي ومشاهده المعقدة حيث ان العرب وخلال اكثر من عشرة قمم مضت كان الملف العراقي هو الملف الاكثر تعقيداً بسبب العقد التي كانت تطبع سلوكيات النظام.

ولا نكشف سراً اذا قلنا بان شعبنا العراقي اصيب ببعض الذهول وهو يستمع للكثير في كلمات الرؤساء والملوك والقادة العرب دون ان يتوقفوا اولئك عند المنعطفات الحادة التي تشهدها الساحة العراقية بدءاً من العملية التغييرية وانتهاءً بالاهارب الذي بات يحصد ارواح العراقيين دون الاكتراث بهوياتهم وانتماءاتهم ومكوناتهم الفكرية والعقائدية والقومية والمذهبية وهذا ما اشرت عليه مؤخراً احداث تلعفر.

ان بياناً يصدر عن قمة عربية وقد خلى من الادانة الصريحة والواضحة للعمليات الارهابية التي تجري في الساحة العراقية من شأنه ان يفتح شهية المراقبين والمتابعين نحو هذا الهروب غير الواضح هو الآخر، بل ان هنالك محطات اخرى ذكرها البيان مثل تأكيده على ضرورة تغيير او تعديل الدستور واعادة النظر بقانون اجتثاث البعث وبعض العناوين السياسية المفصلية العراقية تجعل من التساؤل حول خلو البيان من الادانة للارهاب القاعدي اكثر الحاحاً واكبر استفهاما، خصوصاً اذا عرفنا ان الدساتير العراقية التي كتبت خلال العهود الممتدة منذ الاحتلال العثماني الى الملكي الى العصر الجمهوري الاول الى الثاني الى المحاولة التي ابتدعها النظام عام 1991 ولم تكتمل كانت جميعها قد كتبت من قبل خبير دستوري قانوني واحد وليس من قبل لجنة تتألف من سبعين شخصية قانونية وفكرية ومهنية دون ان نسمع صوتا واحدا لا من العرب ولا من غيرهم، لا في قممهم ولا في مؤتمراتهم؛ مَنْ طالب باعادة النظر بكتابة الدستور العراقي، وهنا لا ندري ما هي الاسباب الحقيقية التي دعت القمة الى توجيه مثل هذه التوصيات للقيادة العراقية التي تريد ان تنتظم وفق السياقات العربية والدولية، بالوقت الذي كانت يخيم عليها الصمت منذ القرن الثامن عشر وحتى دخولنا الالفية الثالثة.

نعم نحن لا ننكر ان القمة العربية هي قدر العرب ونحن منهم مثلما اننا لا ننكر بان القمة العربية تمثل بيئتنا وهويتنا وقد افدنا واستفدنا بها ومنها، لكن في كل الاحوال ان يبقى البعض يرى فينا شعباً قاصراً بحاجة الى من ينصب نفسه قيماً او وصياً عليه فان هذا امر مرفوض وغير مقبول على الاطلاق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك