المقالات

الدور العربي والعراق

1345 15:18:00 2007-04-02

( بقلم: عبد الرزاق السلطاني )

لقد سجل اعداء الانسانية اسبوعا داميا في العراق، يضاف الى تاريخهم الاسود الحافل بالاجرام والقتل والتهجير القسري ضد الابرياء، وهذه العمليات الدموية لم تكن محض صدفة، انما هي امتداد لسلسلة اجرامية طويلة بدأت في جمعة النجف الدامية مرورا بتفجير المرقد الطاهر في سامراء وبغداد والرمادي والخالص وتلعفر وغيرها، حيث تقف وراءها هيئات متاسلمة، ومنظمات احترافية، بل وحتى دول لاذكاء الفتنة الطائفية في العراق، وبالتالي لافشال العملية السياسية ومعطياتها الوطنية، لا سيما بعد النجاح التصاعدي بخطة فرض القانون في تحديد مكامن الارهاب القاعدي الصدامي الذي بدأ يلفظ انفاسه الاخيرة، فضلا عن بيانات وفتاوى دعاة الدولارات التي تمجد القاعدة الارهابية وتصفها بـ (المقاومة) غير آبهة لمشاعر الملايين الذين اختاروا العيش تحت مظلة دولة المؤسسات الدستورية،

اذ لا زال رهان هذه العصبات قائما رغم تقادم الزمن لاعادة المعادلة الظالمة، في الوقت الذي يشكل فيه العراق الرقم الاصعب في منطقة الشرق الاوسط لما له من اهمية استراتيجية في تحديد التغييرات الديناميكية مما يجعله محط انظار المنطقة والعالم، وهذا البعد جعله يتصدر جدول اعمال قمة الرياض، التي حفل جدول اعمالها بالكثير من القضايا المتشابكة، فهي انعقدت في ظروف ليست مثالية، انما في ظل ظروف بالغة التعقيد، وشديدة الحساسية، ومتعددة التحديات، مما يتطلب تصميم استراتيجية شاملة تتصف بالواقعية والفاعلية، بدءاً بدعمها العملية السياسية الجارية في البلاد والمحافظة على انجازاتها، وانتهاء باستئصال جنون العداء القاعدي وتجفيف منابعه، فالتفاعل بجدية مع القضية العراقية هو التطور من حيث الصياغات الا ان السمة الغالبة هي عدم التعامل بجدية مع الملفات العالقة من حيث التنفيذ،

 فالكثير من المقررات لم ياخذ بها كونها لا تتطابق مع رؤية الجامعة، يضاف الى ذلك السطحية في التعامل مع الملف العراقي من الدولة المضيفة وغيرها بتركيزها على التعديلات الدستورية وغيرها من الموضوعات التي نعتقد ان لها مساسا بسيادة العراق واستقلاله، وكان الاجدر بها تصحيح مساراتها في التعاطي مع الشان العراقي دون اجتزاء، والابتعاد عن الاصطفافات المذهبية التي لعب فيها دعاة ومشايخ التكفير الدور الكبير لتحريك التجاذبات الطائفية لاشاعة روح الكراهية، وبالشق الاخر عقلنة الاداء العربي ليتفاعل مع الواقع العراقي بصورة منطقية بناءة والمدخل لذلك هو دعم حكومة الشعب المنتخبة، ومسارها الديمقراطي الرسمي من خلال التمثيل الدبلوماسي لتتويج دورها لملئ الفراغات بعد التراجعات الكبيرة، فقد اضافوا للعراق الكثير من الجراح مما يؤكد الرؤية غير الواضحة ودور الجامعة العربية المازوم فعليا آزاء الشان العراقي الذي اوصل الامور الى ما هي عليه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك