خضير العواد
إن الفلم الجريء الذي أساء الى حياة رسول الله (ص) والذي مثل المستوى الوضيع من الأخلاق والمبادئ للعقليات التي قامت على عمله واشتركت في إخراجه وإنتاجه ، هذا الفلم الذي هز مشاعر أكثر من مليار مسلم وكل إنسان حر يحب الخير في هذا العالم ويحترم الحريات الشخصية في التعبد ، هذا الفلم بيّن للعالم الأفكار الخبيثة التي تختفي وراء عرض هكذا أفلام قد تؤدي الى ضرب السلم الأهلي في أغلب دول العالم بسبب تعايش أصحاب الديانات فيها ، هذا الفلم قد بيّن النظرة العنصرية ضد الأسلام كدين وكذلك للمسلمين لهذا يجب أن يقدم كل من أشترك في هذا العمل العنصري الى القضاء لمقاضاته تحت هذه التهمة ، ولكن طريقة الأعتراض والرفض التي قام بها المسلمون لم تكن بالمستوى المطلوب لا من ناحية الكمية ولا النوعية ، فأغلب البلاد الأسلامية لم يعنيها الأمر بل خرجت بعض المظاهرات في بعض البلدان الإسلامية ، وحتى هذه المظاهرات لم تنجح أن تتكلم بلغة العصر وتقدم مطاليبها بشكل عقلائي ومتزن بل كان نتاج عن عصبية وتهور أدى في مدينة بنغازي الى قتل السفير الأمريكي مع أثنين من أعضاء السفارة مما أدى الى قلب الصورة ودفعت هذه المظاهرات الإعلام العالمي الى تغير اللغة من نقل الأستنكار الدولي بالفلم الى تقديم الأعتذارات والأسف بمقتل الأمريكين من قبل الحكومات العالمية وفي مقدمتها الحكومة الليبية وطريقة المظاهرات التي تبتعد عن روح الأسلام الحق ، نعم أن الأمرعظيم وكبير وخطير أن تتم الجرئة بهذا الشكل على نبي الرحمة والأنسانية والأخلاق رسول الله (ص) ، ولكن يجب أن نعرف الأدوات والطرق التي ندافع بها ونحقق مطاليبنا هذه هي الأهداف والغايات من قيام المظاهرات في جميع أنحاء العالم ، ولكن نقوم بأستعمال الأسلحة النارية والقنابل ضد السفارة الأمريكية تحت عذر المدافعة عن رسول الله (ص) أين أصبح الدفاع والمطالبة بالحقوق لقد أنقلب الأمر حتى تحول الى أساءة ثانية لرسول الله (ص) لأننا أتباعه ويجب أن نبّين للعالم كيف نقتدي بأخلاقه وأدابه ، يجب أن نلزمهم بما ألزموا به أنفسهم بمثل هذه القضايا ونرفع قضايا في كل الدول التي لها علاقة بهذا الفلم أو الاشخاص الذين اشتركوا في تكوينه من ممثلين ومخرجين وإنتاج بالإضافة للمؤسسات التي تقف وراءهم وتدعمهم ، وهذا يتم من خلال الخروج المليوني للمسلمين في جميع بقاع العالم وخصوصاً المسلمين المتواجدين في الدول الأوربية وأمريكا لأن تأثير هؤلاء في مثل هذه القضايا أهم وأقوى لأنهم يعتبرون جزء من المجتمعات الغربية ولهم حقوق يجب أن يستثمروها في مثل هذه القضايا ، ويجب أن توحد المطالب والأهداف لهذه المظاهرات وأن تركزعلى قضية الفلم السيء الصيت هذا حتى لا تتشتت المطالب وتصبح هذه المظاهرات عديمة الفائدة ، ولا تتوقف هذه المظاهرات تحت أي ظرف حتى نحصل على مطاليبنا التي ترفعها المظاهرات وأهمها منع عرض وتداول الفلم في اي بقعة في العالم ومعاقبة كل من أشترك فيه تحت عنوان تعريض السلم العالمي للتهديد وتقديم الأعتذار من قبل المؤسسات التي تقف وراء أصحاب الفكرة والتمويل الى جميع المسلمين في العالم، بالإضافة الى الضغط على الأمم المتحدة من خلال المظاهرات لسن قانون يجرم كل من يتجرأ على النيل من أنبياء الله ورسله كافة ، هذا الفلم السيء الصيت يجب أن نستغل قضيته بشكل إيجابي ونقدم للعالم صورة جميلة للمسلمين الذين يدافعون عن كرامتهم التي أنتهكت بأنتهاك كرامة نبيهم رسول الله (ص) من خلال المظاهرات السلمية المتزنة والمطالبة بقوة بردع كل من تسوّل له نفسه بالتجرأ على أي نبي من أنبياء الله سبحانه وتعالى ، ونبتعد عن أسلوب العنف الذي شوه صورة الإسلام المحمدي الأصيل الذي أسس على الأخلاق والفضيلة وجميع الصفات الحميدة التي أرسل بها رسول الرحمة والأخلاق حبيب الله محمد (ص) ، فمسألة الدفاع عن رسول الله (ص) قضية كبيرة جداً وموفق كل أنسان أن يشارك بها ، لهذا يجب أن نكون بمستوى هذه المسؤولية والواجب .
https://telegram.me/buratha
