المقالات

المسؤول ومخافة الله

645 06:32:00 2012-11-14

خضير العواد

الذي يقنن تصرفات وأخلاق أي إنسان مجموعة من العوامل أهمها التعاليم الدينية والمبادئ الإنسانية والتقاليد والأعراف ويشرف عليها جميعاً مخافة الله سبحانه وتعالى ، فهذه العناصر التي تهذب الإنسان وتنظم علاقته مع إخوانه وجميع الكائنات التي تعيش معه على هذه المعمورة ، وفقدان تأثير واحد من هذه العناصر سوف تؤثر على أفعاله وكلماته ومواقفه ، لهذا فأن المقياس الحقيقي لأخلاق أي أنسان يعتمد على عمق تأصل هذه العناصر في داخله وخصوصاً المخافة من الله سبحانه وتعالى ، فكلما ضعف أو قل تأصل هذه العناصر نلاحظ تصرفات الإنسان تسوء حتى يصبح إنسانٌ شرير لايحب فعل الخير والإحسان بل يتلذذ بأذية ما يعيش حوله من إنسان أو حيوان ، والإنسان السيء الذي لا يخاف الله سبحانه وتعالى والعوامل أعلاه غير متأصلة في وجدانه نلاحظه كألبركة الراكدة (الماء الأسن) عندما تنظر إليه لا يوحي لك بشيء ولا يُظهر لك شيء مهم سوى قد يكون منظره غير جميل وفي بعض الأحيان غير قبيح ولكن عندما تحركه بشيء ما يُخرج لك رائحة كريهة وكلما أكثرت الحركة فأن رائحته النتنة تقوى وتكثر ، فهذه الحركة هي التي أظهرت حقيقة هذا الماء الراكد وبيّنت خبث صفاته ، فهكذا الإنسان الذي يفتقد العوامل المقننة لأخلاقه وخصوصاً مخافة الله سبحانه وتعالى فأن التجربة هي التي تبين حقيقته ومعدنه فإذا أُعطيَ مسؤولية فأنه سيخونها بمختلف الطرق لأنه يفتقد لمن يردعه ويقوَّم تصرفاته ، وإذا دخل في تجربة ما فأنه لا يظهر منه إلا السيء من الصفات ، أما الإنسان الجيد الذي تتأصل العوامل أعلاه في وجدانه وخصوصاً مخافة الله سبحانه وتعالى فأنه كألوردة التي تمتلك جمال بعض الشيء مع بعض الأشواك الصغيرة لكي تدافع عن نفسها وسط هذا العالم القاسي ، فأن منظرها الخارجي لا يوحي بشيء فقط بعض الجمال ولكن حركها فأن رائحتها الطيبة ستخرج لك وتملئ أنفك كأنها تحيَّك وكلما أكثرت الحركة فأن رائحتها ستكثر وتصبح أقوى كأنها تقول كلما حركتني فأنني أعطيك من طيب الرياحين لأنني لا أمتلك غيرها وفاقد الشيئ لا يعطيه ، والإنسان الجيد الذي تتأصل فيه المبادئ وإحترام التقاليد والأعراف والإلتزام بتعاليم الدين الحنيف والمخافة من الله سبحانه وتعالى وهذه أهمها وأخطرها لأن المؤمن كما يقول الحديث الشريف مابين الرجاء والخوف فأن التجارب الصعبة والمواقف الحساسة لا تُظهر منه إلا الجميل من الصفات والمواقف لأنه يمتلك من يقنن كلماته وأخلاقه وتصرفاته وأفعاله ، لهذا فأن أغلب المسؤولين العراقيين لاتتأصل في أعماقهم العوامل المقننة أعلاه وخصوصاً مخافة الله سبحانه وتعالى لهذا نلاحظ لايخرج منهم إلا السيء من الصفات إتجاه الشعب من الخيانة في المسؤولية والإستهزاء بحقوق الضعفاء وعدم أحترام أرواح الناس وغيرها من الصفات الرديئة التي تظهر منهم عند وضعهم في أي موقف أومكان كأنهم يقولون إننا لا نتمتلك الصفات الجيدة لأننا لا نخاف الله سبحانه وتعالى وفاقد الشيء لا يعطيه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك