( بقلم : المهندسة بغداد )
كذبتم وبيت الله نترك مكة ونظعن الا أمركم في البلابل كذبتم وبيت الله نُبزى محمداً ولما نطاعن دونه ونناضل جزى الله عنا عبد شمس ونوفلاً عقوبة شر عاجلاً غير اجل ونحن الصميم من ذؤابة هاشم وال قصي في الخطوب الاوائلفأبلغ قُصياً أن شينشر أمرنا وبشر قصياً بعدنا بالتخاذل
أبيات منتخبة لقصيدة بليغة جداً لايستطيع أن يقولها الا من نُسبت اليه الا وهو أبو طالب عليه السلام والذي لازال هناك من يشكك في اسلامه !! ولو قرأ المشكك هذه القصيدة لما اصر على ما هو عليه الا ان على قلوب اقفالها 0 قال الامام الصادق ع ( كان امير المؤمنين يعجبه أن يروي شعر أبي طالب ع وان يدّون وقال تعلموه وعلموه أولادكم فانه كان على دين الله وفيه علم كثير ) فأين أمير المؤمنين من مناهجنا وما تحوي من شعر الجاهلية وتاركين نوادر وبلائغ كهذه الامية .
وقعت هذه القصيدة في يدي بورقة مطبوعة تحتوي أنتخاب لابيات القصيدة مع شرح لها ،ورقة واحدة لاتساوي قيمتها 50 دينار أحتوت أدلة وبراهين لوضع مكة ودور ال محمد في نشر الاسلام وتعاضدهم مع رسول الله وحتى اني لم ادفع قيمة الورقة فلقد وزعها موالي صالح لم يرد سوى ثوابا وخدمة يؤديها لال محمد .وكعادتي لم اكتفي بان اتشكر من الشخص دون ان اساله من صاحب الفكرة في طبع هكذا اوراق وكتيبات متواضعة في الشكل عميقة في المضمون فيجيب مبتسماُ أهل الخير اختي .
كم كنت اتمنى ان اتعرف على واحد من اهل الخير هؤلاء ليدلني على باب فٌتحت بعد سقوط الصنم لكن بدون ان يكون لها عنوان وصفة ، باب لنشر علم محمد وال محمد وتصحيح مفاهيم خاطئة أنتشرت ابان العهد البائد جعلت الجيل الجديد في تخبط بين الحق والباطل ، لم استطع ان استدل على هذا الباب ولكني تمنيت لهم الموفقية وكنت ممتلئة الرغبة في ان اساعدهم فيما لو وجدتهم .
كان كل شيء جديد بعد السقوط وغير منتظم ومع مرور الوقت أستقر الوضع ولتبدأ دوائر الدولة بفتح أبوابها ولتكون البداية لي في تجربة جديدة مع العمل وشاءت الظروف أن اعمل مع مجموعة من الشباب الطيبين يمثلون كادرا عاملا في احد المؤسسات التي كانت تنتظر أن تسير عجلة العمل ونحن معها ننتظر لا نعمل شيئا سوى الحديث عن ذات المواضيع في محاولة لقتل الوقت ، كنت اجلس ساعات طويلة بمفردي أتصفح كتابا او اقرأ جريدة بدون تركيز فلقد كانت الغرفة المجاورة لي والتي تضم هؤلاء الشباب تعج بالفوضى ما بين اصوات موبايلات الى نقاشات تنتهي احيانا بالشجار ،كانوا جميعا أناس لاتريد شيءا من الحياة سوى ان تعيش ،يتكلم بسطحية وتتصرف بعفوية الا شخص واحد لفت انتباهي هدوءه وصمته واتزانه .
شخص كان كثيرا ما يستاذن ليجلس على مكتب مجاور لمكتبي هاربا من ضجيج زملائه الذي يمنعه من الكتابة نعم كان هذا الشخص والذي يدعى قصي يجلس ساعات لايفعل شيئا سوى الكتابة ولايتوقف عنها الا اذا قاطعه احد او عندما اخبره ان الدوام قد انتهى فما يلبث الا ان يلمم اوراقه في تحفظ طالما حيرني فلم يسمح لاحد ان يلقي نظرة .
مرت الايام وبدات عجلة العمل بالدوران كان فيها قصي اشد الناس تفانيا واخلاصا كان قليل الكلام وان تكلم حذر ونصح وبين على قدر المستطاع فلم يتركني على غفلة من امري أغرق في بحر الفساد الاداري .انه هو نعم انه منهم انه من اهل الخير الذين ابحث عنهم .
ذلك الشاب ابٌ لـ 3 أبناء يعيش في غرفة مع اسرته المتوسطة الحال يعمل ويكدح ليعيل اطفاله شانه شأن الالاف الشباب لكنه اختلف عنهم بشيء فليده عقيدة مترجمة الى عمل لقد فرح بالتغير وأمن بالحكومة الجديدة فشمّر عن ساعديه ونزل ليخدم المجتمع بطريقة ومعه مجموعة من الشباب فلقد عرفت منه بعد ان وثق بي عندما قرا الرغبة في عيني بان اعرف ما يجري في المجتمع .
عرفت منه انهم يطبعون كتيبات دينية مبسطة ويطبعون اوراق توعية في فترة الانتخابات مثلا ويحاولون استقطاب الشباب لحلقات ثقافية ودينية واجتماعية يلقيها شباب متبرعون وان هذا الامر يتم في بيوتهم ويشتركون بلجان شعبية في مناطقهم يخدمون المنطقة ذاتها .
كنت افرح عندما كان يتحدث رغم كونه كان صامتا اغلب الوقت وكنت انا من يبادر بالسؤال فيبتسم قائلا ( شتردين تعرفين!! ) لم يكن مرائيا الا انني اقنعته انه عندما يتحدث يعطي اندفاعا للمقابل بان يحذو حذوه وزملائه . كان قلبي يمتليء شموخا وانا اسمعه كيف يجمعون المال من بعضهم البعض ليشتروا جهاز كمبيوتر وملحقاته يطبعون به او ملصقات واوراق يعملون بها كان دعمهم ذاتي نابعا من حبهم للحسين ع وشعورهم بالمسؤولية ، هؤلاء هم بحق من سمعوا نداء الحسين الا من ناصر ينصرني ؟ فلبوا الدعوة ورضوا ان يكنوا جنود مجهولين بعديا عن الاضواء بدون ان ينتقصون ممن يقفوا تحت الاضواء وانما يتكاملون معه من موقعهم ، لقد قسموا قوتهم مع الحسين ع فهنيئا لهم هذا التوفيق.
هنيئا لك يا قصي عملك الصامت ما بين مشاركة في تنوير عقول وبين متابعة الايتام والنساء وخدمتهم وبين عشرات المهام التي تقوم بها ولم تخبر بها احدا الا انني استنتجها عندما ارى تلك الملامح متعبة ومرهقة . هنيئا لابنائك الثلاثة واهل بيتكم الذين اخرتهم ليشاركوا في خدمة المنتخبين فلم تبخل على الانتخابات بوالدتك المتعبة وزوجتك وجعلتهم في خدمة المراكز هنيئا لهم هذا الاب والقائد.هنيئا لي لاني تشرف بمعرفتك وان كان لفترة قصيرة فتحت امامي افاق جديدة فلست وحدك من تريد خدمة المذهب واشكرك يامن اعتبرته قدوة واخ لي بجانب اخوة كثيرين اضعهم تاجا على راسي لانهم يخدمون الحسين ع.
شكرا لك لانك احسستني بالخجل من تقاعسي .
شكرا لك لانك شجعتني على الكتابة عندما اخبرتك انها هواية قديمة وقلت لي جدديها وانصري بها مذهبا ساميا.
شكرا لك لاني تعلمت منك ان العمل بصمت وحذر يتجي من الخطر ويجلب الظفر فحماية النفس لعطاء اكبر غاية الصواب .
شكرا لك لانك عندما سالت النصيحة بقاء ام انسحاب فاخبرتني بان لكل شخص دور سواء بقاؤ او انسحاب المهم ان يكون القرار في خدمة المذهب لقد ايدت فكرتي وجعلتني اعزم على الامر .شكرا لك لانك تعكس صورة رائعة لكلمة موالي .
وليس لي ان ادعو لك بكل خير واسال الله ان يحفظك وامثالك من كل شر واسال من لايستطيع ان يصل لمستوى هؤلاء الشباب ان يدعو لهم على اقل تقدير بان يحفظهم لهذا البلد والمذهب .
وشكرا لك عزيزي القاريء على سعة صدرك فلقد توقعت مني مقالة الا انك وجدت ما يقرب قصة لكني احببت ان اكتب عن نجوم مختبئة في ثنايا الايثار تستحق منا كل احترام وتقدير .فلكم مني يا عشاق درب الحسين تحية وسلام .
اختكم المهندسة بغدادhttps://telegram.me/buratha