المقالات

طائرة حزب الله وصواريخ القسام تغير المعادلة من جديد !!

582 19:30:00 2012-11-17

بقلم علي الموسوي / هولندا

اسرائيل العظمى ، الكبرى ، الأقوى ، كلمات رنانة ارادوا لنا ترديدها منذ انشاء الدولة العبرية وكبرت هواجسنا خوفا من هذا الوهم وهذه القدرات العسكرية الفتاكة...

يتفاخر العدو الصهيوني بقدراته العسكرية وتفوقه التكنولوجي في استطاعته اسقاط جميع الصواريخ والطائرات في ما لو تعرضت الدولة اللقيطة الى هجوم مباغت أضف انها أكثر دولة تعمل على حماية نفسها بشبكة رادارات وبطاريات باتريوت تنتشر في جميع الأراضي المحتلة وتعمل مدار العام على أهبة الاستعداد والحذر ! وما تنتهي من مناوراتها العسكرية حتى تبدأ بأخرى ، ولديها من الطائرات الحديثة لا يملكها الا صناع القرار العالمي ، زد على ذلك أنواع الصواريخ والمروحيات والدبابات الليزرية والاسلحة المحرمة دوليا كالجرثومية والنيتروجينية والعنقودية والميكروبية وأما الأسلحة النووية ومفاعل ديمونا وامتلاكهم لأكثر من 300 صاروخ نووي خير شاهدا على هذا السباق المحموم والذي ابتدأ منذ انشاء الدولة اللقيطة والى يومنا هذا ! ومع كل هذا فإنها مازالت تشعر بالقلق والفناء في أي وقت !!

بدأ العالم يدرك انها كذبة وخدعة تم التخطيط لها في مطابخ القرار العالمي تحت شعارات (الديمقراطية وحقوق الانسان ) ولعل أول من أدرك هذه الألاعيب واستصغر شأن هذا الغول الوهمي هو الامام الراحل السيد الخميني ( قدس) في مقولته المشهورة ( اسرائيل غدة سرطانية يجب ازالتها من جسد الأمة الاسلامية وان هذا الكيان لا يمكنه فعل أي شيء وانه ذاهب الى الزوال) والحقيقة انها عقيدة راسخة لدى جميع المذاهب الاسلامية بل حتى المسيحية وهو اليوم الموعود الذي يختبأ فيه هؤلاء القتلة المجرمين خلف الحجر والشجر قبل أن يقاتلهم الامام الحجة المنتظر مهدي آل محمد (ص) والسيد المسيح (ع) .

اكذوبة اسرائيل الكبرى أرادوا لنا تصديقها خاصة بعدما هيأت كل الأدوات والأسباب بخنوع الحكام العرب والمسلمين أمام هذه القدرات العسكرية المتفوقة !! في استنزاف جميع مقدراتهم المالية وهو الجزء الأهم من هذه اللعبة القذرة واجبارهم في شراء اسلحة دفاعية وغالبا ما تكون قديمة أكل الدهر عليها وشرب وأصبحت خارج الخدمة .. وظلت آلاف المليارات من دولارات أبناء الخليج قابعة في الخزانة الأمريكية والبريطانية في الوقت الذي يحرم فيه شرفاء البحرين والسعودية من أبسط حقوقهم المشروعة !!! وبعد كل هذ الخنوع يجب على هؤلاء الحكام تقديم واجب الطاعة العمياء حفاظا على عروشهم الخاوية وهذا ما نجده اليوم جليا في دويلات كقطر والبحرين والسعودية ! هذا الثالوث الصهيوني الخبيث الذي أقسم أن يجزأ جسد الأمة الاسلامية ويكون عرابا للعدو!

لقد اكتشف العالم كل المخططات الصهيونية للإيقاع بين المسلمين من جهة ودول العالم من جهة أخرى تحت ذرائع المظلومية والابادة القومية والدينية لليهود وقد فشل نتنياهو في كسب المزيد من التأييد والدعم لسياسته الرعناء والعدوانية على حساب قضايا العرب والمسلمين خاصة بعد مسرحية الرسم الكارتوني في الامم المتحدة وتخويف العالم من القنبلة النووية الايرانية المزعومة ! والتغافل عن امتلاكه لصواريخ نووية قد تبيد العالم عن بكرة أبيه !!

ان المشهد السياسي العالمي يؤكد انحسار التأييد لدولة اسرائيل اللقيطة خاصة بعد التحرر من عقدة اسرائيل في الغرب وبداية ظهور شخصيات سياسية وشركات تجارية كبرى تلقي باللائمة على الصهاينة في تلبيد الأجواء العالمية وتحميلها الجزء الأكبر في عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في العالم وتريد محاسبة ومقاطعة اسرائيل ولسنا بعيدين عن البارحة حيث شاهدنا تجاهل الرئيس الأمريكي أوباما لدعوات النتن ياهو بمهاجمة ايران وبالتالي تحريض نتنياهو للجالية اليهودية الأمريكية بالتصويت للمرشح الجمهوري رومي مما اثار حفيظة الادارة الأمريكية وعلى رأسها الرئيس أوباما ...

ولمعرفة أهم الأسباب في تغير المواقف الدولية هو بروز ايران كقوة اقليمية مؤثرة ونوجز هذا الأمر في ما يلي:

أولا :نجاح ايران في تبنيها لفكرة الامام الراحل بعدم الارتماء والركون للغرب وتطبيقها لسياسة لا شرقية ولا غربية ومواصلة تحديها للكيان الصهيوني والطاغوت الأكبر (أمريكا) كما سماها الخميني رحمه الله جعل منها قوة اقليمية يحسب لها ألف حساب خاصة بعد التفوق الايراني في عدة مجالات وعلى رأسها التكنلوجي والعسكري ومجال الطائرات والأقمار الصناعية والمفاعلات النووية السلمية . كل ذلك عزز من مواقف الشعوب العربية المقهورة وزاد من ثقتها في القدرة على كسر حاجز الخوف ومواصلة تحديهم الكيان الصهيوني وعملائه من الحكام العرب .

ثانيا : كسر البعد الطائفي والقومي ووصول كافة أنواع الدعم من قبل حزب الله وايران الى عمق الاراضي المحتلة وعلى رأسها قطاع غزة والوقوف مع الشعب الفلسطيني في محنته وصراعه مع الكيان الصهيوني الغاصب !! في الوقت الذي تخلى فيه الحكام العرب عن تقديم مثل هذا الدعم بل تآمر معظمهم بالعمل والتنسيق مع هذا الكيان لقتل المقاومة ورموزها في فلسطين وسوريا ولبنان ...

ثالثا : مصداقية حزب الله وتفوقه في حرب تموز على الكيان الصهيوني أعاد للعرب والمسلمين كرامتهم وأعطى زخما قويا للفصائل الفلسطينية في مقاومة العدو خاصة بعد التنسيق المعلوماتي والاستخباري الكامل بين الحزب وهذه الفصائل ...وقد كان لطائرة الحزب بدون طيار الاستطلاعية والتي اخترقت العمق الاسرائيلي على مسافة أكثر من 100 كيلومتر وتصويرها للنقاط العسكرية والحساسة الاثر الكبير في دعم المقاومة الفلسطينية التي انطلقت قبل يومين بعد مقتل القائد الجعبري وتؤكد بعض المصادر الموثوقة عن تعاون معلوماتي كبير في المجالات العسكرية والاستخباراتية بين أطراف المقاومة وقد فوجئ العدو الصهيوني بوصول صواريخ القسام الفلسطينية الى تل أبيب والقدس المحتلة واسقاط طائرة استطلاع واصابات أهداف مهمة في العمق الاسرائيلي ومازال التعتيم الاعلامي الكبير في عدم الاعلان عن المواقع التي اصيبت في حين لم تستخدم المقاومة كل الوسائل والاسلحة والخيارات التي لديها !! وهذا ما يعزز مقولة ان هذه الصنيعة وهمية وزائلة ولا قيمة لأسلحة الكيان الغاصب اذا ما اتحد الفلسطينيون أولا وتفوق المسلمون على ذاتهم واتحدوا فيما بينهم

ان طائرة حزب الله الاستطلاعية وصواريخ القسام الفلسطينية غيرت المعادلة العسكرية من جديد وهزت أركان الكيان الصهيوني وأفقدته صوابه في حربه المعلنة على أبناء غزة اليوم والتي جاءت تحت اسم( عملية عمود الدخان ) ... علما اننا لا ننكر التفوق العسكري للعدو بطائراته وصواريخه وتكنولوجيته ولكننا نرى أيضا كسر حاجز الخوف والحصار على الشعب الفلسطيني وسنرى تفوقا في ارادة الشعوب ( اذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر ) وان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ، وما النصر الا من عند الله ..

أخيرا سينتصر أبناء المقاومة وتنتصر معها ارادة الشعوب وسيتم تلقين العدو دروس لن ينساها أبدا وسيعيد حساباته مرات ومرات قبل اتخاذه أي قرار فضلا عن فشل كل المخططات الصهيونية بتحريض أمريكا والغرب في جر ايران واستعدائها في حرب ضروس تأكل الأخضر واليابس واحراق المنطقة بأكملها ...

لقد عجز العالم عن مقارعة السياسة الايرانية وأثبت الايرانيون انهم يجيدون ادارة اللعبة السياسية بحنكة ودهاء واستطاعوا ادارة جميع الملفات الداخلية منها والخارجية بكل حرفية والأدهى من ذلك استمالة الدولتين العظمى روسية والصين في تكتل جديد مع ايران .. ستبقى العيون شاخصة الى هذا الفن الرفيع من ألوان السياسة ودهاليزها وليتنا نتعلم القليل القليل.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك