( بقلم : • المهندس داود الزبيدي )
في الوقت الذي أرعبت فيه الزيارة المليونية التي وفق الله تعالى العراقيين الأصلاء إلى إحياءها سيرا على الأقدام إلى كربلاء االمقدسة لإحياء مناسبة أربعينية الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه صلوات الله وسلامه عليهم والتي قدرها بعض المراقبين بما يزيد عن تسعة ملايين زائرة وزائر في سابقة هي الأولى في التأريخ الحديث مما جعل معتمد المرجعية العليا يصفها وهو صادق كل الصدق بالفتح الكبير أقول أرعبت من أرعبت من من لم يفهموا للآن عظمة وسمو المبادئ التي استشهد من أجلها إبن بنت خاتم الأنبياء والمرسلين فأخذوا يشككون في أعداد الزائرين تارة أو يصطادون في الماء العكر بحثا عن حالة منفردة هنا أو هناك فمرة يقولون إن كربلاء صغيرة المساحة ومرة أخرى يقارنوها بمدينة مكة وهم الذين لم تطأ أقدامهم أرض كربلاء المقدسة ولم يتعرفوا على كرم وطيبة نفوس أهليها الذين فتحوا بيوتهم حتى ولو صغرت مساحتها للزوار سواء للصلاة أو للأكل أو للنوم وحتى للاستحمام وهم إما جمعوا عوائلهم في بيت من بيوت أقربائهم أو أسكنوا عوائلهم غرفة واحدة من الطابق العلوي هذا ناهيك عن المباني العامة والحسينيات والجوامع إضافة إلى ذلك فإن توافد الزوار الكثيف لم ينقطع منذ فترة أكثر من إسبوع من موعد ذكرى الأربعينية وحتى بعد يومين أو ثلاثة أيام من الموعد.
نجد وبعد أيام قليلة إن الجموع المليونية عادت وإتجهت هذه المرة نحو النجف الأشرف لزيارة أمير المؤمنين عليه السلام بمناسبة أليمة أخرى هي ذكرى وفاة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم فقد وفقني الله تعالى لأشاهد بأم عيني الجموع الزاحفة سيرا على الأقدام نحو النجف الأشرف مكن عدة محاور رئيسية وهي طريق الديوانية - النجف وطريق كربلاء- النجف وطريق الحلة- النجف وهم يرفعون رايات الإسلام والسلام والأعلام العراقية وكأنهم يجيبون على من يتهمهم بالطائفية أو بعدم الولاء لبلدهم العريق فبارك الله بهذه الزيارات المقدسة وبارك الله بمواكب خدمة الزوار.
وبهذه المناسبة أود أن أضع جزء من رسالة لي حول موضوع الزيارة إلى أحد أصدقائي ممن يعيشون خارج العراق نص الرسالة الأخ العزيز أبو ..........المحترمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعظم الله أجوركم بمناسبة ذكرى أربعينية الإمام الحسين وأخيه كافل الحوراء زينب الإمام العباس وأهل بيته وأنصاره شهداء واقعة ألطف الخالدة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
أتمنى أن تكون تابعت جوانب من الزيارة المليونية التي وفق الله تعالى شيعة أمير المؤمنين ع في العراق على إحياءها سيرا على الأقدام ولمسافات بلغت مئات الكيلومترات رجال ونساء وأطفال ومعوقين الجميع اتجهوا صوب عاصمة الدنيا أيام زيارة الأربعين وذلك على القنوات الفضائية التي تابعت الموضوع مفصلا هناك بعض الحالات وصل الزوار إلى كربلاء زحفا وبذلك طبقوا عمليا ( لو قطعوا أرجلنا واليدين نأتيك زحفا سيدي يا حسين )
الكل لم يقصروا سواء بالزيارة أو بخدمة الزوار وفتحت السرادقات والبيوت والمضايف على طول الطريق إلى كربلاء المقدسة وقبل البيوت فتحت العيون والقلوب أي والله العيون والقلوب لراحة الزوار وإطعامهم والتخفيف من أتعابهم وأوجاع أقدامهم ماذا أقول لك أخي العزيز يشهد الله إن دموعي تنزل وأنا أكتب لك هذه الكلمات المباركة وأنا أستذكر شواهد أخوتك وأخواتك أبناء عراق علي والحسين التي رفعت ليس رؤوسنا وإنما رؤوس المسلمين جميعا تصور أخي العزيز إضافة إلى الأكل والشرب والفواكه بأنواعها والدواء كان هناك من يقدم حتى الجوارب الجديدة للزوار وهناك من جلس يبكي عند الغروب لأن الزوار لا يدخلون بيته القريب والذي أعده لراحة الزوار طبعا الزوار في هذا الوقت يودون قطع مسافة أكبر باتجاه كربلاء المقدسة قبل أن يتوقفوا للاستراحة والمنام وهناك عدد من الزوار ذهبوا مع أحد ألإخوة الذي ألح في طلب استضافتهم وبعد أن جلب الماء الدافئ لهم هو وأولاده ليغسلوا أرجلهم ثم ليقوموا برش الماء في جوانب الدار للتبرك بالزوار وبعد أن أتموا الوضوء لصلاة المغرب والعشاء فوجئو بعدم وجود ترب كافية لهم للسجود وذلك لأن صاحب الدار من أخوتنا وأحبتنا أهل السنة .
وإن الفعلة الشنيعة للتكفيريين النواصب أعداء الله والإنسانية بإستهداف الزوار المسالمين المقدسين الذين لايحملون سوى رايات أبي عبد الله الحسين ومحبة النبي محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه وأتباعه المنتجبين بالتفجيرات التي حدثت في الحلة أو بالرصاصات التي انطلقت من بعض أحياء بغداد زادت الزوار إصرارا على إتمام زيارتهم لا بل أدت إلى مضاعفة أعداد المواكب والزائرين من عشاق الشهادة على طريق كربلاء حسب ما أكده أهالي مدينة بغداد فلله الحمد على هذا الفتح الكبير وهذا التوفيق المبين كما قلت أخي العزيز
أرجو أن تتقبل تحياتي وأمنياتي لك ولعائلتك الكريمة بالخير والموفقية مع محبتي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
https://telegram.me/buratha