المقالات

حكاية العوران..! ..بقلم: قاسم العجرش * كاتب وإعلامي

707 19:17:00 2012-09-01

 

نسمع ان في العراق حزمة من الأجهزة المتخصصة بالنزاهة مهمتها متابعة المال العام والسلوك المالي والأداري الفاسد ، والكشف عن السرقات والسراق ، ويفهم من "زخم" هذه التشكيلات الغير معهود في مكان آخر في العالم أن أمرين هنا في بلدنا يحصلان بالتوازي، الأول هو أن كم الفساد كبير جدا بحيث يقتضي الأمر تشكيل أجهزة "نوعية" متخصصة بملاحقة "أنواع" مختلفة من الفساد لضمان الحرفية العالية، والثاني أن ثمة إرادة قوية في الأصلاح وأن هذه الأرادة تريد التخلص من الفساد سريعا ولذلك كثرت أجهزة مقارعة الفساد، وهذا يعني أن في الأفق رياح إصلاح تهب على البلاد، وسيحاسب الجميع وسيتم التدقيق في كل ارقام الموازنات، وان الحكومة او على الاقل جزء منها يريد تنفيذ اصلاح فوري والبدء بالمحاسبة.

ومنذ عام 2003 يوم نال العراق وثيقة خلاصه من العبودية الصدامية وحتى اليوم،وكل الساسة يبشروننا بالاصلاحات، وتتشكل حكومة إثر حكومة ـ لغاية اليوم تبدلت علينا أربعة أطقم حكومية ـ  وكل حكومة تبشر الناس بأنها ستحاسب عن المرحلة الماضية، ولكن من العام 2003 وحتى الساعة لم تجر محاسبة حقيقية لأي احد، فمن يحاسب من؟!

هل الحرامي يحاسب الحرامي؟ وهل القاتل يحاسب القاتل؟ وهل الفاسد يحاسب فاسدا؟ ..تتذكرون حكهية العوران!..أعور يقول لأعور أنت أعور..!

كل الساسة ـ إلا إستثناءات نادرة ـ مشاركين في صناعة الخراب، وفي سرقة البلد، وفي هدر اموال البلد وكلهم شركاء... شركاء في لعبة الكهرباء.. في محطات المياه، في شق الطرقات، سواء من خلال اخذ العمولة ام لفرض "الخاوات" او لتوزيع المشاريع محاصصة في ما بينهم، فمن يا ترى يحاسب من! تلك هي الكذبة الكبرى التي يضحكون فيها علينا كل مرة ويقولون ان هذه المرة ستكون محاسبة وعمل جدي واصلاح حقيقي... ومن الذي يصلح الأمور، هل يصلح الامور من افسدها؟ هل يصلح الامور من سرق اموال الشعب؟ هل يصلح الامور من "حوسم" المنطقة الخضراء حجرا حجرا وسنتمترا سنتمترا!؟ ..الذي يقوله الشارع العراقي أن الساسة كلهم غارقون في الفساد، كلهم شاركوا في الهدر، كلهم استفادوا من الدولة ومن نفوذهم، منهم من سرق الدولة مباشرة ومنهم من استغل نفوذه ليزيد ثروته وودائعه في المصارف...الناس تقول نحن نعرفهم جميعاً قبل 2003، ونعرف مستوياتهم الإقتصادية وأوضاعهم المعيشية، ولذا نتسائل كيف يصبح سياسي عادي راتبه محدود من اصحاب الثروات الكبرى ودون استثناء؟! هل أنهم اقتطعوا جزءا من رواتبهم وجمعوها في المصارف وباتت مئات الملايين؟ ـ ها دولارات مو دنانير !ـ ام ان إرثهم الذي ورثوه عن جداتهم جعلهم يملكون ثروات بمئات الملايين؟!

كلام قبل السلام: من السهل التبجح بالمبادئ عندما نكون متخمين...!

سلام.....                                               

 

32/5/901

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك