المقالات

المرأة العراقية والتجربة الديمقراطية الجديدة

1352 17:58:00 2007-03-20

( بقلم : نسرين الفتلاوي )

في مسيرة الأربع سنوات الأخيرة من عمر العراق الحديث سجّلت التطورات الاجتماعية والاقتصادية كثيرا من المتغيرات. كان من أبرزها صعود دور المرأة العراقية وتعاظمه،  ففي الوقت الذي كانت فيه المرأة خلال سنوات البعث المقبور حبيسة الفكر البعثي الأوحد.. وفي وقت كانت لا تخرج الى خدمة المجتمع الاّ بعثية أو متواطئة إلا ما ندُر وحينها ستواجه الكثير من الصعوبات والعراقيل في حياتها العملية لأنّها يجب ان تبقى مسلوبة الإرادة بلا حراك ولا قرار حالها حال الكثير من الرجال حيث دفع النظام المقبور بأجهزته ومؤسساته الخاصة عن طريق تنظيمات ما سماه اتحادات النساء وغيرها لكي تنهض بمهمات خطيرة من نمط عمليات التسقيط الأخلاقي بغايات معروفة تخص مطاردة الحركة الفكرية والسياسية العراقية المعارضة له فضلا عن تلبية نوازع زبانيته الوحشية الرخيصة..

الا أن المرأة العراقية وفي ظل الوضع الجديد الذي نتج بعد سقوط النظام الدكتاتوري البائد في التاسع من نيسان 2003.,استطاعت أن تستفيد من الفرص المتوفرة نسبيا وتمكنت من أن تحتل مراكز حساسة في ادارة الحكم وأن تحصل على نسبة 25% في مراكز صنع القرار في المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وان تساهم بشكل فعال في الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي العراقي.ودائرة شؤون المرأة هي احدى مؤسسات المجتمع المدني التي تأسست 2003م نتيجة النظرة الشمولية الفاحصة والحرص الشديد على تشخيص استحقاقات المرأة العراقية عند شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قد) بعد ان كانت مغيبة لسنوات طويلة وفي عزلة تامة فلم يكن للمرأة في العراق وجود حقيقي يمكن الإشارة إليه مع سياسات الجهل والفكر الأوحد التي كانت مسيطرة على الواقع النسوي فجائت هذه الدائرة لتضع اللمسات البنائية لمرحلة جديدة تعيش المرأة فيها حياتها الإنسانية والفكرية والثقافية فاستمدت مبادئها من المبادئ العامة لمؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الإسلامي المنهجية للتبليغ التي مكنتها من التأثير في الواقع النسوي العراقي والتوسع والانتشار لانها مثلت القيم العليا والمبادئ الأصيلة والرؤية الإسلامية تجاه حركة المرأة في المجتمع وفهم حقيقة وجودها ومسؤولياتها وإيماناً منها بقدرة المرأة للقيام بالأدوار الريادية في قيادة الأسرة والمجتمع نحو برِّ الأمان يدا بيد مع أخيها الرجل من اجل تحقيق مبدأ الاستخلاف والأعمار لذا أصبحت دائرة شؤون المرأة علامة مميزة على طريق الرقي بالمرأة العراقية الاصيلة باعتبارها كياناً حياً يشارك الرجل في أهم عناصر صناعة التاريخ وانطلقت هذه الدائرة تستلهم ملامح حركتها على أساس منظور المرجعية الذي اعتمدته مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الإسلامي فكانت تلك المباركة الكريمة من قبل المراجع الأربعة وفي مقدمتهم المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني ( دام ظله الوارف) وهذا ما أكدته نصائحهم وتوجيهاتهم من خلال لقائاتهم مع مبلغات الدائرة ومسؤولاتها في ان يكون للمرأة العراقية دور في بناء العراق الجديد ونشر الثقافة وفق المعطيات الإسلامية وتفعيل مفهوم الإصلاح في الأمة الذي ينبثق من ثقافة المرأة التي تعتبر أهم جزء في المجتمع وعلى هذه المبادئ والقيم العليا واصلت مديرة الدائرة السيدة ماجدة شنون (عضو مجلس في محافظة النجف الأشرف ) والأخوات الفاضلات في دائرة شؤون المرأة حركتهن التبليغية في العراق فقد عقدت العشرات من المؤتمرات والندوات التثقيفية والتوعوية في كافة أنحاء البلاد.فقد تميزت الدائرة بوجود الكفاءات النسوية المتطورة وهي خاصية امتازت بها دائرة شؤون المرأة في استقطاب الكفاءآت العلمية النسوية وتطويرها من خلال الدورات التطويرية العلمية المستمرة التي تقيمها الدائرة لموظفاتها وبكل الاختصاصات في خطوة متقدمة من الاعتماد على الذات واستخراج الطاقات المكنونة لدى المرأة العراقية وقد أخذت مديرة الدائرة السيدة ماجدة شنون على عاتقها ومنذ بداية تأسيس الدائرة الإشراف الكامل والمباشر على كل مفاصل العمل وبكل تفاصيله لكل مكاتب وفروع الدائرة البالغ عددها 34 فرع في كل محافظات العراق فكانت تقود المؤتمرات وتشارك فيها وتبني العلاقات الطيبة للدائرة مع الجمعيات والمؤسسات النسوية في العراق ودول الخارج فكان لها عدة سفرات لمجموعة من الدول منها كوريا الجنوبية والكويت وسوريا والسعودية وإيران بالإضافة لذلك كان لها الكثير من المشاريع على نطاق محافظة النجف الأشرف حيث أقامت المؤتمر القرآني النسوي في المحافظة ومؤتمر مؤسسات المجتمع المدني كما انها كانت الداعية والمتقدمة للكثير من التظاهرات والاستنكارات التي عبرت فيها المرأة النجفية عن رأيها وعن وجودها في الواقع السياسي العراقي .أن هذه الانجازات و هي كثيرة لهذه المؤسسة النسوية الغراء التي تضم في صفوفها وطليعتها كل مُنصفٍ لقضية المرأة؛ نساءً أو رجالا من تلك الثلة التي قد إعتبرت العمل الثقافي والتبليغي ؛ قضيتها الحية في المجالات المختلفة للحياة الاجتماعية والسياسية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك