المقالات

مارقة الظهور الموعود ... لغم داسه الشيخ

1168 23:26:00 2012-08-31

حافظ آل بشارة

مع اني تأخرت في الكتابة حول الأزمة التي جرت بين سماحة الشيخ جلال الدين الصغير وبعض الاوساط الكردية بسبب ذكر الشيخ لنص تاريخي من الملاحم والفتن يصف بعض الكرد بالمارقة في زمن الظهور ، اخواننا الكرد العقلاء والاكثر علما وضعوا الأزمة المختلقة في موضعها ، وتعاملوا بوعي ومحبة مع الشيخ وبحثه وهونوا الأمر بمسؤولية عالية ، في وقت توالت عليه الهجمات الاعلامية ،

كان الشيخ مبدعا في تناول موضوع الظهور عبر محاضرات عديدة وقد ربط بين المنهج الاخلاقي والسياسي والعقيدي مستفيدا من النصوص ، فهو مارس عملية نقد وتعبئة ممتازة وفي وقتها المناسب ، كما اخضع النصوص لرؤية تطبيقية ، لكن من المعروف ان المتحدثين في قضية الظهور يواجهون مشاكل ، فقضية الظهور قديمة ، وموضوع علامات الظهور موضوع مفتوح ولا يمكن السيطرة على مصاديقه ، ويقول بعض الباحثين الاجتماعيين ان الشيعة اكثر اهتماما بموضوع ظهور الامام الحجة (عج) لما لحقهم عبر التاريخ من ظلم وقمع وبحثهم عن منقذ حيث تتداخل التمنيات بالحقائق ، الائمة المعصومون وضعوا ضوابط لعقيدة الظهور فحرموا التوقيت وكذبوا الرؤية ، اي توقيت ظهوره ، او ادعاء رؤيته في غيبته ، وركزوا اهتمامهم على بناء الانسان ودعوته الى تحصيل الكمالات ، عندما تفشل الامة في استثمار وجود الامام

فوجوده وغيابه سواء ، وسبق لهذه الأمة ان عايشت 11 اماما معصوما فلم تستثمر وجودهم المبارك بل تفرجت عليهم وهم يقتلون بأيدي الطغاة بالسيف والسم مع انصارهم ، وكما قال أحد المفكرين جوابا عن سؤال : لماذا الغيبة ؟ قال : عندما تضع البلدية لاهل قرية مصباحا يضيء ليلهم وهم يحطمونه وكلما وضعت لهم مصباحا حطموه وقد كررت ذلك 11 مرة ، فمن الطبيعي ان تمتنع عن وضع مصباح جديد بانتظار ان يصبح اهل القرية مستحقين له ،

ثقافة المنقذ موجودة في كل الاديان ، وهو موقف بشري شامل من مهدي آل محمد (ص) مقيم العدل وموحد الامم ، كل قوم يعرفونه برموزهم ومن تراثهم الديني والثقافي . وبناء على معايير الأمة التي تستقبل المهدي ، فالروايات تذكر انه يخوض حرب ابادة دموية للقضاء على المنحرفين والفاسدين والمجرمين والظلمة افرادا ومجموعات وحكومات ، لانه يخرج في وقت تكون الأرض قد ملئت ظلما وجورا ، نحن شعب مظلوم فقير مروع وننتظر المنقذ ،

 انا شخصيا بحاجة الى المهدي (عج) في الماضي والحاضر منذ كنت في الصف الثالث المتوسط اقرأ في مكتبة الحسينية القريبة روايات الظهور واحدث بها اصدقائي واشعر بأمل منعش وانا لا املك ثلاثين فلسا اشتري لفة فلافل منغمسه في العنبة في يوم دراسة طويل وزملائي ابناء التجار يلتهمون اللفات طوال اليوم لا يعرفون المهدي (عج) ، بقيت انتظر المهدي (عج) وقد كبرت ونشأت معارضا سريا وهاجرت وقاتلت وقرأت وكتبت ونشرت وتظاهرت وهتفت وتزوجت واصبحت ابا لحزمة من الرجال ووصل رفاق خندقي الى السلطة ،

كنت ادعو لهم ان يكونوا من انصار المهدي والمستشهدين بين يديه ، واليوم ادعو على بعضهم ان يكونوا هم المقتولين بسيفه ، كنت اعاني من فقدان لفة فلافل واليوم اعاني من فقدان ايجار الشقة الرثة التي اسكنها فكلما جاء موعده ارتجفت فرائصي كأني اقاد الى المشنقة ، ورفاق الخندق لا تكفيهم قصور العراق فيشترون شققا وفيلات وشاليهات على كورنيش الروشة والرملة في بيروت !

هذا الوضع الا يحتاج مهديا سيفه بيده ليحسم الموضوع لصالحي ولصالح ملايين المظلومين ؟ الشيخ جلال الدين رعاه الله وهو استاذ الجميع ترك مارقتنا الشيعية وذهب الى مارقة الكرد ، يا شيخنا ، المارقة اوسع مما يتصور الرواة ، المكونات السياسية العراقية ملغومة بالمارقة والمارقين والمروق ، هل ان وسطنا الشيعي والسني ملائكي وهو ملغوم بعبيد السلطة واللصوص والخونة والجهلة والمتكبرين والانانيين ؟

هل ان وسطنا الشيعي والسني ليس فيه مارقة لتتركه وتذهب لذكر مارقة الكرد ؟ تركت الغامنا الشيعية والسنية وذهبت لتدوس على اللغم الكردي ، وانت ضمن هيئتنا القيادية ، وانت باحث وتعرف ان النص التأريخي بمجرد ان تعاد قراءته يتحول الى عاجل ، نص آني ، نص فوري ، نص ابن لحظته التي قرئ فيها وليس اللحظة التي كتب فيها ، انت تعرف اكثر مني ماذا يعني الكرد في هذه اللحظة الحساسة : هم قطب ثان في تحالف سياسي تأريخي شيعي كردي استمراره يضمن عدم عودة المعادلة الظالمة ،

 الكرد حصتك من الطائفة الشقيقة تعززك سياسيا وتجعلك أغلبية حسب تعبير المراقبين ، فان انت دفعتها الى الابتعاد عنك لجأت الى حاضنتها المذهبية فتغير التوازن ، الكرد يعني تأريخ مؤلم من الابادة والتضحيات والنكبات القادمة من بغداد ، الكرد يعني دولة نفطية منتظرة صغيرة تضاف الى مجموعة الدول المستحدثة المدللة ،

الكرد ظهر مهديهم منذ بضع سنين ينادي بدولتهم المنفصلة فيقابلونه بالتصفيق ، الكرد يعني 17% الشهيرة ، الكرد فريق متماسك له مشروعه الواضح المسند بشبكة علاقات دولية واقليمية ، وهم ليسوا كمحيطنا الوطني والمذهبي المفكك المتنافر ، شيخنا الجليل انا اول من لفتت انتباهي معالجاتك الحديثة والعميقة والمبتكرة لموضوع الظهور ، ولكن الحديث في مجموعة طلبة في قاعة لا يعني في عصرنا هذا سرا ، في عصر بلا اسرار ، ولكن اذا كنت ناويا ان تدوس على لغم فالغامنا الشيعية اخطر واولى واقرب وادهى ، وانت خير العارفين .

انت مظلوم لا جدال في ذلك وانا اول من يتعاطف معك ، لكن القابض على جمرة يتوقع الاحراق ، انت صاحب رسالة وانا لا اؤيد ان تفارق تيارك الذي اسهمت في بناءه وتطويره وانت موضع ثقة ومحبة قيادته ، تريثنا قليلا في الدفاع عنك لأننا رأينا كيف ان اصدقاءك من الكرد العارفين اكثر بساطة ومحبة واشد دفاعا عنك لانهم رفاق تأريخ وقضية واصحاب افق سياسي وثقافي . كانت تجربة مفيدة وهي ليست نهاية انها بداية لبلاغ مسؤول متواصل معطاء لكن له تبعاته .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محب لأهل البيت ع
2012-09-01
مع تقديرنا للأخ العزيز حافظ آل بشارة الا إنني اسجل عليه أكثر من ملاحظة، وليتسع لها صدره، أولاً: انا أعتقد انه لم يستمع للمحاضرة كما لغيرها لأنه لو كان مستمعاً لها لما كان أشار إلى أمرين الأول موضوع المارقة وموضوع مارقة الشيعة، فالمارقة التي استخدمها سماحة الشيخ لا علاقة لها بأي موضوع ديني او أخلاقي حتى تكون كلمة إدانة يشمئز منها الاخرين، وإنما كانت كلمة تشير إلى الإنفصال الكردي السوري عن النظام السوري، والذي لا تحمل أية غدانة فكرية أو اخلاقية أو دينية أو سياسيية، وهو امر ليس بدعة في الفكر السياسي الكردي، وأحسب انه في هذه النقطة قد وقع في فخ التهريج الاعلامي الذي أسس له السكير فخري كريم وصحبه، والثاني انه قال بأن سماحة الشيخ لم يتحدث عن مارقة الشيعة، والحال أننا استمعنا له عدة مرات يتحدث عن قتل الإمام صلوات الله عليه ل16 ألف من البترية وأنه راية شيعية تسمى براية الشيصباني ستتصدى للإمام صلوات الله عليه، كما وتحدث عدة مرات عن ادعياء المهدوية ولم يكتف بالعمومميات بل تحدث بشكل مفصل عن الدجال أحمد بن الحسن، مع لحاظ أن المحاضرات متسلسلة، لذلك لا يكتفى في حال التقييم سماع محاضرة واحدة، ولو جمعنا كل ذلك بموقف سماحة الشيخ من انحراف محمد حسين فضل الله وأنصاره من حزب الدعوة وغيرهم، وهو موقف قديم جديد لعرفنا أن الأخ حافظ آل بشارة ربما أعوزته المعلومة في هذا المجال، علماً بأنه يجدر الانتباه إلى أنه حينما تحدث عن مارقة الشيعة تحدث عنهم بلغة الإدانة، لوضح ربطهم بالمسألة الدينية، ولكن حينما تحدث عن الكورد تحدث بلغة الانفصال. ثانياً: اختيار المقال ربما كان غيرر مسدداً لأن سماحة الشيخ وفق الملاحظات التي بينها هو في خطابه الأخير لا يبدو أنه داس على لغم كما وصفه الأخ الكريم ، بل إن لغماً كان يترصد به أو بغيره من دعاة الوحدة الاستراتيجية بين المكونين الكردي والشيعي هو الذي تفجر وعرفنا كيف أنه كان مستعداً لعبور اللغم وأصحابه وسط تراجع بين من التحالف الكردستاني الذي وجد نفسه محشوراً في قضية هولت وكبرت لأغراض خسيسة من قبل متسولين ومرتزقين على مائدة تفرقة النسيج العراقي، وليس فخري كريم ولا حسن العلوي ولا نظرائهم ممن يمكن التعويل على تقييماتهم في شأن ديني هم اول من كان متنكراً لبديهياته. ثالثا: أشكر وكالة أنباء براثا على نشرها لهكذا مقال، وإن كنت احتبس عتاباً في داخلي في أنهم لم يبادروا للدفاع عن سماحة الشيخ أثناء بداية الأزمة. أخلص الود لأخي الكريم حافظ آل بشارة وكل الاخلاص وتمنيات الحفظ والصون والستر والظفر لسماحة الشيخ الصغير على مجهوده في خصوص القضية المهدوية
كلمة
2012-09-01
نعلم ما سيحصل في رملة الدسكرة من خلال الرويات وما سيحصل في الكوفة والمفاجات التي ستحدث في عصره سلام الله عليه ولابد ان يتهيأ من لا يعلم ولكنهم افتعلوا الضجة حتى لا تنتشر هكذا محاضرات انا عتبي الاخوي اوجهه الى مشرف موقع سماحة الشيخ فعنوان المحاضرة هي من لفت الانتباه لاني اكيدة انهم لا يبحثون عن هكذا مضامين لكن العنوان جذبهم وكذلك جر الخبر الى موقع براثا ونشره هنا ومعلوم كم يتصدون لبراثا نتمنى ان لا تدفعنا صياغة الخبر الى ان نسبب له الاذى ونوقعه في مشاكل هو في غنى عنها شكرا
كلمة
2012-09-01
سلام عليكم مقال جيد ولكني اختلف معك في شيء حديث قدمت الشيخ على انه داس على لغم ( الله يبعد عن الشر ) وظهر بين سطورك على انه تعمد ذلك ان لم اكن مخطئة . لست بصدد ان اتكلم عنه فهو ادرى بما قال ولكني تابعت المحاضرة مرارا وتكرارا واستغربت للبالونة التي تم فرقعتها انتابني شعور ان هذه المحاضرة جزء من سلسلة هذا امر امر ثاني جاء حديث الاكراد في السياق لانه يريد الاشارة لحرب قرقيسيا وهو ركن مهم فيها . وبشكل عام لم اجده يحاول ان ينكأ جرحا ً لتخبره ان ينكأ جرحاً شيعياً او سنيا اولى من الكردي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك