المقالات

جهاز المخابرات الوطني بين الفشل والضياع

636 23:54:00 2012-08-24

منذ سقوط النظام البعثي الفاشي والعراق يمر بتجربة حرجة تتصارع بعض الكتل السياسية على نهش جسده وتقاسم خيراته فيما تتربع الدول المجاورة والإقليمية والعالمية على كثير من مفاصله الحيوية بواسطة العملاء الذين باعوا الوطن من أجل الحصول على حياة ناقصة من الغيرة والشرف .لم يكن العراق قادرا أن ينهض ويتعافى إن لم يصان من الداخل ويحمى من الخارج وتعاقب رجال المخابرات العراقية من قبل المؤسسات الامريكية بعد السقوط وتقاسم مراحل المعلومة الذي أفقد الدور المهم في قصم الدول المتآمرة عليه والقضاء على حركاتها وأفعالها والدور الأعلامي المخرب للجهود التي تريد بناء العراق على أسس سليمة .ان التحول الذي يمر به العراق الجديد يحتاج إلى صياغة مخابراتية تقيّم مراحل التقدم التجسسي وخيار الأعمال المنوط بها مع الدول التي تريد أن يعود العراق إلى المربع الاول وتضع بصماتها هنا وهناك لا أن تلعب موقف الشرطي في خدمة الشعب تاركة الجهد الأكبر الذي يعطي الحكم العين بالعين والسن بالسن .التدخل في شؤون العراق من قبل الدول الأخرى والراعية للعمليات المسلحة وتخريب البنى التحتية والدعم المادي للمليشيات وسرقة أمواله على مرأى ومسمع الكثير من أبناء هذا الشعب المثخن بالجراحات يفقده الحس الوطني لهذه المؤسسة .لم تشهد المنظومة المخابراتية العراقية تقدما ودورا في معالجة الأحداث التي تصب على العراق ولم تعطي موقفا دقيقا في قراءة ماقبل الحدث التي تتوالى على البلد وشعبه برغم التخصيصات الكبيرة التي يمكن لها أن تسقط دولا من خلال التلاعب بالألفاظ كأبسط وسيلة في إحداث إرباك على أقل تقدير ودور موظفيها الذين أمتهنوا العنوان وتركوا العمل بالممكن وأصبح الجهاز عاجزا عن أداء دوره في القضاء على من يتعرض لهذا البلد .ان تقيّيم دور المخابرات في هذه الظروف الحساسة يحتاج إلى تضحية تقدم فيها القرابين وصولا للمبتغى الذي تعنون فيه هذا الجهاز والذي يخترق كل الأنظمة والمؤسسات المعادية للمشروع العراقي بحيث يمكنه إخماد كل الطرق الملتوية التي تواجه العراق لتشعر تلك الدول بالتأثير الفعلي لهذا الجهاز والخشية منه ومن حدوث مشاكل عندها .مشروع هذه المؤسسة الكبيرة في رصد المعلومة التي تجتاح العراق وتخترق صلب المؤسسات المرادفة لها تحتاج إلى رجال لايمكن أن يرتدي البزة العسكرية لأنه كان ضابطا في المؤسسات الحربية السابقة وإنما تعتمد على الحس الذي يرتقي إلى الطموح في كبح الجريمة الدولية المتسترة .على الحكومة العراقية أن تعتمد المنهج الأصح في إختيار الرجال الأكفاء وخصوصا من رعو تلك الحقب على مقارعة النظام وممن ذاقوا مرارة الظلم في الداخل لأنهم الأقرب للحفاظ على وطنية العراق والتضحية في سبيله وهم الأكثر حرصا في أداء الواجب .أن هذه المؤسسة الكبيرة تحتاج إلى جهد كبير لتصحيح مسارها وتنظيم أمورها إيذانا منها بالدور الأكبر الذي تلعبه في قلب المعادلات الدولية المراهنة على ضعف العراق وتنذر من يخلط الأوراق ليعكر الأجواء السياسية والأمنية وتقضي على مشعليها ليكون البلد أكثر تحصينا وأمانا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك