المقالات

كل ايام الله عيد

602 11:03:00 2012-10-28

حميد الموسوي

ندري انك ستمر حزيناً رتيباً كما مر قبلك عيد رمضان وعيد الميلاد وعيد القيامة. ولولا القدسية التي حُملت بها مع نظرائك لكان الاهتمام بك لايتجاوز اهتمامنا بعيد الام وعيد الطفل وعيد الشجرة ومثيلاتها، مع ان مخاليق الله "الفايخين" ابتكروا ويبتكرون المزيد من الاعياد لينغمسوا في فرح وسرور وسعادة ونشوة على مدار السنة، اذ لم تعد الاعياد الدينية التقليدية والتراثية قادرة على استيعاب حاجتهم للفرح واشباع رغبتهم في الاستمتاع والمرح والتغيير والتغلب على متاعب ومنغصات العمل ورتابة الحياة اليومية وهمومها وفواجعها.كان اهلنا يطلقون عليك لقب العيد الكبير ويسمونك بـ"عيد الموتى" لانهم يصبحون بك عند مقابر اهلهم واسلافهم، ثم صاروا يقضون ايامك مناصفة بين المقابر وبين السجون، والسعيد فيهم من وجد حبيبه بين السجناء وتعيس من ظل يتنسم اخباره من المسجونين الذين يطيبون خاطره بكلمات عزاء ويعللونه بالآمال: عسى ان تجده في السجن الفلاني، وهم يعلمون علم اليقين ان شفلات عبد الله المؤمن قد سوت به الارض مع الوف امثاله في مقبرة جماعية مجهولة الحدود.ومع كل ما حُملوا به من أسى كنا نلح عليهم بطلب الملابس الجديدة للعيد وهم لايملكون قوت يومهم فيفرون من لجاجتنا قائلين ان هذا "عيد الموتى"، مسوفين بأن "كل ايام الله عيد"!.ومضوا قبل ان يشهدوا ايام المفخخات والاّ لاحتاجوا لعدد كبير من اعياد الموتى!. لاشك ان ابناءهم واحفادهم اقل تعلقا منهم بزيارة الموتى بعدما صار الموت امرا مألوفا وحدثا عابرا.استميحكم العذر ان اسهبت في الحديث عن الموت والمقابر توطئة للعيد فقد دفعني لذلك الطفل "جعفر" ذو الخمسة اعوام الذي رفض ارتداء بدلة العيد الاّ بعد ذبح ضحية العيد لاخيه الكبير الذي اغتالته يد الارهاب الغاشم قبل عامين، وحرضتني جارتنا "اسيل" ذات العشرين ربيعا التي فقدت حبيبها في التفجيرات الاخيرة بعد اسبوعين من زواجهما والتي اصرت على قضاء العيد عند قبر زوجها في وادي السلام.وبعد.... حج مبرور وذنب مغفور لمن حجوا لاول مرة!.وعيد سعيد للفائزين في الانتخابت المقبلة برلمانين وحكومين..وكل ايام الله عيد لمن فروا بالمليارات ولكل ابطال الفساد المالي والاداري ولاصحاب الرواتب المليارية. وصبر جميل لفقراء الوطن حتى يلاقوا ربهم نظيفي اليد والعرض والضمير.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك