المقالات

الادعاءات الهزيلة

490 19:56:00 2012-09-18

السيد حسين هادي الصدر

من التاريخ الى الجغرافيهالادعاءات الهزيلهروى أنَّ الرسول (ص) :{ استعمل ابن اللُّتيبه - وهو رجلٌ من الأزد - على الصدقه ، فجاء بالمال فدفعه الى النبيّ (ص) فقال :هذا مالكُم ، وهذه هديّة أُهديت اليّ فقال النبي (ص) :افلا قعدتَ في بيت أبيكَ وأُمّكَ فتنظُر أَيُهدْى اليك أم لا ؟ثم قام النبي (ص) خطيباً فقال :ما بال أقوامٍ نستعملهم على الصدقة فيقولون :هذا لكم وهذه هدية اليّ ، افلا قعد في بيت أبيه وأمه فينظر أيُهدى اليه أم لا }الفارق بين ابن اللُّتبيّة - وهو مَنْ عيّنه الرسول (ص) جابياً للزكاة - وبين عامة المستغلين لمناصبهم،لصالح منافع شخصيّه، هو أنه جاء بالزكاة ، وأوصلها الى الرسول (ص) ، وطرح ما قَدّم اليه مما اعتبره هدية له أيضا .ومعنى ذلك أنه لم يَحْجب عن الرسول شيئاً ..وهذا الكشفُ الصريح لما قُدّم اليه من أموالٌ - يمكن ان يدخل في باب الايجابيات التي يُمتدح بها الرجل ...الاّ ان ذلك لايعني أنه كان موفقاً في اضفاء الشرعيه على ما تناوله من أموال الناس بعنوان الهديه ..!!وأين هو من هذه الهدية لو لم يكن جابيا للصدقات ، مبعوثاً من قبل الرسول (ص) لقبضها منهم وايصالها الى الرسول (ص) ؟!!هل كان يصل الى يده شئٌ من ذلك لو كان جالساً في بيته ، ولم يكن مُعيّناً للقيام بهذه المهمة ؟!!وهكذا أبطل الرسول (ص) زيف ادعائه بأنّ ما قُدّم اليه يدخل في باب الهدايا الشخصية .ان ما قُدّم له من أموال ، لم يقدّم الاّ لغايات معلومة ، تعود على دافعي تلك الأموال بالنفع ، وعلى المال العام بالضرر ولانريد ان نَجْمدُ على حالة معينه تتعلق بجابة الزكاة فقط ، بل نتعدى المورد الى سائر الموارد الأخرى ، التي تقدم فيها الأموال الى موظفي الدولة ، ويُخلع عليها - زوراً - طابع الهدَية ...انها ليست هدايا على الاطلاق ، وانما هي اغراءاتٌ ماليه يقصد منها النفع الخاص على حساب المال العام الأمر الذي يفترض معه امتناع المخلصين النزيهين من الموظفين على اختلاف مراتبهم ودرجاتهم عن قبولها ، صيانة للأمانة ورعاية للصالح العام .انّ ( ابن اللُّتيبه ) لم يُخْفِ عن الرسول (ص) ما قُدّم اليه ، ولكنَّ معظم المستغلين لمناصبهم اليوم لا يكتفون بحجب أسرار ما يُقدّم اليهم بعنوان الهدايا .... ، بل ويتفننون بعمليات الابتزاز ، دونما وجل أو حياء ، ضاربين عرض الجدار كلّ الموازين والاعتبارات الاخلاقيه والانسانيه والقانونيه والشرعيه .ان العراق لم يشهد في تاريخه الطويل كله ، فساداً يماثل الفساد الراهن .وما لم يتم القضاء على الفساد والمفسدين ، لن نشهد ما نريده للعراق من تقدم وازدهار واستقرار.لقد آن الأوان لتفعيل المراقبه والملاحقه والمعاقبه على كل عمليات الاثراء غير المشروع .

حســـين الصـــدر

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كلمة
2012-09-18
السلام عليك يارسول الله ان هذه الايام مؤلمة لما فيها من تجاوز بحق حبيب الله ولكن ان دققنا كثيرا سنرى ملايين من التجاوزات بحقه ومن قبلنا نحن المسلمين واول هذه السهام هي سهم الهدية ( الرشوة ) لو ان العراق نصر رسول الله في هذا الامر فقط وفك الموظف رقبته من اسر الرشوة لقلنا العراق بخير جزيتم خيرا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك