المقالات

شماعة الدستور والخلاف مع الاقليم

471 20:02:00 2012-11-20

محمد حسن الساعدي

 منذ مدة ليست بقصيرة بدأت الخلافات بين بغداد و اربيل على خلفية التفسير المختلف لمواد الدستور العراقي في الكثير من المواضيع الحساسة والمصيرية مثل رسم الحدود ومسائل إدارة واستثمار الثروات الباطنية ومسائل الأمن والدفاع وبعض المسائل المتعلقة بالتمثيل الخارجي ومنافذ الحدود ...... باختصار كل المسائل التي لها علاقة بالشراكة في إدارة الدولة وكأن الدستور العراقي لم ينطق بكلمة واحدة في كل هذه القضايا ! لكن ما هي الأسباب الحقيقية أمام هذا الغموض والضبابية ؟ أهو غياب النص الدستوري وسقوط المادة والبنود الخاصة بالمسألة ؟ أم هو الاختلاف في تفسير النص الدستوري ؟ في تقديري أعتقد ان المسألة برمتها تعود إلى ثقافة الفهم الخاص بتفسير الظاهرة ، ثقافة تراكمات عقود تاريخية لنمطية ممنهجة من التفكير والفهم .كان يفترض من الساسة وضع جميع هذه الإشكاليات على طاولة الحوار ومعالجتها بشكل جدي وعلى أساس شروط المواطنة العراقية الحقّة وتحت قبة البرلمان ، ولطالما كانت هناك جسور ثقة واتفاقيات اعتبرت إستراتيجية بين الكرد وشيعة العراق منذ الفتوى التاريخية لآية الله العظمى السيد محسن الحكيم (قدس) في بداية الستينات عندما حرم قتال الكرد ، وما تلاه من تعاون تاريخي لإسقاط النظام الديكتاتوري قد شهدته الساحة العراقية خلال الانتفاضة الشعبانية التي راح ضحيتها المئات الابرياء من الشيعة والكرد على أمل تأسيس عراق اتحادي ديمقراطي ينظم علاقة الحكم فيه دستوريا .. اليوم وبعد التصعيد الاخير بين الجيش العراقي (قوات دجلة ) وبين البيشمركة دخلت مرحلة جديدة من العلاقات السيئة بين الاقليم والمركز وشاع مبدأ عدم الثقة ، والتهجم الواضح ، والشخصنة بين السياسيين لأهداف شخصية وحزبية ، وما حدث في طوز خرماتو وذهاب ضحية هذا التهور الاعمى من ضحايا يتحمل مسؤوليته القائمين على توجيه مسارات السياسة في العراق ، تأتي هذه التوترات في ظل كشف ملف الفساد الكبير والخطير لصفقة التسلح مع روسيا ، والتي اطاحت برؤوس كبيرة في البلدين ومنها اقالة وزير الدفاع الروسي على خلفية هذه الصفقة المشبوهة ، والتي تحمل بين ثناياها فساداً كبيراً ولشخصيات كبيرة ومعرفة في الحكومة العراقية .إن حل الخلافات بين إقليم كردستان والحكومة المركزية في بغداد يجب أن يكون عبر الحوار والتفاهمات بعيدا عن التشنج، وضرورة اعتماد الحلول الداخلية بالتعاون مع بقية المكونات العراقية، وعدم السماح لدول الجوار بالتدخل في الأزمات والخلافات في العراق.يتعرض العراق اليوم إلى "هجمة خارجية خطيرة من شأنها أن تقضي على مستقبله في حال تلقت دعما من القوى السياسية داخل العراق وان الانفراد بالقرار والتسلط والسعي الى الديكتاتورية سيودي بالعملية الديمقراطية التي ضحى العراقيون من أجلها وقدموا قوافل من الشهداء لإعادة بناء بلدهم على أسس الديمقراطية والتعددية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك