المقالات

نواب يأكلون المنسف الأردني ويرمون الفضلات لجمهورهم

658 13:00:00 2012-11-20

حيدر عباس النداوي

تذهب الناس الى صناديق الاقتراع في كل بقاع الارض لاختيار ممثلين ينوبون عنهم في تشريع القوانين وتوفير الخدمات وقضاء الحوائج والدفاع عن حقوقهم ومباشرة احوالهم المعاشية والشخصية مقابل ان يحضا من يتم التوافق عليه ببعض الامتيازات المادية والمعنوية مع جواز سفر دبلوماسي وفرص افضل لتعدد الزوجات "في العراق حصرا"وكل ما يقوم به من يتم اختياره ،طوعا وكرها،يدخل في باب تحمل المسؤولية مع بقاء حبل القيادة عند المواطن وليس عند النائب بسبب طبيعة العلاقة التكافئية بين الطرفين فكما ان المواطن يحتاج الى النائب كممثل عنه لتحمل المسؤولية نيابة عن جمع من المواطنين كذلك الحال بالنسبة للنائب الذي يحتاج الى المواطن كل اربع او خمس سنوات وحسب النظام الانتخابي ولهذا فان الناس تتذكر من يخدمها وتقدر هذه الخدمة ولا تنسى المسيء والغير مبالي ولا تقف معه ولا تنتصر له.غير ان مثل هذه المعادلة وتبادل الادوار وتقسيم الحقوق والواجبات لا تجد له تطبيق على ارض الواقع في المشهد النيابي العراقي ولا يمكن ايجاد وصف لطبيعة العلاقة بين النواب والناخبين ومن هو القائد ومن هو التابع وهل ان النواب ينتمون الى هذا الوطن وجزء من الشعب وخدم لمن اختارهم ،اشك بذلك ولا يمكن التحدث بغير منطق التشكيك بقرينة ان نواب البرلمان العراقي لا تربطهم مع الناخبين اي روابط او صلات واذا كان من يدعي ذلك فانه يعتمد على استثناءات محدودة هنا وهناك والا فان القاسم المشترك هو اما ان ينتقل النائب بمجرد فوزه الى منطقة "راقية" تليق بمقامه وغروره وبعيده عن مقر سكنه الاصلي وعندها تنقطع كل الصلات بينه وبين الناس الذين انتخبوه وقسم يغادر العراق كل العراق بارضه وسمائه ونخيله وترابه ويحط الرحال في دول الجوار والدول التي تتوافق مع ميوله وانتمائه الفكري والعقائدي والمادي او ينزل به المقام في احدى الدول الاوربية التي كان يعتمد علىها في تدبير اموره المعاشية وهو بهذا يحاول ان يرد جزءا من الجميل لهذه الدولة التي عمل في يوم من الايام فيها كخادم او نادل أو سائق في احسن الاحوال.ويبدوا ان العاصمة الاردنية عمان تمثل القطب الاكبر في تواجد وسكن العدد الاكبر من النواب"الذين تترفع حتى الحروف عن تسميتهم بالعراقيين" بل ان العاصمة الاردنية تتفوق على العاصمة بغداد بعدد النواب الذين يسكنون فيها وحيث يتواجد مقر البرلمان العراقي بدليل ان عمان تحتضن بين ذراعيها اكثر من (40) نائبا ونائبة في مناطق شميسان وغيرها من المناطق الاخرى ينتمون الى القائمة العراقية حصرا دون غيرها.ووجود هذا العدد الكبير من النواب في الاردن يعني ان الشريحة التي ينتمي اليها هؤلاء النواب مغيبين ولا يحظون بالدعم والتقدير ويعني ان احتياجات هؤلاء الناخبين لا يوجد من يدافع عنها وليس لها وجود في تسلسل جدول اعمال مجلس النواب وتعني ان خيرات العراق تذهب الى دول اخرى تكيد المكائد للعراق وشعبه وتعني ان هؤلاء النواب لا يزنون ذرة من الاحترام لشرائح الناخبين وقد تعني ان هؤلاء النواب يملكون من القدرة والدهاء للضحك على من اختارهم لان يعيدوهم مرة اخرى الى قباب مجلس النواب.الاسوء في كل هذا ان هؤلاء النواب مع كل هذا الصلف والاستهتار بحقوق الناس الذي انتخبوهم لا يتورعون عن التحكم بمصائر وحقوق الاخرين والتجاوز على القوانين دون ان يكون هناك رادع يلجم غرورهم ونزقهم فالشوارع والمطارات والسيطرات طوع لهؤلاء وتأتمر بامرهم ولا يحق لاحد الاعتراض اذا تجاوزوا السيطرات او منعوا اقلاع الطائرات فربما تكون زوجة احدهم لم تنتهي بعد من صالون التجميل او حصة المساج.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك