المقالات

امن العراق في استراتيجية منع الانشقاقات في سوريا..ضخ الاموال واستهداف نفط الخليج

712 14:25:00 2012-08-13

الشيخ حسن الراشد

يتحدث المراقبون عن اهمية سوريا استراتيجيا لاستقرار المنطقة ودورها في منع الانهيار الامني الشامل والواسع والذي لو تحقق ما يريده المتطرفون والدول الداعمة للارهاب فان لهيب هذا الانهيار لن يسلم منه احد وسوف تحل كارثة بالمنطقة والعالم وان اول المتضررين هم حكام الخليج ..

التقارير المتداولة سرا وعلنا تفيد ان دول الخليج قد رصدت الملياراد من الدولارات من اجل شراء الذمم واحداث ما يسمونه بالانشقاقات في سوريا للتسريع في عملية اسقاط نظام بشار الاسد وتسليم الحكم للمتطرفين والارهابيين وان هذا الامر هو السلاح الاخير الذي في جعبتهم كي ينالوا من ليس فقط سوريا وانما من كل من وقف ضد استبداد حكام الخليج ويسعى من اجل الاصلاح والديمقراطية والعدالة وان هؤلاء الحكام هدفهم الوحيد هو البقاء على عرش الطغيان والاستئثار بالسلطة ‘ وفي هذا الصدد نقلت وكالة فرانس برس عن ديبلوماسي عربي رفض الكشف عن اسمه ان ثلاث دول خليجية اتخذت قرارا منذ ايار بتخصيص ملياراد الدولارات لتمويل عملية انشقاق شخصيات سورية وذلك سعيا الى اسقاط النظام من الداخل بحلول نهاية العام 2012 .. من الوضح ان سياسة شراء الذمم التي يسمونها بعملية تمويل الانشقاق هي سياسة ليست جديدة فقد سبقهم في ذلك حكام جبابرة وطغاة كانوا يحكمون هذه المنطقة وقد استخدموا هذه الاساليب غير الاخلاقية والمنحطة لاحداث فتن ولوقف الاصلاحات والتغييرات التي كانت الشعوب تنشدها ولعل حكام بني امية كانوا ابرز هؤلاء الطغاة الذين اتبعوا مثل هذه السياسة لتثبيت عروشهم ولمواجهة الاصلاحيين الذين كانوا ينشدون العدالة وتقسيم الاموال بالتساوي على افراد الامة ومنع استعباد العباد وجعل اموال المسلمين دولا ..

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا : هل يتأثر العراق بمثل هذه السياسات التي وصفها بعض المراقبين بانها الاسوء في تاريخ الامم خاصة وان الاطراف الاتي تنفذها هي اعضاء في الامم المتحدة ويتمتعون بـ(( الشرعية الدولية )) ‘ التأثير على امن العراق واستقراره وبالتالي امن المنطقة وايران التي تعتبربعد العراق احدى الدول المستهدفة في الازمة السورية وفي تدخل دول بترودولارات في عملية اسقاط النظام في سوريا واحلال بديل همجي وظلامي سلفي بربري محله ؟وما هي استراتيجية العراق وايران لاجهاض هذه المخطط الخبيث الذي للاسف يحظى بدعم الولايات المتحدة التي تدعي الديمقراطية وتبشر بنشرها فيما الواقع يثبت ان مشاهد الذبح والقتل والاعدامات الجماعية ومحاكمات ميدانية ضد الابرياء وضد كل من لا يواليهم هي معالم الحكم الجديد القادم في سورياوالذي يتصدى لاقامته اليوم المتطرفون والسلفيون الارهابيين ؟

العراق اليوم معني باستقرار سوريا وقد تحدث السيد المالكي عن ها الامر وخذر منه ولكن هل هذا التحذير واطلاق المواقف الكلامية كافيان لمنعالانهيار الامني في المنطقة ووقف مد الارهاب والتطرف والقتل الممنهج والمستمر والذي يحدث في العراق وعلى حدود العراق ؟؟ في الحقيقة ان الكلام والحديث الناعم لا ينفع مع عدو يحمل بيد النفط وبيد اخر السلاح وادوات القتل والارهاب وان هذا العدوا قد كشف عن كلاوراقه ويدعوا علنا الى نشر الفتن والفساد وعدم الاستقرار ونشر قانون الغاب وان السلاح الوحيد الذي يمكن به اجهاض مؤامرات الخصم وخططه التدميرية هو العمل بالمثل حيث لايفل الحديد الا الحديد وكما جاء في الاحاديث ونقلا عن البيت النبوي الشريف "ردوا الحجر من حيث جاء فان الشر لا يرده الا الشر" ..

استراتيجية العمل بالمثل هي عملية مشروعة و سوف تكون ناجحة فيما لو احسنا تنفيذها واتبعنا الطرق المختلفة لتطبيقها ولمواجهة هؤلاء المجرمين والارهابيين والمتطرفين والداعمين لهم ..

اولا: لابد من تطبيق المبدأ القراَني في شراء الذمم وليس مبدأ العمالة والارتزاق الذي يتبعه حكام الفتن والجور في الخليج حيث مبدا "ابن السبيل وفي الرقاب" امر محبذ خاصة وان الخصم يستخدم سياسة شراء الذمم لاهداف رخيصة ولضرب قيم الحضارة الانسانية ونشر الارهاب والفساد والتطرف .

ثانيا : لابد من استهداف السلاح الذي بيد العدو وتجريده منه وضرب المرتكزات التي يتكأ عليها في تنفيذ مخططاته الجهنمية ‘ وبالتأكيد ان النفط هو السلاح وهو الممول الاساسي لاعمال الارهاب والقتل وشراء الذمم وان استهدافه عبر ضرب منصات نقله واستهداف انابيبه امر يساعد كثيرا على منع العدوا من تحقيق اهدافه دون المساس طبعا بالبنى التحتية اي المنابع النفطية والتي هي ملك للشعوب بل استهداف منصات الحمل والانابيب وباستمرار وضرب بعض المرتكزات الاقتصادية التي يعتمد عليها هؤلاء الحكام في تمويل الارهابيين والقتلة ونشر الفوضى .هناك الكثير من الاحرار والثوار في المنطقة والعراق وهم على استعدد للتضحية ويمكن الاتكال عليهم لمثل هذه المهمات الصعبة ولا يتطلب ذلك اي شيئ سوى وضع اليات سليمة ودقيقة وتزويدهم بالوسائل اللازمة لقطع شرايين النفط ومنع تمويل الارهابيين وبالتالي تجريد العدوا من اهم الاسلحة التي بيده .

يخطأ من يعتقد ان الحديث الناعم ينفع مع من كشر انيابه ومخالبه للاعتداء علينا وذبحنا والتهديد بابادتنا هؤلاء القتلة والمجرمون لا ينفع معهم الا سياسة العمل بالمثل ولي اعناقهم واستهداف تلك المرتكزات التي يعتمدون عليها لتمويل اعمالهم الاجرامية والاستمرارية فيها ..

نحن نعلم ان العراق وايران الدولتان المستهدفتان من هذا التدخل الخليجي السافل في الشأن السوري وتهديد استقراره ولمسنا وشاهدنا كيف ان الارهاب قد استهدف العراقيون عبر خطفهم وقتلهم ونهب ممتلكاتهم وتهديدهم بنقل المعركة الى الكوفة بعد اسقاط نظام بشار ورأينا كيف ان هؤلاء المجرمين يستهدفون الزوار ويختطفون الابرياء من رعايا العراق وايران بدوافع طائفية بغيضة .

فهل العراق وايران على مستوى المسؤلية للتسريع في تطبيق مبدأ العمل بالمثل.. ؟

الشيخ حسن الراشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك