المقالات

الحرب على سوريا .. الاسباب والدوافع .. والرد العقلاني.

2440 14:51:00 2012-10-11

بقلم / عبد المنعم الحيدري

في البداية لابد من معرفة ماهي الحرب ؟ والحرب هي عبارة عن ظاهرة معقدة ومركبة وهي وسيلة لتحيق هدف سياسي خاضع لإرادة صاحب القرار.ومن هنا يتضح لنا ان الحرب هي وسيلة عسكرية لتحقيق غاية سياسية كان قد خطط لها صاحب القرار بعد ان جمع المعلومات التي يراها هو كافية لشن الحرب وتعد هذه المعلومات هي الاسباب والذرائع التي تدفع باتجاه الحرب.تعيش المنطقة العربية اليوم وضعا قلقلا ومحرجا للغاية وذلك بسبب الحرب التي شنت على سوريا ولكن ليس بنفس الاسباب التي سوقتها الدول التي شنت الحرب على سوريا بل هناك اسباب ودوافع حقيقية لابد من توضيحها.هناك مجموعة اسباب تؤدي الى اشعال فتيل الحرب بين دولة وأخرى او مجموعة دول ولا يمكن لهذه الاسباب ان تجتمع كلها في حرب واحدة بل تتفاوت بين حرب وأخرى .اما في الحرب على سوريا فأن هناك ثلاثة اسباب هي الاصل في تلك الحرب اما ما تدعيه واشنطن وانقرة والرياض والدوحة ومن ثم القاهرة التي اصبحت تابعة لذلك المحور المتحالف فهي اشبه بذر الرماد في العيون .السبب الاول هو العامل الايديولوجي وان سوريا حتى هذه الساعة لم تغادر المعسكر الاشتراكي ولم تترك قلعة المقاومة والممانعة وترفض التطبيع مع الكيان الصهيوني سرا وعلنا وتدعم وبشكل واضح وصريح حركات المقاومة في لبنان وفلسطين المحتلة وهذا ما يزعج الغرب وبقية الدول التي طبعت علاقاتها سرا وعلنا مع الكيان الصهيوني.اما السبب الثاني فهو العامل الاقتصادي وان سوريا بنظامها الحالي الممانع والمقاوم قد اصبح عقبة كئداء امام مشروع الغاز الذي ينطلق من قطر مرورا بالسعودية والأردن ثم سوريا عابرا الى اوروبا من خلال تركيا وان وجود نظام بشار الاسد بصيغته الحالية يجعل هذا المشروع الاقتصادي محكوم عليه بالفشل لكونه اخر حلفاء روسيا في المنطقة.ومن باب الحفاظ على مصالحها دخلت روسيا على خط الحرب من موضع الدفاع عن سوريا بينما يرى اخرون ان موقف روسيا جاء ومن باب الرد بالعرفان والجميل لهذا الموقف لا من باب المصالح فهي قادرة على الحفاظ على مصالحها مقارنين ذلك بموقف رئيس مكتب حماس خالد مشعل الذي اصابه الجحود المطلق للموقف السوري اتجاهه شخصيا.اما السبب الثالث والأخير فهو عامل السيادة والسيطرة الشمولية على العالم من قبل الادارة الامريكية او ما يسمى بالهيمنة لكي تجعل الدول التي ما غادرت منظومتها العقائدية ان تسقط مهما كلفها ذلك وان تأتي بنظام جديد يدور في فلكها خصوصا اذا كانت دولة مثل سوريا تتمتع بموقع استراتيجي وخصوصا الحدود التي تربطها مع فلسطين المحتلة من قبل الكيان الصهيوني والذي يعد من اهم المصالح الامريكية في المنطقة العربية.هذه هي اهم الاسباب والدوافع الحقيقية التي تسببت بالحرب على سوريا.لكن سوريا كيف تعاملت مع ما يجرى وكيف كان الرد على هذه الحرب؟اولا ان الحرب لم تكن مباشرة بل كانت حربا بالانابة وقد جلبت واشنطن والرياض وانقرة والدوحة كل القوى المتطرفة والتي كانت تقاتل في افغانستان والشيشان وليبيا وغيرها من الدول التي كانت مضطربة الى سوريا عبر تنسيق مخابراتي بين تلك العواصم وانخرط قسم من السوريين معهم في هذه الحرب الا ان القيادة في سوريا كانت امام امرين الاول ان تذهب الى معركة تستخدم فيها قوة بحته من اجل الانتصار وإنهاء تلك الحرب والقوة البحته تحتاج الى عوامل ثلاثة اهمها القرار السريع ومحاصرة ارض المعركة وتوجيه قوة نار بكثافة عالية تقضي على كل العناصر المسلحة في ارض المعركة. او تذهب الى حرب الاذعان وهذا ما فعلته حيث كان الرد عقلاني عبر استخدام نسبة خمة عشر بالمئة من قوات الجيش السوري النظامي وعدم محاصرة ارض المعركة من اجل اعطاء فرصة لمن غرر به ومن شاء ان ينسحب وهذا يدل على استقرار نفسية صانع القرار وانه لا يلاحق الاحداث ولديه معلومات يستطيع من خلالها ان يبنى عليها قرارا عقلانيا فجاء الرد بحكمة عالية دون ان يكترث بما يدور في الخارج.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك