المقالات

حق إرتكاب الأخطاء....! ...بقلم: قاسم العجرش * كاتب وإعلامي

703 12:55:00 2012-09-05

 

      كي نكون منطقيين، ولكي نصل إلى حلول لمشكلاتنا التى أدت مستعصية في باب مكونات مجتمعنا، علينا أن نعترف أولاً أن تلك المشكلات موجودة وعميقة ومتجذرة وأنها بالتالي ليست طارئة.. وبعد الاعتراف نقوم بتحديد الفروق والأسباب التي أدت الى أن يكون لكل من تلك المكونات رأيها ونسيجها المستقل..

      نعم هناك أختلافات لكن بديهي أننا لن نجد خلافاً جوهرياً بين الديانات والمذاهب والطوائف، فكلها تتحدث عن الله الواحد، والخير والشر، بل إن هذه التعاليم الدينية والمذهبية لا تختلف كثيراً عن الفلسفات الوضعية من شرعة حمورابي إلى ما تكلم به زرادشت و تعاليم بوذا من حيث تنظيم المجتمعات والعلاقات، ولكن الخطورة التي نجدها في ثنايا الديانات السماوية أو في الفلسفات الوضعية لا وجود لها في الأصل، وإنما تطوع أحد الأتباع ( لا وفقه الله) بإضافتها لتصبح صفة ملازمة لهذا المذهب أو تلك الطائفة.. وتلك التي تتمثل في نفي الآخر وتخطئته ورفضه رفضاً مطلقاً..

     والمفارقة أنك إن حاورت أحد ممثلي (الآخر) سينفي أعتناق الرفض والتخطئة، والكل تقريبا يتحدث عن التسامح وتلك هي الخطورة!!!، فالتسامح مفردة مخطوءة تؤسس للتفرقة! ومعناها أن (الآخر) على خطأ وأنك تسامحه على خطأه وخطيئته.

    ولعل الجواب المنطقي يأتي من تساؤلات مؤداها: ما معنى أن تعقد المؤتمرات والندوات ضمن الجانب (الواحد) دون الجوانب (الأخرى)؟ وما معنى أن يفسر أحدهم النصوص الأصلية ليظهر من خلال تفسيره أن من ينتمي إليه على جادة الصواب، وغيره في الضلال؟ وما معنى أن نلصق التهم بالآخر ونهدده بالنار التي أعدها الله للكفار؟ ومن هذه النقطة بالذات سيفقد الحوار ضرورته بعد أن أرسلت خصمك الى النار التي أعدت للكافرين، أي أنك قمت بتكفيره كما يفعل التكفيريين يومنا هذا مع كل من يخالفهم

ويبدو الحوار بعد أن فقد ضرورته وكأن لا قيمة له، بعد أن يتمترس كل واحد في خندقه لا يبرحه، ولا يقبل أن يشاركه الفضل أحد. وبديهي أنه لم يكن لأي صراع أن يستشري بين الناس لولا وجود المستفيدون، وكي يضمن المستفيدين استمراريتهم قسموا الغنائم القائمة على هذا المنظور، فأوجدوا أجيالاً ورتباً من المستفيدين الذين يحرصون على استمرار هذا النهج، ما دام كل واحد يطمح أن يأخذ المكانة العليا ذات يوم، وكان لهم ما أرادوا!

كلام قبل السلام: إرتكاب الأخطاء"حق" من الحقوق الأنسانية، فكل إبن آدم خطاء وخير الخطائين التوابين..لكن شريطة أن لا يتحول هذا "الحق" الى " إدمان"...!

سلام....

10/5/905

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك