( بقلم : اسعد راشد )
العملية الفاشلة التي كادت ان تودي بحياة سلام زكم الزوبعي كانت بسبب خروقات امنية حدثت من خلال احاطة الزوبعي لنفسه بمجموعة من العناصر البعثية والمشبوهة التي خلعت لباس "البعث" وارتدت جلباب القاعدة والدين قامت بمحاولة اجتثاثه وقتله ورغم فشل العملية ان هناك مؤشرات بان القاعدة والبعثيين مازالوا يتحينون الفرص لاعادة الكرة من خلال ادواتهم والمتعاطفين معهم في طاقم قيادة وادارة وحماية الزوبعي خاصة وان هناك منظمومة متكاملة ايدولوجيا وعسكريا ولوجستيا قائمة تجمع بداخلها كل عناصر التخريب والارهاب من البعثيين والسلفيين التكفيريين والقاعدة وهي تشكل وعاء للزوبعي وللجبهة التي رشحته لمنصب نائب رئاسة الوزراء .
ما حصل لسلام الزوبعي يمكن ان يحصل في اي لحظة للدكتور علاوي الذي بدوره تعرض لعدة مرات لعمليات فاشلة قامت بها مجموعات تابعة للقاعدة ولفلول البعث الصداميين بل هناك من يعتقد ان الدكتور علاوي هو الهدف الاسهل خاصة وان المحيطين به يتحينون الفرصة لدفع تلك المجاميع لاستهداف علاوي وهذا الامر يتوقف حسب ما يعتقده بعض المطلعين على التركيبة الادراية والقيادية لحركة وفاق والتي تقترب في مواصفاتها وخطورتها للتركيبة التابعة لسلام الزوبعي ان لم تكن اكثر خطورة خاصة وان الذي يتحكم بالقنوات الامنية المرتبطة بجهاز حماية علاوي هم مجموعة عناصر تشكلت على قاعدة تجمعها مشتركات كثيرة مع اؤلئك الذين خططوا ونفذوا عملية الاغتيال الفاشلة ضد الزوبعي .
اما لماذا جاء دور الدكتور علاوي ؟ ولماذا بالتحديد هذا السؤال وفي هذا الظرف ؟
كل الذين تابعوا تحركات الدكتور علاوي اقليميا ودوليا وحتى محليا لمسوا ان الدكتور يتحرك بانفعالية شديدة وبتصعيد في خطابه ضد ابناء جلدته وبطريقة غير معهودة بل هناك من المراقبين من رأى ان الدكتور بدا وكأنّه يريد حرق اخر اوراقه وقطع طريق العودة وهو امر غير مسبوق لرجل سياسي امتهن العمل السياسي لعقود وخاضه بشراسة كما نوه اخرون بان الدكتور يسير في طريق وعر وشائك لا يستبعد ان يكون وراء هذا الاندفاع غير العقلاني مجموعة المحيطين به من المحسوبين على الخط السني المتطرف الذي يدفع به في هذا الاتجاه ضمن برنامج محدد يكون علاوي هو الواجهة دون ان يشعر وهو ايضا سر عدم الظهور العلني اعلاميا لمعظم القيادات السنية في حركة الوفاق حيث تفضل العمل في الظل والتخطيط لما هو ابعد !
وياتي تحرك علاوي الاخير من اجل ما وصفه بعض المراقبين احداث انقلاب "ابيض" ضد حكومة المالكي المنتخبة ضمن تلك اللعبة التي يديرها الخط السني المتطرف في حركته والمتمثل في شخصيات مثل اولاد النقيب والباججي صاحب مشروع " القوات العربية الاسلامية " ـ اي السنية ـ لاحلال محل القوات الاميركية في العراق ‘ واليوم وبعد ان بدت ملامح فشل محاولات ذلك الخط في اقناع الامريكيين وحتى بعض دول المنطقة بتغيير حكومة المالكي وان اللعبة التي يجيدها السنة المتطرفين بذكاء ادارتها بحكم دورهم التاريخي في الهيمنة السياسية على العراق فان البعض لا يستبعد ان توعز لاتباعها باستهداف الدكتور علاوي والتخلص منه .
فهل يتعظ الدكتور علاوي من تجارب غيره ويتعظ من دروس التاريخ قديما وحديثا ويعود كما كان مناضلا من اجل مصلحة شعبه ويعمل وسط حواضنه الاساسية التي تشكل الغالبية من الشعب العراقي اي الشيعة ويترك خطاب التصعيدي والعدائي مع مجتمع الاغلبية هذا المجتمع الذي يمكن ان يوفر له القطار السليم لايصاله الى ما يطمح اليه قبل ان تغتاله ايادي الغدر التي تتربص به في كل "زاروب" وهي تحاول ان ليس فقط تحرق كل اوراقه بل تحرق له مراحل حياته السياسية التي تستوجبها اصول اللعبة الديمقراطية وليس ما يخطط له بعض المحيطين به والذين يرويدون ان يكون الدكتور مجرد حصان طروادة لاهدافهم ولاجندة بعض الدول الاقليمية الطائفية التي تريد باي ثمن انهاء دور الشيعة كأغلبية في حكم العراق .
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha