المقالات

في فن إدارة الإختلاف بين "الأشياء العاقلة"...

597 08:34:00 2012-08-26

 

«لما عجز التتار عن فتح أصفهان أيام جنكيز خان سنة 633هـ، اختلف أهلها وهما طائفتان حنفية وشافعية وبينهما حروب متصلة وعصبية ظاهرة فخرج قوم من أصحاب الشافعي إلى من يجاورهم ويتاخمهم من ممالك التتار فقالوا لهم: اقصدوا البلد حتى نسلّمه إليكم. فجاءت جيوش التتار وحاصرت أصفهان وفتح الشافعية أبواب البلد على عهد بينهم وبين التتارعلى أن يقتلوا الحنفية ويعفوا عن الشافعية، فلما دخلوا البلد بدؤوا بالشافعية فقتلوهم قتلاً ذريعاً، ثم قتلوا الحنفية ثم سائر الناس»!!

الإختلاف من طبيعة "الأشياء"، ونحن البشر أيضا "أشياء" ، لكننا نصف أنفسنا بأننا "أشياء" عاقلة!... هذه "الأشياء العاقلة" تختلف فيما بينها تقريبا في كل شيء، نختلف في أسمائنا، في سحنات وجوهنا، في طريقة أكلنا، في نبرات أصواتنا..نختلف ، نختلف ، نختلف..ولو لم نكن مختلفين ما كنا بشرا، ولكي نستحق ما وصفنا أنفسنا به بأننا "أشياء" عاقلة، يتعين علينا أن نقبل الإختلاف فيما بيننا ونتعايش معه، بل يفترض لنا أن نبارك الإختلاف ونروج له، كي نثبت صفة "العقل" فينا..! هذا كمرحلة أولى في موضوع الإختلاف..،

وكي نحول الإختلاف الى "مادة" مفيدة، لا ألى "قضية" مخيفة ، يتعين علينا في المرحلة الثانية أن لا نخاف من الإختلاف!

أما كيف يكون الإختلاف "مادة" مفيدة، وليس "قضية" مخيفة، فهذا ينطلق من تفهمنا لعاقليتنا..!

العقلاء لا يخافون الإختلاف، وهم وحدهم القادرون على درء الخوف من الإختلاف، أما غيرهم من الحمقى  فهم غالبا يتحصنون في دريئة الإختلاف ولا يخرجون منها..

العقلاء وحدهم  يدركون أن لا مناص من الإختلاف، وأنه يتعين عليهم إدارة خلافاتهم مذهبيةً كانت أو مناطقية بذكاء محسوب، وفي إطار الحفاظ على المواطنة بمدلولاتها وتعابيرها ومعانيها، وفي احترام الثوابت والمبادئ التي تحدد منطق الانتماء وتساوي بين جميع المواطنين في الحقوق والواجبات.

و" الأشياء العقلة" أو البشر العقلاء يدركون أن الخوف ليس من الاختلاف في حد ذاته، فهو قد يوجد داخل البيت الواحد، وداخل الحي والمدينة الواحدة، وقد يكون حول قضايا صغيرة أو كبيرة، وإنما يأتي الخوف من أن يتحول الاختلاف إلى حالة من التنافر المحموم الذي يتطور بمرور الوقت إلى انشطارات وصراعات واحتقانات تقود إلى الاحتراب، حينها لا مناص من الوقوع في الكارثة التي تقود إلى الاستسلام للتفتيت والاندثار وتكون حينها وظيفة الأحياء عد جثث الأموات و الانتظار لمزيد من الفوضى والموت، وذلك ما تقوله حقائق الأشياء...

كلام قبل السلام: الفاشلون يقسمون إلى قسمين ، قسم يفكر دون تنفيذ ، وقسم ينفذ دون تفكير .......!

سلام.....

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك