المقالات

كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ

3397 15:59:00 2012-09-03

نوال السعيد

رحم الله الشاعر الذي انشد : (كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول) .. ينطبق هذا البيت الشعري الجميل بمعانيه العميقة على مدن عراقية عديدة تزخر بالموارد والثروات، لكنها تعيش ظروفا قاسية جدا ، حيث يعاني ابنائها الفقر والحرمان والعوز والنسيان، لديها كل شيئ وكأنها لاتملك اي شيء،، بالامس عانت من الحروب العبثية الحمقاء، والاضطهاد والمطاردة والقمع والتنكيل .. واليوم تواجهة معاناة ظاهرها مختلف وجوهرها مثل جوهر المعاناة القديمة. ميسان - او العمارة, نموذج حي وصارخ للبيت الشعري المشار اليها في اول السطور، فمن لايعلم ، فأن العمارة تتربع على بحيرة كبيرة من النفط تحتوي على اكثر من ربع وربما ثلث نفط العراق، اي انها تدر على العراق سنويا اكثر من خمسة وعشرين مليار دولار.. ولكن ماهو حالها ، وهل نجد انعكاسا لتلك الاموال الطائلة على واقعها الاقتصادي والخدمي والحياتي ولو بنسبة صغيرة جدا, للاسف وبكل الم واسى نقول كلا والف كلا .. مازالت العمارة تعيش حالها حال معظم مدن العراق العزيزة في زمن الماضي السحيق، الحرمان والبؤس وفقر يلقي بظلاله على ابنائها.. ليرسم صورا مأساوية من الفقر المدقع لهم، ويحيطها بظلال قاتمة تبعث على اشد درجات الكابة والتشاؤم واليأس.. كل شيء موجود في العمارة وليس النفط وحده، ولكن لااثر لاي شيء .نظام المجرم صدام عمل على قتل كل مايمت الى الحياة بصلة في هذه المدينة، ومن جاءوا بعده تعمدوا اهمالها ، فقط يسحبون من تحتها النفط ولايعيرون بالا لحالها البائس. مثل الجمل الذي يحمل الماء او يحمل الذهب ، ولكنه ظمان وجائع وربما خائر القوى.الصرخة المدوية التي اطلقها رئيس المجلس الاعلى السيد عمار الحكيم بخصوص مدينة العمارة-ميسان.. كانت صرخة شجاعة ومعبرة وجريئة بحق، لت تمر مرور الكرام بالنسبة لكل شريف ومخلص وصاحب غيرة وحمية على العمارة وعلى كل مدن العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك