المقالات

قذيفة عراقية مقابل كل قذيفة عثمانية تركية على شمال العراق!

607 16:11:00 2012-10-07

الشيخ حسن الراشد

اعتادت مناطق شمال العراق على سماع دوي الانفجارات لقذائف المدفعية التركية او قصف طائراتها بالصواريخ لقرى وبلدات شمال العراق وجبالها بحجة مطاردة المقاتلين من الحزب العمال الكردي التركي الذي يقاتل قوات الانكشارية الدنكشونية الطورانية التركية العثمانية .

لم يمر يوم دون ان تسقط العشرات من القذائف والصورايخ العثمانية الاردغانية التركية على شمال العراق ‘ ولن يمر يوم دون ان تخرق الطائرات المعتدية العثمانية لاجواء وسماء العراق وتترك الرعب والذعر في صفوف السكان والمدنيين الكورد في الشمال دون تجابه برد عراقي مماثل تسقط تلك الطائرات او تحذرها من مغبة الاستمرار في الاعتداء على حريم العراق وشعبه .

وكان اخر تلك الاعتدءات هو يوم امس عندما اغارت الطائرات التركية ومدفعيلت اردغان قرى كردية عراقية في منطقة الزاب الواقعة على حدود بادينان المحاذية للحدود التركية وقد اخلى السكان قراهم في وقت سابق خوفا على حياتهم من القصف المدفعي التركي المستمر وغارات الطائرات الحربية التركية .

هذه الاعتداءات لم تقابلها اية ردود عراقية عسكرية بل ولم يقم الجانب العراقي بالرد الحازم حتى بالطرق الديبلوماسية او وقف التعاون مع الاتراك والغاء الاتفاقيات التجارية معه ..لانعرف كي يحق للاتراك ان يطاردوا المقاتلين في الحزب الكردستاني التركي بعمق الاراضي العراقية والاغارة  بالطائرات الحربية على مواقع وقرى داخل العراق ولن يحق للعراق بالرد على هذا الاعتداء بالطريقة ذاتها وبالقصف المدفعي البعيدة المدى دفاعا عن سياته وعن مواطنيه ؟

لا ندري كيف يحل لتركيا الاردغانية من الرد على قذيفة سورية وهي تطارد الارهابيين وعصابات القاعدة المنتشرة بكثافة على الحدود السورية التركية وهي تلقى الدعم اللوجستي من قبل المخابرات التركية وتقصف مناطق سورية بحجة الرد على مصادر النيران ودفاعا عن سيادتها ولا يحق للعراق ان يرد على عشرات بل المئات من القذائف التي تتساقط باستمرار على الاراضي العراقية وتقصف عن عمد وعن سبق اصرار ؟

ولماذا الامريكيون الذين تربطهم بالعراق اتفاقيات امنية ومعاهدات تم التصديق عليها رسميا قبل الانسحاب لم يشجبوا الاعتداءات التركية وانتهاك طائراتها الاجواء العراقية ولم يغضبوا لعمليات اردوغان العدائية ضد العراق وفي المقابل تغضب امريكا لسقوط قذيفة مورتر سورية وبالخطأ في احدى مزراع تركية ويجتمع الحلف الاطلسي للنتديد بشيئ لا يستحق مثل هذا الاستنفار ؟

نحن نعلم ان لسوريا اوضاعا استثنائية بحكم النزاع المسلح القائم فيها والعالم العاقل وليس المجنون الذي يتبع اردوغان يعلم ان لسوريا النظام مبرراتها في ملاحقة العصابات المسلحة والارهابيين الطائفيين من اتباع القاعدة المدعومين  تركيا وعربيا وحتى غربيا ويحدث في مثل تلك الملاحقات والمطاردات ان تسقط خطأ قذيفة اوصاروخ هنا وهناك وعن غير قصد بل ومن يدري ان يكون هناك طرف ثالث من ذات الجماعات تقصف الجانب التركي لخلط الاوراق ولايجاد مبرر لاشعال حرب اوسع في المنطقة ولكن بماذا يبرر الاتراك قصفهم واغاراتهم بالطائرات وعن عمد  الاراضي العراقية وتهجير الالاف من المواطنين من مناطقهم وقراهم ؟؟

نحن نعتقد ان هناك غطرسة تركية عثمانية واستهتار اردوغاني لكرامة وسيادة العراق واستعباط للشرعية العراقية والشرعية الدولية وان الاتراك بمثل هذا التصرف الاحمق العدواني يثبتون انهم اوحش من الوحوش وانهم يمارسون دور الاستعلاء والانتهاك لسيادة الدول ولايختلف ان كان ذلك عبر تدخلهم المباشر عبر قصف اقليم الشمال او عبر دعمهم للارهابيين والقاعدة والسماح لهم للقتال عبر الاراضي التركية ضد الشرعية القائمة في سوريا وتدمير  مدنها وبلداتها ..

واليوم الحكومة العراقية مدعوة وبحزم ان تقف امام اطماع واعتداءات العثمانية الجديدة وترفع شكوى لكي مجلس الامن  وتدعو الجمعية العامة للامم المتحدة للاجتماع لممناقشة الاعتداءات التركية المستمر على العراق كما ان على العراق ان يرد بالاسلوب ذاته على الحماقة التركية وعدوانية الدولة الاردوغانية ولا تسمد للاتراك بان يستمروا في عدوانهم ويطلب من الحليف الامريكي ان يلتزم الحياد السلبي او يندد بالاعتداءات التركية مثلما نند بالقذيفة التي سقطت خطأ وهي تلاحق الارهابيين في مزرعة تركية ..

ان الموقف العراقي ازاء العدوان والغطرسة الاردوغانية ليس في مستوى المطلوب ومازال ضعيفا فلا يكفي الحديث شفهيا عن ذلك ولا يكفي الكلام بضروة الغاء تلك المعاهدة الصدامية مع الاتراك والتي سمحت لهم باقامة اربعة قواعد على الحدود في الشمال داخل العراق لمطاردة المقاتلين في الحزب الكردستاني بل لابد من موقف حاسم وعملي وحازم من كلتا السلطتين التشريعية والتنفيذية لمواجهة التهديدات والاعتداءات التركية ولابد للعراق ان لم يستطع جيشه اليوم القيام بالرد فليستعد لذلك عبر الاعداد لذلك والتوجه لمصادر التسليح المتنوعة دون الاعتماد على الجانب الامريكي الذييبتز العراق ويقف طرفا مع الجانب التركي بل عليه ان يتوجه شرقا والتسلح بالاسلحة الروسية المتطورة وبخبرات ايرانيةمتقدمة في مجال مكافحة العدوان والارهاب والا فلينتظر المزيد من الاعتداء والمزيد من التدخل التركي في الشأن العراقي والمزيد من الاستخفاف التركي بسيادة العراق والمزيد من الدعم الذي يقدمه الاتراك للاهاربيين واحتضانهم للقتلة والفارين من العدالة .

الشيخ حسن الراشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك