المقالات

عندما يكون التينُ فعلا ً

770 11:27:00 2012-09-09

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

عندما طـُلب منها ان تأتي بمثال لفعل اجوف فكرت قليلا ً ثم قالت ( تين ) فبـُهت الجميع وحسبوا ان الامر يقع في خانة الارتباك ولكنها اصرت وحاول الجالسون ان يلمحوا لها بانها مخطئة بأن تطلبوا منها المضارع والامر لهذا الفعل فأجابت (تين , يتين) وقبل ان تقول (اتن) كان الجالسون قد هيئوا لها سؤال ثاني وثالث للتوالى الصدمات من اجابات لا يمكن ان تصدر من انسان ناطق للعربية .

لم تكن المومى اليها طالبة كسولة في صف من الصفوف بل انها انسانة تمتلك ماجستيرفي اللغة العربية تـُقدم نفسها للعمل في مدرسة خاصة , فأي كارثة حلت بالتعليم العالي والحقيقة ما كنت لاعمم الماساة الا بعد سلسلة من الصدمات لاصحاب شهادات لعلوم لا يعرفون اساسياتها وقد استغلوا فرصة الوضع الامني الشيء وغياب الاساتذة الاكفاء وكثرة التغيب عن الجامعة لتنطوي بهم الاربع سنوات او اكثر ليقدموا انفسهم للمجتمع على انهم متعلمين ويخرقوا العلم بابتداعات فبعد ان عرفنا التين على انه اسم لفاكهة ويصلح ان يكون مربى ها هي الاخت تصر على انه فعل رغم مواجهة الباقين لها من انه اسم ! وهي تصرخ انه فعل ( تعلموني !!!!!) .

والامثلة كثيرة فها هي اخت ثانية  درست الجغرافيا لثمان سنوات في مدارس البصرة وما  ان فُتحت امامها خارطة العالم حتى نزلت الصاعقة بمن هو جالس فهي لا تعرف موقع اشهر دول العالم وعندما سـُئلت عن خط الطول والعرض التي  يقع العراق عندها  ردت بسؤال ما هي خطوط الطول ؟!!!!  الامر يصعب تصديقه ولكنه حاصل ولا اعلم كيف درست الطلبة ل 8 سنوات !!.

خطب الجمعة اشارت بنحو العموم الى وضع الدراسة وذلك بمناسبة قرب العام الدراسي الجديد وواقع الحال ان المعلمين والمدرسين يمرون بأزمتين الاولى عدم المعرفة الكافية بالعلوم التي يدرسونها فهم لا يعشقون مهنتهم الرسالية وبذلك يكتفون بما درسوه في وريقات ( شيتات ) الدروس المعطاة بالجامعة ويشيبون على ذلك والازمة الثانية ازمة ذاتية تتلخص بذواتهم المهترئة ونظراتهم اليائسة التي يعكسونها على الطالب مما يخل بدورهم التربوي والقيادي في صناعة جيل.

قبل ان نصنع جيل بحاجة الى صناعة  صانع الجيل ,الامر يبدأ من الجامعات فلقد استسهلت الجامعات العراقية مسألة ( الشيتات ) الجاهزة التي يقرأها الطالب وينجح وذهب زمن البحث في الكتاب والتقصي عن المعلومة وهنا اتذكر استاذ فاضل في جامعتي اشرف على مشروع التخرج فلقد كنت اذهب اليه  اسبوعيا ً من اجل اسماء الامصادر فيعطيني اسماء كتب اطلع عليها لاجد انها لاتمت بصلة الى موضوع بحثي ! فاتوقع انه وقع في اشتباه فارجع اليه في الاسبوع التالي ويقول خذي  اسماء هذه المصادر بعد ان يسألني عن المصادر السابقة ومواضيعها  واذهب ساعات في مكتبة الجامعة واجلب الكتب ويحصل نفس الشيء مرت ستة اشهر على ذلك ولم اكتب سطرا ً في بحثي فرحت أسال طلبة الماجستير والدكتوراه خاصته فانفجروا ضاحكين لماذ لم تسألينا ؟!! فلقت ها انا فاعلة ما المشكلة ؟ قالوا لي انه عالم ويعتقد ان وظيفة الطالب ان يقرأ ويقرأ وهو يعرف ان الكتاب ليس له صلة ولكنه يريد منك ذلك !!! اذهبي واكتبي البحث فلن يوجهك فهو يعتقد ان الحيرة  هي التي تصنع باحثا ً .

هذه الحادثة حصلت في زمن ( الشيتات ) ولكن كان لنا علماء وسط هذا الزحام ولقد اختفى كثير منهم بعد السقوط بين اغتيال وسفر واصبحت جامعات العراق ملكا ً لاساتذة ( الشيتات ) , احمد الله ان التقيت بهكذا نموذج علمني خطاً مهما ً في الحياة ونحن بحاجة الى اساتذة على هذه الشاكلة في الجامعات فاستاذ الجامعة يصنع طالب متميز ويقدمه للمجتمع كذات ممتلئة بالمعرفة وواثقة من نفسها لتبدع ولنتوقع بعدها عراق جديد ومتطور .

صناعة الذات هي اهم صناعة يحتاجها العراق الان ومع الاسف فان الذات العراقية في تراجع كبير لهول ما اصابها ولابد ان نقر بهذه الحقيقة لنضع الخطط اللازمة للتغير .

ليس فخرا ً ان يتخرج الالاف وليس فخرا ً ان يكون لنا كم كبير من الدراسات العليا ما زالت فاشلة فهناك بحوث قرانية او ادبية منشورة على لانترنيت ادعوك لسحبها وقرائتها لينقبض قلبك لما قدموه على انه رسالة ماجستير وكفا ان تقرأ المقدمة والاهداء لتشعر بكم التراجع الذي اصابنا خاصة مع الاطلاع على رسائل ماجستير عربية ولا اقول عالمية  تعليمنا العالي في قوقعة لابد ان يخرج منها لا بأن يرسل ابناء الذين تعلو رؤوس ذويهم  ريشة الى الخارج وانما بسحب الخارج الينا من خلال اقامة دورات مكثفة عن طريقة كتابة بحث ورسالة واين وصل العالم .

مصائبنا متشابكة ولكن ما يحز بالنفس ما يحصل لوزراتي التربية والتعليم العالي فان النهوض بها لا يستلزم المليارت ولكن يستلزم القليل من الاحساس بالمسؤولية فلماذا تعاني ولماذ كل هذا النقص في المدارس  لماذا ؟

ملاحظة  ان التعميم لا يعني انه لا يوجد اساتذة ومعلمين هم جذوة منيرة في حياة طلبتهم ,لهم اعتذر فندرتهم جعلت التعميم هو الاولى لسطوري مع فائق احترامي لكل انسان يدرك مسؤوليته ويعمل بما يرضي الله .

اختكم المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك