المقالات

انقرة بين خيارين كلاهما مر / بقاء الاسد او دولة علوية في تركيا

1635 01:07:00 2012-10-01

الشيخ حسن الراشد

معادلة لم يدركها اردوغان الا مؤخرا حيث التقسميات و عمليات التفتيت التي طالت الامبراطورية العثمانية تطلبت اقامة دويلات في عموم في الخارطة الجغرافية للشرق الاوسط تتداخل فيها الخطوط السياسية واخرى طائفية كنوع من الترضية لكل الاطراف التي حملتها اتفاقية سايكس بيكوا الى الحكم ولم تكن تركيا بمنأى عن تلك التقسيمات التي طالت كل اطرافها وتنازعتها الاطراف الدولية لتقيم على انقاضها هياكل تابعة لها او متماشية مع اجندتها وشروط الانضمام الى العالم الذي قاده ويقوده الكبار من خلال قانون "لعبة الامم"! .لعل حلم اردوغان في ضم سوريا الى مشروعه العثماني من خلال احتضان المتمردين والجماعات المنشقة الطائفية في اطار المجلس الاسطنبولي في طور التبخر بعد ان ادرك ان ثمن ضم سورية هو تقسيم تركيا وتحويلها الى اربعة دول ‘ ابرزها الدولة العلوية في انطاكيا واسكندرون تمتمد لتصل الى ادنا ومناطق شاسعة ينتشر فيها العلويون وبكثافة والارقام تتحدث ان عدد العلويين في تركيا يناهز الـ25 مليون علوي كما ان اسطنبول عاصمة القسطنطنية ومقر الاستانة وعاصمة الخلافة العثمانية يتواجد فيها اكثر من مليوني علوي !الغرب ومعها بعض الدول العربية وخاصة قطر ومملكة ال سعود يدفع تركيا للغرق في مستنقع الازمة السورية التي غدت تشكل اليوم نقطة تحول في تشكيل خارطة ليس الشرق الاوسط فحسب بل العالم كله وهو ما اشار اليه المسؤول الروسي الكبير لافروف الا ان زعماء العثماية الجديدة وبتماديهم في المسايرة مع مشروع اسقاط النظام السوري يتغافلون عن عمد عمق الكارثة التي تنتظر تركيا خاصة مع ادراك الجانب السوري لنقاط ضعف الدولة التركية وهي كثيرة ولعل ابرزها هي القضية الكردية وقضية الشعب العلوي في تركيا ومن هنا ايضا نفهم ابعاد قيام الدولة السورية بفتح الجبهة الكردية على الاتراك والتلويح بامكانية تسليح الاكراد بالاسلحة الثقيلة وصواريخ فتاكة دون ان تتطرق الى الجبهة العلوية التي غدت مفتوحة تلقائيا دون الحاجة الى تدخل او دعم سوري مباشر .والواضح ان العلويين في تركيا يشكلون اليوم الثقل البشري والسياسي في تركيا ورغم الاضطهاد التاريخي الذي لحق بهم وتهميشهم واضاعة حقهم في ان تكون لهم دولة على الاراضي التي تسمى اليوم تركيا الا ان امرين اساسيين كانا مانعين في تحقيق حلم العلويين في اقامة الدولة العلوية في تركيا ‘ الامر الاول سياسة القمع التي مورست ضدهم من قبل الدول القومية التركية حيث كان العلويون يتعرضون في تركيا لابشع انواع القمع والمصادرة لحرياتهم الدينية وفرض الطائفية عليهم من خلال التدريس القسري لمناهج التدريس المتبعة في المؤسسات الرسمية وممارسة التمييز الطائفي بحقهم ومنعهم من تطبيق شعائرهم وطقوسهم الخاصة بهم عبر سياسة الترهيب والقمع وحتى القتل لابناء العلويين .. الامر الثاني هو الايحاء اليهم بان النظام القائم في سوريا يمثلهم ولوبشكل غير مباشر رغم عدم تبني النظام في سوريا لمثل هذا الامر الا ان العلويين في تركيا كانوا قد اقنعوا انفسهم بان النظام السوري الحالي كون ان قادته من العلويين السوريين فانه يمثل نوع من الامتداد لهم وبالتالي اكتفوا بما هو موجود في سوريا دون ان يلجئوا الى فكرة الدولة العلوية الكبرى التي يحلمون قيامها في جزء من الاراضي التركية .المؤرخون المعاصرون لم يذكروا شيئا عن وجود دولة تمثل العلويين في سوريا الا ان بعض المطلعين على سياسة الدول العظمى ولعبة الامم اعتبروا عدم قيام دولة للعلويين في تركيا يرجع الى حسابات مناطقية وطائفية خاصة وان سيطرة العلويين على الحكم في سوريا لم تبدأ من اليوم الذي استولى فيه حافظ الاسد على الحكم في اوائل السبعينات بل كانت قائمة ولكن بشكل غير مباشر الا ان مرحلة رئاسة حافظ الاسد هي الفترة التارخية الحاسمة في تأسيس الدولة السورية المستقرة التي كانت تعيش فوضى الانقلابات العسكرية وغياب الوعي الجمعي لدي معظم شعوب المنطقة ولم يستثنى من ذلك العلويون في تركيا حيث ان تطور وسائل الاتصال وانتشار تكنولوجيا ايصال الكلمة صوتا وصورة اوجد وعيا ودراية بكثير من الامور لدي علويوا تركيا الذين رأو في قيادة الاسد تمثيل لهم وهو امر اعتبره بعض المحللين السبب في سكوت العلويين عن المطالبة بدولة لهم في تركيا الحالية .الاتراك اليوم يغامرون بمصالحهم وبوحدة اراضيهم من خلال دخولهم في مشروع خطير يكون هم الخاسرون بالدرجة الاولى فيه رغم الوعود التي اعطيت لهم من قبل بعض القوى الدولية والاقليمية في زعامة الشرق الاوسط واحلام الدولة العثانية على غرار وعود الانضمام الى اروربا التي اصبحت اليوم في خبر كان ‘ حيث ان مشروع اسقاط النظام الحالي بالضرورة سوف يؤدي الى تقسيم سوريا وسيطرة قهرية للعلويين السوريين على جزء منها وبالتالي بروز الانهيار في منظومة الدولة الموحدة في عموم الشرق الاوسط ولن تستثنى تركيا من ذلك حيث ان التقسيم سوف ينالها وان اول المنادين بحقوقهم ودولتهم هم العلويون الذين يشكلون ثلث سكان تركيا فيما الاكراد يبلغ عددهم 18 مليون كردي وسوف ينضم العلويون في تركيا الى العلويين في سوريا لتشكيل دولتهم الكبرى على اراضي واسعة لها امتداد في العمق التركي ومنافذ بحرية على البحر المتوسط يعوضون بذلك خسارة دولتهم في دمشق ..فهل يدرك الاتراك العثمانيون وخاصة دولة اردوغان خطورة انجراره الى المشروع الخطير الذي يقوده بعض القوى الدولية والاقليمية وخاصة اسرائيل الدولة الراعية لكل مشاريع التقسيم والتفتيت وبتواطؤ دول نفطية مثل قطر والسعودية ام انهم يستمرون في تعنتهم وتماديهم في جر المنطقة وتركيا الى مصير مجهول ؟؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
اللاذقية
2013-05-01
نحنا العلويين بسوريا ضد الطائفية بس لما منشوف جماعات متل جبهة النصرة الارهابية يلي هيي امتداد لدولة العراق الاسلامية هاد التنظيم الارهابي يلي بقودو الكافر أبو بكر البغدادي اكيد مرح نسكت على هيك شي و نحنا من خلال حلفنا الاستراتيجي مع ايران و حزب الله و بهمة الجيش السوري قادرين نشالله ننتصر و بأسوأ الأحوال لا سمح الله كان راح يسقط النظام فتشكيل دولة علوية كبرى من سوريا لتركيا راح يكون هدفنا و بالتعاون مع محورنا بالمنطقة قادرين نحقق هاد الشي( والله ولي التوفيق )
الشيخ حسن الرشد
2012-10-02
وعلى هذا المنوال ايضا شعب العراق مظلوم لانه يستهدف من قبل الاعراب بالمفخخات والاعمال العدوانية الارهابية الجبانة واليوم يتم استهداف سوريا لا لكون فقط لان رئيسه بشار وانما لكون انه يشكل حلقة وصل بين الشرق الصامد والجنوب المقاوم نسأل الله النصر للمؤمنين والخذلان لاعداء الانسانية والمظلومين الحقيقيين والخزي لثوار الناتو وثوار الربيع القطري والسعودي . حسن الراشد
حسن الراشد
2012-10-02
ولله الحمد فان القراء اصبحوا واعين لما يكتبه الدخلاء ‘ فهو يقول ((شيعة ايران المظلومة)) !! لا نعلم ماذا يقصد واكيد انه لا يقصد انهم مظلومون لانهم يتهددون اليوم من قبل الكيان الاسرائيلي الظالم ولا انهم مظلومون لان علماءهم النوويين يقتلون من قبل عملاء الموساد الاسرائيلي ولعل المدعو هو واحد منهم ‘ لاندري ان كان يقصد مظلومون لان كل العربان والطائفيين قد كشروا عن انيابهم لتدمير الدولة الاسلامية الشريفة الوحيدة الصامدة وسط بحر تملأه اسماك القرش ووحوش البشر! .. يتبع
الشيخ حسن الراشد
2012-10-02
السلام عليكم تحية للاخوة الكرام وخاصة احمد العبيدان ومهدي من ايران مداخلاتكما كريمة وشريفة ودليل عمق الاطلاع بالامور ووعي لمجريات الاحداث ‘ نحن نعلم ان الشخص المذكور ((علي العلوي)) من سوريا هو ليس من سوريا ولا علي ولا علوي بل هو من ايتام البعث الصدامي واليوم خلعو الرمادي واطلقوا اللحى وتحولوا الى ادوات بيد النظام الوهابي السلفي ‘ ومن خلال ما علق يتبين حقا انه ليس فقط يجهل وانما يدس السم بالعسل فهو اراد ان يضرب الجميع ويوصل الفكرة الخبثية الوهابية والفاشية الجاهلية الاولى الى الاذهان ..يتبع
مهدي الأيراني
2012-10-02
الى المعلق علي العلوي - سوريا . أنا من جمهورية إيران الأسلامية . أرجو أن تتفضل بزيارتنا الى إيران كي تغير كلامك لأنك متوهم مع كل الأسف . نعيش بظل علماء يخشون الله مما جعل الشر يخشى إيران التي تتعرض لأشد الهجمات الأعلامية من قيل الجاهلية العربية والغربية . ويبدو من تعليقك بأنك غير واع .
احمد العبيدان
2012-10-01
نعالم لقد تمادى هذا المجرم اردوغان من خلال ضم العناصر الإرهابية السورية ، بدعم امريكي وصهيوني وأموال سعودية قطرية ظناً منه انه سيعمل اسقاط الحكومة السورية خلال ايام او اشهر معدودة ، لقد تورط آردوغان ، وكعادة بدو وهمج حكام الخليج الإستبداديين الذين لايملكون ثقافة التعامل مع شعوبهم ، حتى انهم يعلمون الآخرين ثقافة التعامل ، فهؤلاء الهمج دورهم قذر قديم ومشاكلهم مستفحله ،فالسعودية هي الدولة الطائفية الإرهابية التي تغذي الطائفية دولياً واقليمياً ، وتستعبد شعبها وتنشر بينهم الطائفية والقبلية نفس دورقطر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك