( بقلم : هلال آل فخر الدين )
كل ماجرى في العراق في زمن تلك الحقبه-(الملكية)- وما تلاها من انقلابات عسكرية (ثورجية) لم تجانب التطرف في النهج العنصري والتعصب الطائفي المقيت والتزام سياسة التفرقة وتحكم ثلة قبلية او صنمية فردية سواء (عانية و تكريتية او صدامية ) حيال جماهير المواطنين بالابعاد والتهميش على الرغم من دعاوى القومية والاشتراكية والتحررية وبالخصوص في اجواء (النظام العارفي) الذي اتخذ من شعارات قومية تعسفية يتخفى بها في بث سموم الطائفية والعنصرية بشكل واضح جلي .. واستمرار تصعيد تلك الخطة الانكليزية الجهنمية من تسليط حفنة من الجهلة الحاقدين في تنفيذ سياسة فظة شوفينية تتجرأ وتطعن في الاخر وتتجاهر بالتعصب الطائفي والعنصري.. وقد ازداد الوضع سوءاً وتفاقماً واحتقانا من خلال انقلاب العسكر عام 1968 على نظام عارف واستيلاء (عصابة البعث) على مقاليد السلطة وحكمهم البلاد بالقمع والارهاب ووصم كل من يخشون مقامه وعظيم تاثيره بتهم العمالة والخيانة ومناهضة الثورة أعداء الامة ..الخ ومن جراء هذا المسلسل الرهيب اعدموا الكثير من الشخصيات العراقية والوطنية والعلمية والفكرية وهروب الكثير لاجل اسكات الاصوات المخلصة وقمع الانفاس.. والضرب بكل قوة لرموز الامة وبالخصوص من تصدى لهم وبالذات من تصدى لهم من مراجع الدين الشيعة كالامام الحكيم والمفكر الاسلامي الشهيد الصدر والعلامة سيد قاسم شبر وافواجا من العلماء والرساليين والمثقفين ومن الرموز السنية العلامة عبد العزيز البدري والعاصي والزهاوي وكذلك اعدام رجل القانون الاستاذ البزاز رئيس الوزراء الاسبق بسبب تنديده بجرائم حفنة من الاشقياء العفالقة وزمر الاراذل والانذال (ذوي العاهات)..
فقد سعوا جاهدين على توسيع قاعدة التفرقة وليس فقط من تعمد الغاء للاخر وطمس هويته وفي تميز عنصري بغيض بل في اضطهاد ومطاردة وحرب شعواء للغالبية من خلال فتح الزنزانات والاقبية المظلمة والتفنن في التعذيب والهتك واصدار احكام قرقوشية بالاعدام للالالف المؤلفة من احرار وخيار الناس من دون تهمة او محاكمة بل من شن ابادة جماعية لكل من يخشون تحركهم ..!!
ولم يكتفوا بذلك حتى اشهروا حرب تطهير جماعي عرقي وطائفية واستاصال فضيعة..!وقد تصدت جماهير الشيعة لتلك الحملات الظالمة بكل شجاعة وبسالة منقطعة النظير من خلال الانتفاضة صفر في التنديد بكل تلك الممارسات الوحشية للنظام لثني الناس عن طقوسهم وشعائرهم ..!!
زيف الشعارات من زيف الذات
فقد اتخذوا من شعارات البعث العربي والامة العربية الخالدة ومفردات الوحدة والحرية والاشتراكية والعلمانية الفضفاضة وسيلة في صولة منظمة شاملة للقضاء على كل صوت وطني غيور وخلودهم وحدهم (الحزب القائد و الرئيس الضرورة ) طوال اكثرمن ربع قرن من الزمن الكنود متسلطين على الناس بالحديد والنار يسيمونهم العذاب والخسف والذل والهوان والقهر..! استخدموا فيها كل الوسائل الاجرامية القذرة وبذلوا في سبيلها الامكانات المادية الجليلة سواء في البذل لكم الافواه واستاجار الاقلام وشراء الابواق و الصرف السخي على الاعلام الكاذب المبتذل الذي يرتش الصورلتحسين صورة القبيح وتجميل المسخ الناشز بأخفاء الحقائق وتزيف الوقائع .. !
ولشديد خوفهم ورعبهم من الجماهير جندوا كل مرافق الدولة ومراكز التعليم ومؤسسات المجتمع والنقابات والاتحادات حتى الاوقاف وموسساتها ومساجدها اصبحت مراكز للمخابرات ومعمميها اجراء او عبيد -موظفين في اجهزة الامن - تشيد بكل جرائم النظام وانتهاكاته و لخدمة شخص الطاغية دع عنك ما استحدثوه من اجهزة القمع والمخابرات الكثيرة والمنتشرة في كل مكان لاحصاء الانفاس ومراقبة الناس حتى غدى العراق زنزانة مظلمة رهيبة لاتطاق ...!!
وقد بادروا الى استخدام السفارات العراقية في الخارج اوكارا للتأمر والتجسس والاغتيالات كما في (اغتيال وزير خارجية الامارات ابن كباش في مطار الامارات واغتيال المعارضة العراقية في دبي الاستاذ سهل وفي لبنان العلامة السيد حسن الشيرازي وفي السودان العلامة السيد مهدي الحكيم وتصفية الطلاب العراقين المعاضين في الباكستان وتصفية قيادات الثورة الفلسطينية في فرنسا واوربا ولبنان كعز الدين قلق ...وفضيحة مخازن الاسلحة في السفارة العراقي في الباكستان ولبنان واختطاف رجال المعارضة كما في مصر وملاحقة العراقين في الخارج ...) وكان لدور القوات العراقية في الاردن الاساس الذي اعتمد عليه الملك حسين في حماية ظهره وذبح الثورة الفلسطينية في احداث (ايلول الاسود) ...!!ومسلسل جرائمهم لاتعد ولاتحصى ...
وعند اندلاع الثورة الاسلامية في ايران وسقوط شرطي المنطقة (الشاه) وانهيار اكبر قوة (الامبراطورية الفارسية) التي يصل عمرها الى 2500عام امام مد الجماهير العزل .!! وحدوث هزة عنيفة في المنطقة وحدوث فراغ كبير في موازنات المنطقة .. فاستقرت الخيارات بالمضي قدما وبالسرعة في تنصيب صدام حاكما مطلقا لما عرف عنه بالرعونة والاجرام ...!!
وبوصول المشؤوم (صدام) الى السلطة في مهزلة أستعفاء البكر من السلطة ما هو الا انقلاب عصابات الاجهزة الامنية المختلفة المتعددت تحت قيادة صدام على (البكر)الاب الرفيق الرئيس بالامس وما رافقها من مجزرة حزبية ضد من وقفوا في وجه هيمنة واستبداد صدام من الحزبين والمسؤولين في الدولة بذريعة التآمر ضد الحزب والثورة.. ليبدأ فصلا جديدا أشد ظلاما وأعتى ارهابا من سالفه في حياة الامة يقود الى مسلسل قمع رهيب وتدمير شامل للبلد وهدر ثرواته ورهن مقدراته لدى الدول الكبرى .!! حيث كان بدايتها عزل رئيس الجمهورية ورئيس مجلس قيادة الثورة (البكر) والتثنية بقيادات الحزب ومسؤولي البلاد في مخطط مرعب خبيث لاجل تحطيم القدرة العسكرية الكبيرة للجيش العراقي التي يخشى منها واستنزاف موارد العراق وقدراته الهائلة التي وظفها النظام لاخافة ورعب دول الجوار ..!!فقد زينوا لصدام الاعتداء على ايران وهم كلهم وقوفا بجانبه وفي دعمه ماديا وتسليحيا ومعنويا واستخباراتيا واعلاميا وان ايران ضعيفة ومتخبطة في الثورة فايقن صدام انه سوف يصبح (عنتر ) العرب قريبا وهذا مايهيم به ...!!
العبث بكل مقدرات العراق
وقد تذرع صدام من شنه الحرب المطالبة بحقوقه في (شط العرب ومنطقة نفط خانه) وهو الذي تنازل عنها للشاه في معاهدة (الجزائر) بكل ذل وخنوع..وبدعاوى تحرير (الاحواز) العربية وارجاع حقوق اهلها المهتظمة لكن مجازره وانتهاكاته للاعراض العربية ونهب المنازل وتهديمه للمدن والقرى العربية فاقة كل وحشية وبربرية عرفها التاريخ ..!!
فكانت الحرب الضروس تلك الفخ الرئيسي الذي كسر شوكة وجبروت صدام وحجم نظامه وازال الخطر المحتمل في تهديده الاخرين ولكن على حساب جثث ودماء ودمار العراق وايران ..!! فكانت الحرب على ايران المحرقة التي التهمت كل امكانات العراق وقدراته وفرحة الانظمة العربية واسرائيل معا في ضعف العراق ووهنه .!! وقد استمرت تلك الكارثة ثماني سنوات احرقت الاخضر واليابس و صاحبها من ضحايا والمعوقين ارقاما خيالية بلغت اكثر من مليون وما لحقها من دمار وخسائر مادية جسيمة تقدر ب(250) مليار دولار وهروب عشرات الالوف من النخب العلمية من محرقة القادسية السوداء وانهيار الوضع الاقتصادي ورجوع العراق الى الوراء عشرات السنين رغم كل الدعم والمساعدات للنظام من قبل امراء ومشايخ الاعراب ..!!.
واخيرا صدور قرار هيئة الامم المتحدة بتجريم العراق ودفعه تعويضات مالية ضخمة الى ايران وتراجع النظام عن كل تلك الشعارات القومية الزائفة والطائفية المقيتة من اطلاق عبارات (المجوس) على الشعب الايراني المسلم الجار وترديد جوقات -(الشحاذة)-الاعلام العربي ..!! وهم الان على ذاك المنوال يؤكدون ويحرضون على الارهاب بنعت الاخر مرة بالكفر واخرى بالصفوية واخرى بجيش المهدي ...الخ
الفاشلون وتجارة الابتزاز ..!
وكردا على الفشل المريع لقائد القادسية ابتكر صدام فكرة انشاء (مجلس التعاون العربي) ولقى استجابة قوية من ثعالب العرب ومرتزقتهم ولاجل استدرار عطايا وهبات الطاغية حيث جعلوا من صدام عنتر العرب المسترد (لفلسطين) السليبة وحشدوا لذلك الابواق للابتزاز والاعتداء فكانت المحصلة الاولى والاخيرة لذلك المجلس والطالع النكد غزو الكويت فقد اكدت المصادر ان صدام قدم الى ستة من قادة الاعراب قبل اسبوع من شنه الغزو الى كل واحدا منهم (50)مليون دولار رشوة لشراء تايدهم للجريمة ..!!
غزو الكويت
وبعدها كانت الطامة الكبرى من شن صدام حربا غادرة خاطفة على الشقيقة الوديعة الكويت تخلى فيها النظام عن كل شعاراته العروبية الكاذبة وحنث بكل ما تعهد به للرؤوساء والقادة العرب من عدم الاعتداء على الكويت وخرج على كل بنود جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع المشترك وضرب بعرض الحائط كل ما كان يتشدق به من نصرة الاسلام والدفاع عن بلاد المسلمين وخرج على الشرعية الدولية والتنكر كذلك لميثاق الامم المتحدة وسائر الاتفاقيات الثنائية في عدم الاعتداء واستعمال القوة وبالرجوع الى الحوار والاحتكام الى محكمة العدل والقانون الدولي والمباديء الدولية وكانت جحافل الجيش تغير على العزل والامنين من افراد الشعب الكويتي فتنهبهم وتغتصب نسائهم وتقتلهم وتستعمل العنف والعقاب الجماعي مع كل من يسترحمهم او يتكلم معهم وفي منتهى الوحشية مما لم تشهد له البشرية مثيلا من قبل حتى من قبل همج المغول والتتر ولم يلتزم باي بند من بنود ميثاق جنيف في معاملة الاسرى وكل الاعراف والشيم العربية والاخلاقية الاسلامية والمباديء الانسانية..!! وهذا يدل دلالة واضحة على زيف وكذب شعاراته في دفاعه عن الامة وحماية العرب ..وكانت نهاية غطرسة وجبروت صدام قد انتهة في تحرير الكويت ..!! لكن على اشلاء وضحايا الشعب العراقي وتدمير البلاد وتفكك المنطقة وتدخل اساطيل القوى الكبرى وفرض هيمنتها على المنطقة.
فما كان من الشعب العراقي الابي الا ان يثأر للكرامة والامة والوطن ومجاز الابادة فقام متكلا على الله بالانتفاضة العراقية الكبرى ضد النظام الظالم واعوانه والتي عمت ساحة العراق ودكت معاقل وحصون البغي.. ولولا تدخل القوى الكبرى وفرض الحصار على الثورة وبتاثير من دول المنطقة وما استخدمه النظام من القوة الباطشة والقسوة الشديدة والعنف الفضيع حيالها ادى الى وئدها وهي وليدة تحبوا.. وكانت التصفيات الجماعية التي شملت غالبية مدن وقرى العراق وكوارث المقابر الجماعية الرهيبة وارتكاب فضائع استعمال السلاح الكيمياوى في الوسط والشمال وضرب المدن بصواريح (سكود) ارض ارض وحدوث حمامات الدم وعلانية النهب والسرقة لازلام النظام فقد تسبب استمرار الغزو والاغارة لجحافل العساكر على العزل والامنين في حروب النظام من التمرس واستسهال كل عمل شنيع وعدم التورع عن كل امرفضيع ..!!
وبعد صدور قرارات الامم المتحدة بخصوص بيع (النفط مقابل الغذاء )وانخفاض دخول زبانية المؤسسة العسكرية والامنية فقد اصبحوا ذئابا وقطعان وحوش كاسرة تلتهم وتنهش كل ماتجد وتستسيغ كل جريمة وتبتز كل فرد ولايقف في طريقها حاجز او مانع واصبح الكل جحافل متمرسة ومحترفة ومتخصصة في الجريمة والقمع والارهاب والاغتصاب والقتل والفرهود واصبحت مهنتها استباحة كل محرم ومن دون اي مسؤلية ولاتحدها ضوابط ولايردعها رادع عن ارتكاب كل جريمة ومجزرة وعلى رؤوس الاشهاد بل كانت تكافيء وتجزل لها الهبات لسوء فعالها وصنائعها السوداء تلك ومن هذا المنطلق تعتبر كلما بشع اجرامها وقذر سلوكها اكثر ولاء واخلص رفاقا حتى انها فاقت المافيا جرائما وسفكا ورعبا واضحى مئاة الالوف من افرادها غددا سرطانية مستشرية تنخر في جسد الامة وتعيث فيها الفساد ...
هلال آل فخرالدين
https://telegram.me/buratha