المقالات

مؤتمر بغداد وأفق التفاؤل

1339 05:17:00 2007-03-13

( بقلم : المهندس صارم الفيلي )

لكي يكون مؤتمر ما جادا ومنتجا لابد أن يكون هدفه واضحا ومساراته محددة مسبقا , فلو كان الهدف غير واضحا أو متفقا عليه من الأطراف المشاركة فيه , فسوف تربك المسارات وتتعارض بدرجة من الشدة والوضوح تتناسب مع التباين الحاصل بين الفرقاء المشاركين . ذلك لأن كل دولة تحاول أن تحرك الحوار وتدفع به بإتجاه أهدافها الخاصة التي لا تلتقي بالضرورة مع الهدف المركزي الذي يقع في دائرة العنوان المعلن للمؤتمر .

بالنسبة لمؤتمر بغداد فقد جاء في إطار طلب مساعدة دول الجوار للجهد الأمني والسياسي العراقي بإتجاه دعم الخطة الأمنية كسقف أدنى يرتفع بإستمرار وبالتزامن مع التقدم في بناء الثقة البينية إلى التعاون البناء من أجل إستقرار المنطقة ودفع شبح الحرب عنها .

إن ما يدعو للتفاؤل في إمكانية تحقيق إختراقات مهمة بإتجاه الهدف العراقي من المؤتمر هو استقراء الواقع الإقليمي ببعده الدولي وما يفرز عنه من مخاطر تهدد المنطقة بأسرها , بسبب تشابك وغليان الأوضاع فيها لتتحول إلى مرجل يغلي يوشك على الإنفجار من شدة إرتفاع الضغط داخله وعدم قدرة أية دولة بمفردها على إدارة الأوضاع الخطيرة من خلال التحكم بصمامات الأمان بالشكل الذي يدفع عنها خطر الإنفجار المحتمل ويبقيها بعيدا عن التداعيات الخطرة لتدافع أحداث المنطقة . إن توفر هذه القناعة كمشترك جامع للفرقاء الدوليين يساعد - على الأقل في هذه المرحلة - في توفير فرصة لتضييق مساحات الإختلاف سياسية الجذور أو تهدئة التدافعات وربما تجميدها لفترة ما بين الدوائر الإقليمية والدولية فيما يتعلق بالتقاطعات على اساس الخلفيات السياسية والستراتيجية . ذلك أن إتساع دائرة القناعات المشتركة على قاعدة تلاقي المصالح تزيح تدريجيا اجواء الصراعات والتجاذبات وآلياتها المحتملة من تضاد وتخاصم في نطاق الجغرافية العراقية .

ويتفق الكثيرون إن الوقت مناسب لقطع الطريق على كل إحتمال من شأنه دفع العراق والمنطقة إلى نقطة لا يمكن الرجوع عنها , وإن ثمة حاجة إقليمية - دولية متبادلة بدأت تظهر على المشهد السياسي تدفع لإيجاد أطر لتهدئة الأوضاع في المنطقة بإنتظار مستجدات تنقي المناخ السياسي والإقليمي وتبعث فيه الحيوية المفقودة وتحمي أكثر الكيانات السياسية في المنطقة والمرتبطة بالمشروع الأميركي من إحتمالات قد تنفتح على آفاق غير واضحة المعالم .أخيرا جاء المؤتمر الذي تم الإعداد له إنطلاقا من مبادرة عراقية صرفة وبهذا الحجم الكبير للحضور الإقليمي والدولي كتأكيد على القبول عمليا بالعراق الجديد وإحترام الإنجازات الإنتخابية والدستورية , ليضع حدا زمنيا لمرحلة حاولت فيها بعض الإرادات السلبية مصادرة إرادة الشعب العراقي وكان المثال الأخير هو التدخل السافر لعمرو موسى في شأن داخلي عراقي ! .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك