خضير العواد
في كل يوم تُظهر لنا الساحة السياسية في العراق عجائب الأمور وغرائبها حتى أصبح العراق مضرب الأمثال بما يحتوي من سياسين ، فهل سمعت يوم من الأيام أن نائب رئيس أي دولة في العالم يكون مصدر قتل وتدمير شعبه بل هو الممول والداعم الأول للإرهاب في وطنه ، علماً لقد كان دائماً أول المستنكرين عقب كل عملية أرهابية تحدث ، وهل سمعت في يوم من الأيام عضو برلمان في بيته مصنع لتفخيخ السيارات التي يستعملها الإرهاب في قتل شعبه ، هل سمعت يوم من الأيام مسؤول حقوق الإنسان في برلمان دولة ما مسؤول عن عشرات العمليات الإرهابية وغيرها كثير ولكثرتها أصبحت حديث المواطن العادي في المقاهي ، علماً إن العمليات الإجرامية وقتل المواطنين تتم تحت أعذار واهية وسخيفة كإعادة السلطة الى أصحابها الحقيقين وهم الأقلية التي حكمت العراق أو الأغلبية من طائفة جائز قتلها لأنهم كفار وغيرها من العلل الواهية التي يخجل من التصريح بها حتى الشيطان ، ولكن اليوم يظهر لنا من خلال وسائل الإعلام نفس هذه المجاميع أنهم لايثق بعضهم ببعض بل كل واحد منهم يريد الإيقاع بصاحبه من خلال التسجيل السري بالصورة والصوت لكل الجلسات التي كانت تجمعهم ، فكل قيادي منهم يمتلك كاسيت سِيدي يهدد به أصحابه لكي يبتزهم أو يدافع عن نفسه من الإبتزاز ، فهذا هو طارق الهاشمي الذي كان يسجل بالصوت والصورة جلسات رفاقه من قيادات العراقية وقد أظهرت وسائل الإعلام هذا السِيديات ، وهذا هو القيادي البعثي علاوي كيف أظهرت هذه الكاسيتات تعديه على المرجعية الدينية التي يكن لها الشعب العراقي كل إحترام ويعتبرها قيادته الروحانية ، وأخيراً وليس آخراً خروج العيساوي عن صمته وهو يهدد رفاقه من قيادات العراقية بإمتلاكه سيِديات صوت وصورة تحتوي على كلمات يندى لها جبين كل عراقي شريف يعتز بكرامته وعراقيته وهو يسمع محتوى هذا الكاسيت الذي يقول أحدهم فيه ( إن شخة أبني تساوي عندي العراق من زاخوا للفاو ولا أهتم بالعراق ) ، لماذا كان هؤلاء القادة يسجلون جلساتهم وإجتماعاتهم سرياً بدون علم الحاضرين هل للذكرى أم للتوثيق التاريخي أم لحفظ الجلسات وما يدور فيها من النسيان لأهميتها ، كل هذه العلل والأسباب البريئة أعلاه كانت غير واقعية لأن تفكير هؤلاء القادة ليس تفكيراً رحمانياً بل تفكيرهم شيطانياً غايته دائماً الشر والمكاسب الدنيوية الرخيصة ، وهذا ما أظهرته وسائل الإعلام من خلال أسباب ظهور هذه السِيديات لقد كان الإبتزاز والضغط من أجل المنافع الدنيوية ليس إلا، فإذا كان قادة بهذا المستوى يفتقدون لأدنى شئ من الأخلاق الإنسانية ألا وهي الأمانة والثقة وحسن الضيافة التي منها حفظ أسرار الضيف كيف بنا نأتمنهم على العراق وأهله وثرواته ، وهل يتوقع الشعب العراقي تحسن في حياته من ناحية الأمن أو الخدمات بوجود هكذا قادة ؟؟؟؟، الى متى يبقى هكذا قادة بعيدين عن يد العدالة على كثرت ما تملكه الحكومة من أدلة ضدهم وما هذه السِيديات إلا واحدة منها ؟؟؟؟، وهل لا يمتلك العراق الغني بكل شئ شخصيات قيادية تقوده الى بر الأمان غير هذه التي شهرت نفسها بنفسها وأظهرت كل عوراتها ؟؟؟؟ هذه مجرد تساءلات تختلج في صدر كل مواطن عراقي يعاني ولأكثر من ثمان سنوات من الإرهاب وسوء الخدمات ويتشوق الى جهة معينة أو شخصية سياسية تجيبه عليها ، علماً فأليطمئن المواطن أن حرب السيديات هذه لا تكن الأخيرة بل سوف يتحفوننا بعض سياسيونا بصرخات جديدة في عالم الفساد السياسي والمالي والأخلاقي لأن العراق أصبح دولة بلا قانون .
https://telegram.me/buratha