المقالات

لاجئو رفحاء وفدائيو صدام

958 07:33:00 2012-10-04

خضير العواد

عندما ثار الشعب العراقي على الطاغية صدام وأزلامه الذين عاثوا بالأرض الفساد وقتلوا الحرث والنسل ، تلك الإنتفاضة التي أسرّت الصديق وأغضبت العدو والتي كسرت حاجز الخوف عند الشعب العراقي ومن ثم عند العالم العربي بأسره ، تلك الإنتفاضة التي سطَرَ فيها أبناء العراق أحلى البطولات وأعظم التضحيات فقد قدموا الولد والأب والأخ ولم يبخلوا بشئ للعراق ، ولكن تكالبت الدنيا عليهم فأجتمع الشر العربي مع العقل الغربي فدفعوا صدام وأزلامه لضرب الشعب المنتفض وبلارحمة ، فقاوم الشعب بكل بسالة ولكن أختلاف القوى والدعم الدولي الذي حصل عليه النظام البعثي فرجح كفة العفالقة ، ولكن ضربة الإنتفاضة صحيح لم تنهي النظام البعثي ولكن قد كسرت ظهره وحطمت كبريائه وغطرسته بعد أن كان البعثيون يسيّطرون على الشارع العراقي وبشكل قوي ولكن بعد الإنتفاضة قد ظهر عليهم الإنكسار والذلة التي سقاها لهم شعب العراق البطل ، وبعد أن تأكد الثوار من فقدان الأمل في مقارعة النظام العفلقي فترك الكثير منهم الساحة العراقية فتوجهوا الى الهجرة ، فألتحقوا بمخيمات اللاجئين التي أنتشرت على حدود دول الجوار وخصوصاً إيران والسعودية في ذلك الوقت ، فقد تجمع الكثير من الثوار الذين شاركوا بهذه الإنتفاضة في مخيم رفحاء للاجئين العراقيين مع الكثير من العوائل التي شارك أبنائها في الإنتفاضة أو التي أرادت أن تنقذ حياتها من سطوة النظام الصدامي المجرم ، وقد عاش اللاجئون العراقيون في معسكرات معزولة وسط صحراء رفحاء المقفهرة وكانت هذه المعسكرات عبارة عن سجن كبير يمنع الخروج منه أو الدخول إليه ولكن بالرغم من ذلك كان اللاجئون يجتهدون في إيصال القضية العراقية الى المحافل الدولية ، وأصبح مخيم رفحاء محط أنظار الإعلام العالمي والمؤسسات الدولية التي كانت تجهل الكثير عن واقع الشعب العراقي ، ولكن وجود اللاجئون قد نقل ما يعاني منه الشعب العراقي الى العالم ، وقد تكررت هذه العبارة من أكثر من قيادي في المعارضة العراقية لولا أنتم يا لاجئي رفحاء لما وصل صوتنا الى الخارج ولم نحصل على المكانة التي وصلنا إليه الأن ، وقد عانا اللاجئون من خلال معاملة السعوديون الوحشية وكذلك غربة الصحراء القاتلة التي قضية على مستقبل الكثير من الشباب والشابات الذين خرجوا من العراق وهم في قمة شبابهم ، ولكن سنين الغربة قد قضت على أمالهم وتطلعاتهم في بناء مستقبل زاهر موعود ، اي أن اللاجئين في مخيم رفحاء قد وهبوا حياتهم ومستقبلهم الى العراق وشعبه لأنهم عانوا ما عانوا بسبب حملهم لراية النضال و الثورة ضد النظام العفلقي المستبد المجرم . وفي المقابل توجد شريحة من الشعب العراقي قد خدمة النظام وناضلت من أجل بقاءه في السلطة بل أعطت لنفسها أسم له مدلولات كبيرة ألا وهو فدائيوا صدام الذين قمعوا الشعب العراقي وظلموه وقتلوا خيرة شبابه ورملوا نساءه وعاشوا في ظل النظام الصدامي المجرم يتنعمون بخيرات العراق التي كان يغدق بها عليهم صدام المجرم ، فكان فدائيوا صدام اليد الضاربة للنظام البعثي التي كان يبطش بها جميع فئات الشعب العراقي ، ولكن بالرغم من التاريخ الأسود الإجرامي لهذه الفئة من الشعب نلاحظ الدولة العراقية الحالية التي نتجت من رحم هذا الشعب المجاهد فلم تلاحق هذه الفئة لكي ينالون جزائهم العادل نلاحظها فعلت العكس تماماً فقامت تترحم عليهم وتعطي لهم رواتب تعاقد لكي يعيشوا الحياة الكريمة بعد أن جعلوا حياة العراقيين كلها عذاب ومعانات ، وبالمقابل نلاحظ مؤسسة السجناء السياسيين قد أعطت ظهرها للذين كسروا حاجز الخوف وناضلوا وأعطوا للعراق كل ما يملكون وضاع مستقبلهم في رمل الصحراء بين الشوك والخيام بعد أن أقرَّ البرلمان العراقي قانون يعتبر لاجئي رفحاء سجناء سياسيين ، ولكن المؤسسة رفضت قبول هذا القرار تحت ذريعة تضيع حقوق السجناء الأخرين ، فهل يوجد إختلاف ما بين نضال السجناء في المخيمات الصحراوية الرفحاوية ونضال السجناء في سجون النظام العفلقي المجرم ، فجميعهم ناضلوا وأعطوا وضاع مستقبلهم من أجل العراق وشعبه ، ولكن المؤسف والمحزن في نفس الوقت أن رئاسة مؤسسة السجناء السياسيين من المناضلين ضد النظام العفلقي والذين عانوا من غربة الهجرة فكنا نتوقع منهم الترحيب بهذا القرار لا الرفض والممانعة التي تفاجئنا بها منهم ، إذا كان المناضلون هكذا يعاملون أبنائهم المضطهدين والسجناء الذين دفعوا ضريبة نضالهم وجهادهم ضد الأنظمة الفاسدة والمتسلطة فماذا نتوقع من الأخرين الذين كانوا يعيشون في ظل النظام البائد ، فإذا كان العراق الجديد يكرم القتلة المجرمين ويسحق المجاهدين والمناضلين فهل هذا هو العراق الذي ناضلنا من أجله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابن العراق
2012-10-04
شهدت مؤسسة السجناء السياسيين اجتماعا موسعا ترأسه معالي رئيس مؤسسة السجناء السياسيين الدكتور صفاء الدين الصافي وبحضور لجنة الشهداء والسجناء البرلمانية برئاسة الشيخ محمد الهنداوي وأعضاء مجلس الرعاية في المؤسسة . وتم خلال الاجتماع مناقشة عددا من القضايا التي من شأنها الارتقاء بعمل المؤسسة وتسليط الضوء على العقبات التي تحول دون الوصول الى تحقيق تلك الأهداف . وأكد معالي الوزير على القرار الخاص بأعتبار المعتقلة السياسية (كالسجينة السياسية ) مشددا على ضرورة تفعيل هذا القرار من قبل اللجنة البرلمانية وأيضا شمول السجناء السياسيين لعام 1963 وشمول محتجزي (رفحاء ) بقانون المؤسسة
احد مقاتلي الأنتفاضة
2012-10-04
رحم الله والديك كلمة حق قلتها نكرها الكثيريين ممن وصلوا الى السلطة على أكتافنا ..نعم والله نحن من كسر ظهر صدام وحزب البعث الفاسد نحن من أذل البعثيين بعد غطرستهم وطغيانهم نحن من قدم الغالي والنفيس من أجل عراق نظيف من البعث والبعثيين ولا ننكر ان ماقدمنا كان لوجه الله تعالى اولى لاكن عتبنا على أخواننا الذين وصلوا الى السلطة منذ عشر سنوات فوالله لو كان في السلطة اليوم نصرانيا او يهوديا او بوذيا لأنصفنا واعاد الينا حقوقنا لأننا اليوم غرباء في غربتنا وغرباء في وطننا. فهل هذا يرضي الله ايها الأسلاميون؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك