المقالات

زنابير سعودية

2087 19:00:00 2007-03-28

( بقلم : فكري محظور )

منذ أن اعتلى عبد العزيز آل سعود عرش مملكة نجد والحجاز , وقضى على خصومه المحليين . فكر مليا في كيفية الحفاظ على الكرسي الملكي وعدم التفريط به كما يحدث للممالك دائما , وكان عبد العزيز يدرك تماما معنى البقاء في سدة الحكم , والامساك بزمام الامور , فقد كان يعرف معنى السلطة وما يمكن ان يبنى على اساسها من أمور , وكان يدرك بفطرته وذكائه ان الامور لايمكن لها ان تستقيم له الا بالتحالف مع القوى العظمى التي تحكم العالم والتي لا يمكن له مجابهتها ومناطحتها , وهو كبدوي يدرك معنى القوة, ويعرف تماما كيف ومتى يخضع لها أو يتمرد عليها, كما هي عادة البدو منذ ان وجدوا على الارض ومن خلال تجاربه المريرة مع السلطة وتقلباتها ,تعلم عبد العزيز قواعد السيطرة على العشائر والقبائل والمجتمعات , وترسخ عنده اليقين بصحة تجاربه في السيطرة على الجماعات المختلفة , وهو يجني كل يوم ثمار ما يطبقه من قواعد للحكم على هذه الجماعات , وكان ابن سعود يرى ان العشائر العربية و المجتمعات الرعوية والزراعية من رعاياه لا سبيل للسيطرة عليها إلا بثلاث طرق رئيسة وهي المال والقوة والعقيدة. فالمال يحل الكثير من المشاكل ,والذهب الاصفر الرنان يسيل له لعاب البدو, ورنين الذهب الاصفر هو السيمفونية التي يشنف البدو آذانهم لها,وكان عبد العزيز يطلب الذهب من الانجليز وبالحاح شديد , وهو يدرك ان الثروة معناها السلطة , ولا سلطة لمن لا يملك , ومن خلال هذه القناعة المترسخة في ذهنه , استطاع ان يستميل عددا كبيرا من رؤساء القبائل المحليين , وكان يشتري الذمم والمواقف بالمال , ومن الطريف , ان الانجليز كانوا يعرفون ذلك تماما وكانوا يلعبون معه نفس اللعبة وبنفس اسلوبه وبالنتيجة فقد كان هو صيداً للانجليز وواقعا في حبائلهم ومضغوطا عليه من قبلهم ,وكان الانجليز ومن ثم الامريكان يلعبون به تماما كما يلعب هو بمن هم دونه من الذين اشترى ضمائرهم , وهذه سنة الله في الخلق ولن تجد لسنة الله تبديلا. اما وقد اكتشف البترول , فقد كان نقطة تحول حاسمة في مسار المخطط السعودي , فالرجل كان حريصاً غاية الحرص على البقاء هو ومن ثم اولاده وأحفاده متسلطا على الرقاب , ولم يكن في أرضه غير السموم السافيات تنوح في الفيافي نوح الذئاب الجائعات ,واليوم وقد تدفقت ثروة البترول , والقت له الارض كنوزها وفار تنور الثروة من تحت أرجلهم , فمن الجنون التفكير ولو لجزء من اللحظة في التخلي عن العرش لأي كان , حتى لو تطلب الامر التحالف مع الشيطان وابي الشيطان وعشيرة الشيطان من اجل البقاء في الحكم ,ما دام الشيطان يوفر الفرصة في البقاء في الحكم . ومع طوفان الثروة السعودية , جاء دور القوة , فالثروة هي القوة وهي السيطرة , ومن لا ينقاد بالدولار الناطق بجميع اللغات فسوف يقاد رغما عنه بالقوة , وإن أبى فالسيف اقرب اليه من حبل الوريد , ولقد احسن الجواهري إذ قال: ما تشاؤون فاصنعوا فرصـة لا ُتضيّعُأشبابٌ يخـــيفكم للمـطامير ُيدفـعُولســـان يحوزكم بالدنانير يُقــطعُوضمــيرٌ يـهزكم بالكراسي يُزعزعُ

والامر الثالث الحيوي في المخطط السعودي , هو استغلال العقيدة لقيادة الجموع , فتجدهم يركزون على هذه النقطة بالذات , لما خبروه من أثر العقيدة على سلوك الناس , وعمق احترام المسلمين لعقيدتهم,وتمسكهم بها, ولكن ليست كل عقيدة إسلامية هي وسيلة صالحة لتحقيق الهدف الملكي السعودي !, فالعقيدة التي تحض المسلم المؤمن على العدل والمساواة ورفض الظلم , هي عقيدة خطرة , لأنها تنتج دائما متمردين على السلطة الشرعية من أمثال الحسين وزيد بن علي بن الحسين وقادة حركة التوابين!, والعقيدة التي تدعو للإخاء بين البشر , واحترام الانسان وعدم الحط من كرامته, بغض النظر عن لونه وجنسه وقوميته , هي عقيدة شعوبية في نظر آل سعود , هدفها القضاء عليهم وعلى الاسلام كما يرون , والعقيدة التي تحد من صلاحيات الحاكم لمصلحة المحكوم , وترى الناس سواسية كأسنان المشط , وترى أن لا فرق لعربي على أعجمي إلا بالتقوى , وان الجميع امام القانون متساوون , لا محاباة ولا مداراة , وإذا ما أخطأ الرئيس فهو أمام القانون كالمرؤوس , يجب أخذ الحق منه حتى وإن كان أمير المؤمنين, فهذه عقيدة الشغب والفتن والبدع هدفها زعزعة كرسي أُولي الامرالمفروضة طاعتهم , والعقيدة التي تحث الناس على عدم الخضوع لحكام الجور والعسف , وترفض تسلط المنحرفين والطغاة والشواذ والافـّاقين والمستهترين بمصائر الناس , هي عقيدة زنادقة وباطنيين وروافض يجب القضاء عليها بكل السبل , لأنها الخطر الأكبر , والعدو الاوحد , والبلاء الاعظم . وهذا يفسر جانبا مما تفعله السعودية في العبث بمقدرات المسلمين في شتى ارجاء العالم الاسلامي , من نشر للأفكار الهدامة والظلامية , والعقائد المتحجرة التي كانت نتاجـاً لعقول ونفسيات مريضة ومتخلفة وحاقدة على الاسلام ونبي المسلمين محمد(ص) وآل بيته الكرام . فعن طريق نشر هذه العقائد الظلامية الطاغوتية التي تخرج الانسان المسلم من النور الى الظلمات , يتم القضاء أولا على الافكار الايجابية والنورانية والانسانية التي نادى بها الاسلام ونبي الاسلام (ص) , وثانيا تحجير ومصادرة عقول الناس وقتل إرادة التطور والتجدد والانطلاق نحو المستقبل المشرق الذي بشر به الاسلام البشرية ,ويعتبر آل سعود الشيعة بصورة خاصة, سكينا مغروزة في خاصرة التحالف الارهابي السعودي الوهابي , وعقبة كأداء أمام المخططات السعودية للسيطرة على العالم الاسلامي ,ولأن آل سعود والوهابيين يمتلكون كما أسلفنا, مشروعا ضخما ومعدا بدقة وعناية فائقتين , للسيطرة على مقدرات الشعوب الاسلامية , صمم طبقا لبروتوكولات حكماء صهيون , نجدهم لا يهدأ لهم بال , ولا يغمض لهم جفن , ما دام الشيعة موجودين على الساحة الاسلامية ,فالشيعة يمتلكون تراثا فكريا ثريا وزاخرا, ويتمتعون بحيوية فائقة , على الصعيد الفكري والعلمي والفقهي والاخلاقي والادبي والثقافي بصورة عامة , يؤهلهم ان يكونوا في طليعة المسلمين , ويجعلهم محركا فاعلا في الحركة الاجتماعية في المجتمع الاسلامي , ومن يتتبع تراث الشيعة ونتاجهم الفكري والعلمي والادبي على مر القرون , لا يملك إلا الاعجاب والتقدير والاحترام العميق لهذه الفرقة من المسلمين الموحدين , وبالتالي يفهم كل المواقف المتشنجة التي وقفها اعداء الشيعة , ضد الشيعة ,وهذه سنة من سنن الله سبحانه وتعالى , فلا يوجد حقان يتقاتلان , ولا يوجد باطل اهدى من حق , ولا يمكن للباطل ان يضع يده بيد الحق ليبنيا المجتمع سوية. واعداء الشيعة على مر العصور والاحقاب , أقزام لا يمتلكون نهجا علميا ولا تراثا فكريا ولا عمقا فلسفيا, , وبالتالي فهم يشكلون الوجه المظلم للانسانية , والجانب المتوحش المتخلف للمجتمع الانساني , ولذلك نجدهم يسقطون في وحل البهيمية والتوحش في جميع سلوكياتهم في صراعهم مع الشيعة , وهذه ظاهرة تستحق منا التأمل والوقوف عندها طويلا .

وكما نرى اليوم, فإننا نجد ان ألد أعداء الشيعة وأشدهم فتكا وأعظمهم خطرا ,وأخبثهم سريرة, هم الوهابيون , وممن يسمون انفسهم السلفيون , وقد عقدوا العزم , وشمروا عن سواعدهم , وأخذوا على انفسهم العهد بالقضاء على الشيعة اينما كانوا , وباي وسيلة .وقد حشدوا جميع طاقاتهم , للفوز بهذه المعركة المصيرية , التي يتوقف عليها وجودهم في العالم الاسلامي , فلا عجب أن نسمع من كبار علمائهم وقادتهم تصريحات تعتبر الشيعة اينما كانوا العدو الاول الذي يجب القضاء عليه وإبادته وتخليص البشرية من شره, ولأجل تحقيق هذا الهدف , أي القضاء على الشيعة وإبادتهم , تستعمل كل الوسائل , شريفة كانت او غير شريفة ( وهي بالمناسبة غير شريفة دائما , فلا توجد وسائل شريرة وشريفة معا) .حتى لو اضطر السلفي أن يضحي بسمعة الاسلام , ويشوه الوجه الاسلامي المشرق أننا نجد اليوم معايير غريبة تدعي الانتماء للأسلام ,( وتقول بقول خير البرية), ولكننا نصدم بسلوكياتهم المشينة وافكارهم المنحرفة وبدعهم وضلالاتهم المريعة . لقد قبل الرسول(ص) اسلام الناس بمجرد نطقهم الشهادتين , وحديث أسامة بن زيد وقتله المشرك الذي قال لا اله الا الله معروف للجميع, روى البخاري: (. حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ أَخْبَرَنَا أَبُو ظَبْيَانَ قَالَ سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْحُرَقَةِ فَصَبَّحْنَا الْقَوْمَ فَهَزَمْنَاهُمْ وَلَحِقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ رَجُلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا غَشِينَاهُ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَكَفَّ الْأَنْصَارِيُّ فَطَعَنْتُهُ بِرُمْحِي حَتَّى قَتَلْتُهُ فَلَمَّا قَدِمْنَا بَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا أُسَامَةُ أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قُلْتُ كَانَ مُتَعَوِّذًا فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ )

ولكننا نجد اليوم فقيها يدعى( ابن جبرين), يكفر الشيعة ويستبيح أموالهم وأعراضهم ودمائهم , حتى وإن قالوا لا إله إلا الله محمد رسول الله, وإن صلوا , وإن صاموا , وهذا معناه الاصرار على إبادة الشيعة حتى في حال صحة إسلامهم , فضلا عن أنه خروج على سنة الرسول الاعظم محمد (ص) حيث يروي البخاري ما نصه : (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي نَفْسَهُ وَمَالَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ رَوَاهُ عُمَرُ وَابْنُ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) إن دماء الشيعة الزكية التي تسفك كل يوم, استنادا لفتاوى ابن جبرين ومن هو على شاكلته من علماء من يدعي السلفية والسلف الصالح منه براء , هي في رقاب هؤلاء العلماء الضالين المضلين , وأتمنى أن يأتي اليوم الذي يستفيق فيه المسلمون من سباتهم ليعرفوا ان الخطر الحقيقي الذي يهدد وجودهم كمسلمين, هو الخطر الوهابي الذي انطلقت التحذيرات منه في وقت مبكر جدا, وبالتحديد في صدر الرسالة الاول حيث ورد في صحيح البخاري مانصه : ( حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَأَنْ أَخِرَّ مِنْ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فَإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَة) ِوأورد الترمذي مانصه : ( حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَقُولُونَ مِنْ قَوْلِ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ قَالَ أَبُو عِيسَى وَفِي الْبَاب عَنْ عَلِيٍّ وَأَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي ذَرٍّ وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ رُوِيَ فِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ وَصَفَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ إِنَّمَا هُمْ الْخَوَارِجُ الْحَرُورِيَّةُ وَغَيْرُهُمْ مِنْ الْخَوَارِجِ ) إن التطور المذهل الذي حصل في العالم في العقود الاخيرة علميا واقتصاديا أعطى آل سعود دفعا قويا باتجاه تكريس سلطتهم ومحاولة السيطرة على العالمين العربي والاسلامي , فنجدهم يضخون المال ضخا للتسلل والدخول في المجتمعات الاسلامية والعربية التي نخرتها الإخفاقات الاقتصادية للنظريات التافهةللامراء والملوك والرؤساء الانقلابيين المتخلفين والمتحجرين والجاهلين المتسلطين على رقاب المحرومين, من بعثيين وقوميين واشتراكيين وما الى ذلك من هذا الغثاء ,ونجدهم يخترقون المؤسسات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية للمجتمعات هذه بغية السيطرة عليها وتوجيهها لما يخدم مخططهم القذر الذي ليس من ورائه من طائل سوى سيطرة الامراء المتخلفين على الناس والتحكم بمصائرهم . وهذا ايضا يفسر السلوك المزدوج الذي يسلكه آل سعود ومن يدور في فلكهم ,فمن لايشترى بالمال, يخدر بالدين, ومن يستعصي فالسيف اصدق إنباءاً ,ومن لا يصاد بالدولار يصاد بقناة المجد الثالثة والتاسعة وغيرها من القنوات التي تتخذ من الدين طعما تصيد به الناس , ومن لا يرغب في ذلك, فسوف يصيده الامير الوليد بن طلال بن عبد العزيز بباقة قنوات روتانا المحافظة على التقاليد العربية الاصيلة والمحتشمة جدا , ومن يفلت من هذي وتلك , فقناة العربية والمستقلة والديمقراطية له بالمرصاد ,أما اذا ما أصبح الوضع خطرا , وأفلت الناس من الحبائل الماكرة هذه , فإن الاخوان المجاهدين السلفيين سوف يشعلون اسلاف اسلافهم(ولذلك سموا سلفيين ) عن طريق العبوات والاحزمة الناسفة والمفخخات التي تحصد الابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ والشباب بلا رحمة , والمقتول إذا كان مستحقا فقد عجلوا بروحه الى النار وأراحوا الناس منه واستراحوا, وإن كان بريئا فسوف يدخل الجنة, وهذه مكرمةعظيمة وبشارة تستحق التقدير, وخدمة جليلة من الاخوان الوهابيين للأبرياء الذين يذهبون ضحية ألاعمال الارهابية الوهابية . أما المنفذ الانتحاري فهو مجتهد وقد يكون مخطئا ,والمجتهد إذا أصاب فله أجران , وإذا أخطأ فله اجر واحد فقط ,فلا أقل من أجر واحد يحصل عليه الأنتحاري , وإنما الاعمال بالنيات , ونيته شريفة طبعا كما هو معلوم!!!, وهو بعد ذلك من الناطقين بالشهادتين ومن حافظي أسماء الله الحسنى التي من أحصاها دخل الجنة! , وبالتالي فسوف يجده من يدخل الجنة إن شاء الله, أمامه وقد سبقه الى الحسنى, متكئا على سرر موضونة , مادّا رجليه على شاطي نهر العسل المصفى , محاطا بالحور العين , ُيقبّـِل هذه , ويقرُصُ تلك , ويشير بطرف خفي كما تعود في الدنيا, للولدان المخلدين الواقفين بأكوابهم أمامه لخدمته فيما يريد ويشتهي ,إلا انه لا يصد الطرف من حذَرٍ عليهم, لا يمنحهم التجنب والصدودا , ولا يرصد غفلة الرقباء عنه, لتسرق عينه نظرا جديدا .وتراه مضمخا برائحة المتفجرات, تفوح منه رائحة البارود الذي فجر نفسه فيه في الدنيا , ويعرف هو وأمثاله بالباروديين ولنا لقاء آخر إن شاء الله ودمتم محروسين

فكري محظور

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك